بقلم: إبراهيم صالح
حقا تحتاج مصر إلى مسيح يخلصها مما هى فيه من إرهاب ودماء من غي ومكر وخداع وفناء للمشورة متمثلة فى خلافات سياسية وفكرية,حقا هى تريده بقوة كى يحمل عنها آلامها ويجدد فيها آمالها .
كما ان المسيح فى حاجة إليها رغم ان الحاجة هنا ليست من الإحتياج المبنى على العوز والفقر لا حاشاه فهو منزه عن كل هذا ,ولكنها تعنى الإسترداد والعودة من جديد للحق,فمن ينظر إلى الوضع المصرى الآن من يتأمل فى الأوضاع الإجتماعية والسياسية والإقتصادية المنهارة تماما بحيث لا تملك أى نظرية سياسية تفتقت من ذهن صاحبها إعادة ترتيب الأوضاع كما لا تملك كل النظريات الإقتصادية التى قيلت على مر التاريخ تحسين الوضع الإقتصادى الحالى لإنقاذنا من شبح الإفلاس العالمى والفضيحة ,
وفوق كل هذا وذاك إيقاف نزيف الدم المتدفق فى الشوارع يوميا من يتأمل فى هذا كله من ينظر فى الوضع الراهن بكل عقله وكامل حواسه لا يقدر سوى أن يقول بالجزم:"الحل فى السماء " , إرسال مدد من قبل الله شخصيا فليس عند البشر من حلول , فلقد جربنا حكومة الإقتصاديين حكومة الببلاوى حكومة الرجل الشهير بنظرياته وتفسيراته الإقتصادية إلا انه لم يستطع الحل , لم يقدر بل على العكس من ذلك قدم لنا إستقالته معلنا فشله وإنسحابه من المشهد بخزى وعار, كما جربنا أموال الخليج فلم تفلح فى سد جوعنا لمدة ثلاثة أشهر على الأكثر , حتى كان اخر الحلول المجربة للخروج من الأزمة تشكيل حكومة جديدة تلك التى تقدم لها رجل الهندسة محلب,والذى بدلا من ان يقدم لنا حلا سواء للكهرباء والمياه وإرتفاع الأسعار طالبنا نحن بالحل والحبل معا فرفع سعر البنزين وفاتورة الكهرباء كما وعدنا بساعات ظلام أكثر وكأن لسان حال كبير الوزراء ليس عندى من حل فهل عندكم أنتم ؟ ! ,
ولكن لأن مصر عزيزة على قلب الله فهو لن يتركها بلا حلول لن يتركها تسقط فى الهاوية لأنها صنع يديه وقلب جغرافيته ومركز تاريخه , لهذا فهو يريدها أن تعود لحضنه تعود بقوة كعودة الأبن الضال , لكنه ينتظر أن تختار هى بنفسها ميعاد العودة وطريقه ينتظر أن تعلن توبتها عن زناها وعهرها عن فسادها أزمنة طويلة ينتظر هذا بلهفة وشوق وحتى تعود مصر إليه فإنه لزاما عليها أن تعترف بأنها أخطأت,ولكن لأنها لا زالت فى مرحلة التردد أو التثبث بصحة موقفها لذا فهى فى حاجة إلى خبطات فى الرأس حتى تفيق وتعود إلى رشدها ,ونحن أمام ذلك لا نملك إلا ان ندعو الله ونصلى من أجل مصر بأن تكون هذه الخبطات بسيطة هينة آمين.