الأقباط متحدون | "عِشرة كتاب" وصالون أميرة تاوضروس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٢ | الأحد ٤ مايو ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٢٦ | العدد ٣١٧٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

"عِشرة كتاب" وصالون أميرة تاوضروس

الأحد ٤ مايو ٢٠١٤ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم مدحت بشاي
لقد عانينا في العقود الأخيرة من انصراف شبابنا عن الاستفادة بوجود العديد من الفعاليات الثقافية في المنتديات الثقافية ، واقتناء الكتاب والرواية وديوان الشعر، والانضمام للصالونات الثقافية ..

دعوني أذكر القارئ بالكتاب الرائع للكاتب والفيلسوف أنيس منصور " في صالون العقاد كانت لنا أيام" .. يقول أنيس "  كنا نخاف من الأستاذ العقاد علي أنفسنا. نخاف من ضوئه الباهر أن ينفذ إلي أعماقنا فيفضحنا أمامه نخاف من عظمته أن تبدد أفكارنا المحدودة. كان عقله كالشمس المتوهجة. وكانت عقولنا لها طبيعة الشمع وكنا نخاف عليها أن تذوب. كنا نعتقد أننا أبناء عصرنا أما هو فانه العصر الذي ذهب. إذن نحن أكثر ارتباطاً بالحاضر والمستقبل من الأستاذ وكان ذلك خطأ لم نكتشفه إلا فيما بعد. فقد كان فهم (العقاد) للفلسفة التي ندرسها أدق وأوضح ومزاجه الفلسفي أسلم. كان يقول لنا: إن المذهب الفلسفي الصحيح هو كما وصفه تولستوي: يمكن تحديده في خمس دقائق.

- يجب ألا تعطي إرادتك لكل إنسان. ألا تستعير عيون الآخرين وتنظر بها إليهم وإلي نفسك. ألا تتصور أن إرضاء كل الناس هو الصحيح وإغضاب كل الناس هو الخطأ. فأنا لا يهمني كم من الناس أرضيت ولكن يهمني أي نوع من الناس أقنعت. أنا قدمت العقاد الذي عرفته والذي أقمت له تمثالاً علي قاعدتي العقلية والفنية. وإذا كنت قد وقعت علي قاعدة التمثال فأنا وقعت أيضاً علي كل لمحة من ملامحه. قال الأستاذ: الذي لا يعجبني يا مولانا إنكم تتعجلون الوصول إلي النهاية. إن الوصول إلي النهاية هو نهاية قلت: لكننا لا نتعجل النهاية. إننا نتلمس إليها طرقا كثيرة ومذاهب شتي. قال: ربما انطبق عليك وحدك ولكني لا أري زملاءك كذلك. ولهذا فأنا أتوقع لك العناء في حياتك الفكرية. أتوقع لك أن تصل بمشقة أو تتقلب علي المشقة ثم لا تصل إلي الكثير جداً مما تريد.

أما مجلس الكاتبة الرائعة "مي زيادة " فكان يعقد يوم الثلاثاء ، و يحضره رموز الأدب ورواد السياسة ومشاهير العلماء وأعيان البلد كمحمد عبده، ومصطفى عبد الرازق، وأحمد لطفي السيد، وقاسم أمين، وطه حسين، ومصطفى صادق الرافعي ، وخليل مطران وإسماعيل صبري وعباس محمود العقاد وغيرهم .ويقول الباحث " ابراهيم مشارة" أنه  هكذا اجتمع أعلام الدين وأقطاب السياسة ورواد النثر وفرسان الشعر في صالون الآنسة مي، وهذا تقدير للمرأة العربية التي استطاعت جمع الرجال من حولها يتناقشون فيما بينهم نقاشا حرا في السياسة والأدب والدين والثقافة العالمية، وكان جمال مي الروحي والجسدي وكلامها الحلو ونبرتها الهادئة، وثقافتها الكبيرة ، كان كل ذلك يضفي على المجلس بهاء ورقيا وإحساسا راقيا بالجمال في أرقى تجلياته، ولم يكن أحد يغيب عن المجلس إلا لظرف قاهر

حتى غيب الموت صاحبة الصالون، تاركة وهج الذكرى وبريق الماضي وأصالة الفكرة وروعة المغامرة والتحدي والخروج عن الرتابة المملة والمألوف الرتيب ..ولصالون مي في شعرنا الحديث حضور، فقد ذكره الشعراء في أشعارهم والكتاب في مقالاتهم، وكان الشاعر إسماعيل صبري يقول عن صالون مي يوم الثلاثاء :

روحي على بعض دور الحي حائمة
كظامئ الطير تواقا إلى المـــــــاء
إن لم أمتــــــع بمي نــاظـــــري غدا
لاكــان صبحك يا يوم الثلاثاء !
لاشك أن الصالونات الثقافية تمثل حالة من الحوار المتجدد ، والتواصل بين الأجيال ، وتبادل الرؤى ... لذلك أسعدني دعوة الصديق أمير رضا لحضور افتتاح دورة جديدة للصالون الثقافي " عِشرة كتاب " برئاسة وإشراف وإدارة الاستاذة الدكتورة أميرة تواضروس الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية  بجامعة القاهرة ، وهو أمر رائع نظراً للظروف التي تمر بها الكلية ( فهي تضم أساتذة بعضهم محسوب على جماعة الإخوان الشريرة ، بل وخرج بعضهم في مظاهرة حملوا فيها شعارات رابعة ومن أطلق عليهم ائتلاف دعم الشرعية ) .. تخرج الدكتورة أميرة ببعض طلاب الكلية من أصحاب الهوايات ، ليقدموا نماذج من إبداعاتهم على أحد مسارح ذار الأوبرا في حفل افتتاح الدورة الجيدة لصالون " صالون عِشرة كتاب " ..
ويهدف الصالون كما أوضحت الدكتورة أميرة إلى :
•     ترسيخ ثقافة الحوار وإرساء فكرة وجود الفكر والفكر الأخر ..
•    خلق مناخ مناسب يشجع الشباب على الخروج من دوائر الجزر المنعزلة والعبور لاكتشاف الاخر ..
•    الإثراء المعرفي من خلال القراءة في مجالات وعلوم مختلفة خارج التخصص الدقيق ..
•    الارتقاء بمهارة التفكير النقدي منخلال إقامة جلسات حوارية حول ما تمت قراءته ..
•    الارتقاء بمهارات التواصل الفعال والعرض للشباب المشاكين في الصالون ..
•    إتاحة مناخ من الحرية الفكرية حيث لا توجد حدود تفرض على الفكر اخل الصالون ..
وقد أسعدني حضور الاحتفال عدد من الناشرين ، والرموز الثقافية المتنوعة الخبرات .. تحية لمثل تلك الأعمال التطوعية التي لا تهدف للربح بقدر ما تساهم في دعم العمل الثقافي ..







medhatbe@gmail.com
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :