الأقباط متحدون | من حكاوي الكنيسة والوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٢ | الأحد ٢٠ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣١٦٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

من حكاوي الكنيسة والوطن

الأحد ٢٠ ابريل ٢٠١٤ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مدحت بشاي
" أشكر الله الذي جمعنا كلنا من أجل محبة مصر التي لا أبالغ إذا قلت إنني أشعر أن بيني وبين كل حبة رمل فيها علاقة ومحبة وصداقة . أنظر إلى أرض مصر كأ رض مقدسة ورد اسمها كثيراً في الكتاب المقدس . هذه الأرض التي شرفها بالزيارة عدد وافر من الأنبياء . في مقدمتهم أبو الأنبياء ابراهيم وأيضاً أرميا النبي وقدسها أخيراً السيد المسيح ، حينما أتاها طفلاً هارباً من اليهود تحمله على كتفها كلية الطهر العذراء مريم " ..

تلك بعض من سطور افتتاحية لكلمة البابا شنودة الثالث ألقاها بمقر نقابة الصحفيين يوم 5 ديسمبر 1971 بمناسبة حضوره لندوة " إسرائيل والأديان السماوية " ، و في مجمل كلمته التي حاول أن تكون بمثابة بطاقة تعارف وتعريف لذاته ولتوجه الكنيسة في مفتتح عهده وحبريته التي استمرت 40 سنة  ، يقدمها إلى أهل الرأي والكلمة والإعلام ، بل والشعب المصري والعربي ، فضلاً عن رسالته لأعداء الوطن ..

لقد حاول البابا عبر تفنيده لمزاعم اليهود الاستعمارية والاستيطانية ، وعرض قضايا وطنية محلية وعربية أن يقول أن الكنيسة التي هو راعيها الأكبر سوف تدمج الثقافة المسيحية كمكون رئيسي للثقافة المصرية  بعد أن تم تغييبها لعقود من الزمان بقصد أو بغير قصد ، وأنه في ظل عدم وجود أحزاب سياسية في تلك الفترة يمكن من خلالها المواطن المصري المسيحي التعبير عن تلك الثقافة وفرض وجودها كمكمل للثقافات الأخرى التي تشكلت على أرض الوطن ، وشكلت وجدانه وشكل أنماط حياته ورؤيته للأخر ..

وتأكيداً على ذلك قال في مقطع أخر موجها حديثه  لزملائه في النقابة " وأود أن تعبر الكنيسة عملياً عن محبتها للصحافة من كل ناحية ، استطيع أن أقول أن كل مكتباتنا القبطية في البطريركية والكلية الاكليريكية ومعهد الدراسات القبطيةهي تحت تصرفكم جميعاً وترحب بكم وأرجو أن تكون مطبعة البطريركية أيضاً خادمة للصحافة من كل ناحية " ..

وبالفعل ، ومن العام الأول لحبرية البابا الراحل ، كان الانفتاح الإعلامي المحلي والعربي الهائل على الكنيسة المصرية ، والكنيسة هنا المقصود بها هنا قداسته شخصيا وعدد محدود من الإكليروس ( الإكليروس هم الأساقفة والكهنة والشمامسة برتبهم الدينية المختلفة )..
ولأول مرة يقفز الخبر الكنسي إلى مواقع بارزة في كافة الوسائط الإعلامية ( لقاءات صحفية وتليفزيونية مع البابا ومتابعات إخبارية لنشاط الإكليروس اليومي ..

وكانت النتيجة إعلان الكنيسة المصرية الوصي والمتحدث الرسمي للأقباط ، فإذا أضفنا بداية توجه الكنيسة عبر تنظيم أنشطة وفعاليات من شأنها أن تكون بمثابة حاضنة دائمة تضمهم ، لتغيب في المقابل مشاركاتهم في العمل الوطني والاجتماعي والسياسي ..

يقول الرائع أبونا متى المسكين " الوطن السمائي لا يلغي وجود الأوطان ، والسعي نحو الوطن السمائي لا يشمل معنى إنكار الأوطان ، فالمسيح ذاته قيل عنه " وخرج من هناك وجاء إلى وطنه وتبعه تلاميذه (مر6:1)مع أنه معلوم لدى الجميع أن المسيح قائم أبداًفي حضن أبيه كما يقول الكتاب " ..
وتلك في الحقيقة الإشكالية التي ساهمت بقدر هائل في عزل كنيسة الوطن لتكتفي بدورها كمؤسسة من مؤسسات الدولة تتعامل مع مؤسساته الأخرى لتدبير مصالحها فضلاً بالطبع لدورها الروحي العظيم والمتماسك والمحافظ على كل التقاليد الروحية والطقسية ..

وتبدى أمر تمثيل الكنيسة لجموع أقباط مصر حكاية غير مقبولة ، نعم فرضتها عدم وجود أحزاب يمكن أن ينخرطوا فيها ، ولأن الدولة استسهلت أمر اختزال ملايين الأقباط في شخص البابا في كل الأحوال ، وخصوصا في الملمات والشدائد .. ياكنيسة هدي اللعب .. ياكنيسة رشحي لينا العدد الفلاني لعضوية البرلمان أو للجمعية التأسيسية ، وغيرها بشأن الممارسات السياسية وحتى الاجتماعية والإنسانية ..

والكنيسة بدورها لم تبادر للتغيير ، وحاولت أن تلعب كل الأدوار في نفس واحد ،حتى قرر الشباب رفع متاريس حجبه عن الوطن ، وكانت المشاركات الرائعة بداية من ماسبيرو ، وعبر كل انتفاضات الوطن في الفترة الأخيرة ..

لقد قال البابا شنودة ( أما عن علاقته بنا نحن الأقباط ، فهي علاقة طيبة ، نابعة من روحه السمحة ، التي لا تعرف التعصب إطلاقاً . فهو حاكم للمصريين كل المصريين ويتقابل معنا بكل مودة .. فإن حدثت مشكلة ما ، فإنها ما إن تصل إليه ، حتى يبدأ في حلها فوراً . ونحن ـ من جانبنا ـ لا نطلب تدخله إلا في الأمور المهمة جداً التي لم يستطع المسئولون حلها ، أو بقيت بلا حل لسبب ما ، فنلجأ إلى الرئيس مبارك ونقدم له كل الوثائق التي تثبت أحقية ما نطلبه ) ..

مع الزعيم جمال عبد الناصر كان عندنا مشروع قومي ووطني شمل كل المجتمع بكل مكوناته وطوائفه في حالة من التكامل الطيب ، ومع الرئيس أنور السادات وانفتاحه الاستهلاكي وحالة التراجع القيمي العامة ، وخروج عصابات التكفير والشر عشنا حالة  صراع طائفية ، اسست لحالة انقسام ووقيعة تتابعت تبعاتها السلبية على الكنيسة والأقباط ، مما عزز أن تمثل الكنيسة والإكليروس أقباط مصر ، وعن السنة السودة اللي حكم فيها الإخوان الأمر شرحه يطول ، وللحديث بقية ..
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :