الأقباط متحدون | الخلافة فكرة يهودية نسخها المسيح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٣٠ | السبت ٥ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣١٥٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الخلافة فكرة يهودية نسخها المسيح

السبت ٥ ابريل ٢٠١٤ - ٣٤: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
تعبيريه
تعبيريه

 بقلم/القس ايمن لويس

انها حب السلطة احدى اعداء الانسان الاربع مع (الجنس والمال والشهرة) . هى الرغبة الكامنة الموروثة داخل طبيعة الانسان بعد سقوط ابو البشرية ادم الاول ، ورغم انها فكرة يهودية حاول تنفيذها تلاميذ المسيح ، استحوذت عليها الثقافة الاسلامية ، وما اقول ليس مزايدة بل هو الحقيقة ، فالخلافة هى الحلم الذى شغل فكر ورغبة التلاميذ فور تأكدهم من اعلان المسيح "أنه ينبغى ان يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل" مت20:16 .

فرغم كل ما قاله السيد المسيح من تعليم عن الملكوت الروحى إلا ان فكرة رد الملك الارضى لأسرائيل هى العقيدة التى تملأ فكر ووجدان وحلم كل يهودى ، فكرة الملك الروحى كانت صدمة هائلة ليهوذا المدعو الاسخاريوطى فقد انهارت احلامه ومعها كل اطماعه ، فما كان منه الا الانتقام العنيف من هذا الذى باع له الوهم يسوع المسيح ، فكان بيعه بثمن بخس امعانا فى الازدراء اكثر منه حبا للمال .

اما بقية التلاميذ ففهموا الامر بشكل مختلف ، ففهموا انه لابد ان يذهب لفوق ليرد الملك لأسرائيل انهم قبلوا الملكوت الروحى مع عدم التخلى عن الملك الارضى !! ، وان الملكوت الروحى ما هو الا الجسر للعبور للملكوت الارضى ، فلا بد من تدخل يهوه !!! . فالمملكة الارضية سوف تحدث لا محال وسوف تعود الدولة الدينية دولة الخلافة من ال بيت داود وسوف ينتهى حكم الرومان الوضعى ، ليعود حكم الشريعة الموساوية لأعادة مجد الامة اليهودية . لهذا رآى التلاميذ انه يحق لهم ان ينشغلوا بالتفكير فيمن يستحق ان يكون الخليفة للمسيح فى الارض .

احدى الرغبات الانسانية الجامحة . السلطة ، ها هى ينفذ سهمها الى التلاميذ ، بدءت الفكرة بالحديث الهامس ثم المحاورة إلى النزاع إلى الشجار . ولولا تعاليم المسيح السمحة النقية لتطور الامر ربما الى الحرب والاقتتال لبحور من الدماء ، كما حدث فى اديان اخرى لاحقة . فقد  بدء اظهار النوايا بالطمع فى السلطة ، بسؤال خبيث للسيد "فمن هو أعظم فى ملكوت السماوات ؟" مت1:18 . وانقسموا الى فريقين يرى كل منهما انه الاحق بالخلافة انه يعقوب ابن زبدى من ال بيت المسيح ، والزعيم بطرس كليم الجماعة وصاحب لقب الصخرة !! ، وهو من سبق مع اخيه ايضا فى الطاعة والخروج لنصرة المسيح ، ولما لم يعطى المسيح اجابة شافيه لأولاد الخالة رآى ابنى زبدى لماذا لا يتم الاستفادة من صلة القرابة ومن معزة الخالة فيتم الضغط بها للفوز بالسلطة وحسم الصراع .. "حينئذ تقدمت اليه ام ابنى زبدى مع ابنيها وسجدت وطلبت  منه شيئا" !!! ؟ . علة طلب الوالدة الخالة. ارادة ابنيها ، فقد اقنعاها ان ترافقهما الى المسيح وتسأله ذلك الذى يريا انه لهم فيه كل الحق ! ، حيث سبق وكان جواب المسيح لا . فسجدت الخالة ذيادة فى الاكرام وطلبت الشئ ، الذى تؤكد الشواهد انها كانت تطلب معروفا اخفت المطلوب الى بعد انتزاع  الوعد بالاستجابة به ربما لأنها كانت تستشعر الحرج فى مدى لياقة ذلك الطلب

!! . "فقال لها (السيد المسيح) ماذا تريدين . قالت له قل ان يجلس ابناى هذان واحد عن يمينك والاخر عن اليسار فى ملكوتك" مت20:20-21 . فتعبير عن اليمين وعن اليسار كان من التعبيرات المستخدمة الدالة على علامات الشرف الرفيع فى كراسى السلطة ، فلم يزل ذانك الاخوان يتوقعان ان المسيح بعد اعلان الملك الروحى سوف يأتى ليملك على الارض ، فأرادا ان يمتازا على غيرهما فى يوم نصرته . والحلم بالخلافه لم ينتهى عند هذه المرحلة فقد اصبح الشغل الشاغل بعد التأكد من اعلان المسيح بالصعود . وبينما هم فى طريقهم الى كفرناحوم صار بينهم النقاش وربما احتدم الامر . "وإذ كان فى البيت (بعد الوصول) سألهم : بماذا كنتم تتكلمون فيما بينكم فى الطريق ؟" فسكتوا ، لأنهم تحاجوا فى الطريق بعضهم مع بعض فى من هو أعظم  مر33:9-34 . "وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدى قائلين : يا معلم ، نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا !!! . فقال لهما :"ماذا تريدان أن أفعل لكما؟" فقالا له : "اعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والاخر عن يسارك فى مجدك" مر35:10-37 . وعند اقتراب الساعة للابن اثناء الاجتماع للعشاء الاخير "كانت بينهم مشاجرة من منهم يظن أنه يكون أكبر لو24:22 وللمرة الاخيرة يعلن السيد انه لا للسلطة الارضية لا لدولة الخلافة حتى لو كانت فى صورة كنيسة "انتم جميعا اخوة" 8:23

. الامر سوف يكون شورى بينكم بالحوار الديمقراطى تحت قيادة الروح القدس "لا تدعوا لكم ابا على الارض ، لأن ابكم واحد الذى فى السموات ،ولا تدعوا معلمين ، لأن معلمكم واحد المسيح" مت 9:23-10 . ان قيادة السيد كانت قيادة ثيوقراطية ورغم هذا اختص بعمل الملكوت تاركا الارضيات ، لهذا لن يكون حكم ثيوقراطى على الارض بأسم الله فيما بعد ، انه الاعلان الجديد اعلان فصل الدين عن الدولة ، ولتقتصر مسؤلية رسل وتلاميذ المسيح فى كل الاجيال ، اولئك الذين افرزوا انفسهم لخدمة السيد ، على المسؤلية الروحية لتعليم الناس وهدايتهم للخلاص . اما  المسؤلية الارضية المدنية فاليكن لها رجالها ، وهم ليس رجال الدين . حتى قيادة الكنيسة. قصد المسيح لها ، ان تكون روحية وليست سلطة ارضية مركزية بخلافة فرد

. اذا تصريح السيد لبطرس "على هذه الصخرة ابنى كنيستى" مت18:16 . ليس تصريحا بالخلافة بل هو اعلان عقائدى عن الاساس الايمانى الذى سوف تؤسس علية الكنيسة بمختلف انواعها " ان المسيح هو ابن الله الحى" مت16:16 . نعم نسخ المسيح فكرة الخلافة سواء التى تجمع بين الدين والدولة او التى تختص بالدين فقط .

ورغم ان المسيح وبخ تلاميذة اكثر من مرة على طمعهم فى خلافة الفرد ولو على النطاق الروحى ، الا ان الرسل لم يلتزموا بطلب المسيح بل غالبتهم رغباتهم الجسدانية فتم تحقيق حلم الخلافة بيعقوب الكبير اخو الرب ومسعاه لينصب اسقفا على اورشليم 50م وليتم ترضية اليهود المؤمنين بيسوع لتكن رئاسة الكنيسة من ال بيت المسيح وإن ضاع من اولاد الخالة ابنى ذبدى فها هى تتحقق فى ابناء العمومة لأبن حلفى الذى لم يكن واحدا من الرسل الأثنى عشر حيث لم يكن يؤمن بيسوع أثناء خدمته فى الجسد يو5:7،اع13:1 ، ولتستمر خلافة ال بيت حتى 135م حيث الحرب اليهودية الرومانية الثانية . ان هذا التاريخ يثبت ان سيطرة اعمال الجسد على الافكار ليس سهلا . فبالرغم من ان المسيح اوصاهم على سبيل الامر ان ينتظروا فى اورشليم وعد الاب الروح القدس (اع 1) ، الذى سوف يعين ضعفاتهم ليفهموا رسالة الروح . ولكن طالما نحن فى الجسد سوف ننساق لرغبات الجسد وسوف يظل الصراع قائم بين الطبيعة الساقطة وبين فكر المسيح الروحى الطاهر "فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع ايضا" فى5:2                   .                                                                      
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :