الأقباط متحدون | الحجاب والنقاب واللحية والعمامة والجبة والقفطان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٦ | الجمعة ١٩ مارس ٢٠١٠ | ١٠ برمهات ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٦٦ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحجاب والنقاب واللحية والعمامة والجبة والقفطان

الجمعة ١٩ مارس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : عاطف الفرماوي
إن مفهوم الإيمان الصحيح الوارد في جميع الكتب المقدسة هو الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد لا شريك له في الملك به نحيا وإليه نعود .
وقد أوضح القرءان المقدس أن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل في تأكيد حقيقة الإيمان بالواحد الأحد وحدد الإسلام ثوابت العقيدة في المرتكزات الفكرية التالية :
الشهادة بأن الله لا إله إلا هو وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج لبيت الله الحرام بمكة لمن استطاع إليه سبيلا .
وكانت هذه هي الأسس والثوابت التي حددها القرءان للعقيدة الإسلامية والتي تمثل نظرية الإيمان للإنسان المسلم .
وقد وردت بجانب هذه الثوابت مرويات لها جوانب اجتماعية مرتبطة بأحكام تشريعية وقد كانت هذه الأمور ذات الجانب الاجتماعي مرتبطة بالمرحلة التاريخية المواكبة لظهور الإسلام كما أنها ليست مذكورة من ثوابت العقيدة الإسلامية التي لا تقبل التغيير بل كانت عبارة عن إجراءات وقائية لحماية الفرد والمجتمع فرضتها ضرورة عصر الظهور الإسلامي وليست بالضرورة أن يكون لها صفة الثبات والاستمرار لأنها مرتبطة بقوانين التطور الاجتماعي ولهذا لم تذكر على أنها من ثوابت العقيدة الإسلامية الخمس بل ذكرت منفصلة عن أسس العقيدة الإسلامية لأن أسس العقيدة لا تخضع لقوانين التطور اللهم إلا في تغيير لغة الخطاب الديني كل حين ليواكب لغة العصر ويساير مستحدثات التطور دون التفريط في الثوابت ذاتها من الناحية الموضوعية .
وقد ذكرت التشريعات الاجتماعية منفصلة عن الثوابت لأنها إجراءات وقائية مرتبطة بمرحلة معينه والتي هي بالضرورة مرتبطة بالتطور الاجتماعي الذي فرضه الله من أجل التحديث والتطور للعمران البشري .
ومراحل التطور الاجتماعي تفرض التطور والتحديث وفق قوانين التطور الاجتماعي وتتأثر بالتاريخ والجغرافيا .
فما هو مباح في أوربا ويمارسه الناس بشكل تلقائي وطبيعي متفقاً مع العرف الاجتماعي والعادات والتقاليد هناك قد يكون شاذاً في وسط إفريقيا وجنوب آسيا ويسبب نفور من الناس ويتعارض مع العرف الاجتماعي والعادات والتقاليد لديهم التي تلعب دوراً رئيسياً في صياغة الشخصية على مستوى الفرد والمجتمع وتصبح مرجعية للثقافة القطرية السائدة فما بالك باختلاف الأزمان والعصور قطعاً سيكون الاختلاف شاسعاً .
صحيحاً أن ظهور العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات وتطور وسائل المواصلات والتقدم العلمي والتكنولوجي والتقدم أيضاً في العلوم الإنسانية سوف يمحو هذه الفروق والاختلافات مستقبلاً ويصير العالم كله وطن واحد لجميع البشر وتتوحد الثقافة والعادات والتقاليد والقيم والأعراف الاجتماعية ويسود التواصل والحب والتعاون من أجل خير الإنسان ورفاهيته
( الله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المحبة ) .
فالذي كان سائداً في العصر الفرعوني في مصر غير ما ساد في العصر القبطي والعصر الإسلامي وما كان سائداً في العصور البدائية يختلف عما ساد العصور الوسطي ومختلفاً أشد الاختلاف عنه في العصور الحديثة بفعل قوانين التطور الاجتماعي سنة الله في خلقه .
لهذا لا بد وأن تكون لنا نظرة جديدة لما هو مذكور في الكتب المقدسة ويمس الجوانب الاجتماعية حيث يجب أن ننظر إليه بقدر من المرونة وعدم الجمود والتحجر في ضوء قوانين التطور الاجتماعي ولا نتشبث بالتمسك بالنصوص التي تمثل بالضرورة مرحلة تاريخية سابقة وكانت مرتبطة بعوامل وظروف لم يعد لها وجود .
فما تناوله الخطاب الديني في عصر حضرة الرسول من الناحية الاجتماعية كان مألوفاً في عصره حتى أن النقلة الحضارية التي فرضها الإسلام كانت تحظى بالقبول والألفة وكانت مناسبة لثقافة عصر الرسول والتي ليست بالضرورة أن تكون متوافقة مع لغة العصر في مرحلة تاريخية لاحقة لذلك لا يعتبر التعامل معها بمرونة لا يعد تفريطاً في الحقيقة الدينية أو العقيدة الإسلامية لأنها ليست من ثوابت العقيدة ولأنها أيضاً مرتبطة بقوانين التطور الاجتماعي التي سنها الله من أجل الحداثة والتطور والتي بدونها يعيش الإنسان في خمول وبلادة وتصبح الحياة بلا هدف ديناميكي يحرك حياة الإنسان فالتغير سمة لازمة لحياة الإنسان حتى لا يعيش الإنسان عصره بمنطق عصر آخر ولى وانتهي زمانه فيصطدم بمستحدثات التطور ومعطيات الحضارة في عصره ويصبح من المنقرضين الذين هبطوا إلينا من كواكب أخري يعاني من انفصام الشخصية ويعيش حالة من الصراع والقلق والاضطراب والحرب مع نفسه ومع غيره لا يتمتع بالتكيف والتوافق والسلام الداخلي .
ولذلك ذكرت التشريعات الاجتماعية منفصلة عن ثوابت العقيدة .
كما يؤكد هذه الحقائق علماء الاجتماع و الايكولوجيا الاجتماعية وعلم النفس الاجتماعي التي تنص على أن الإنسان ابن البيئة يؤثر فيها ويتأثر بها والبيئة مرتبطة ومحكومة تاريخياً بقوانين التطور الاجتماعي ليحدث التطور والتقدم والرقي للجنس البشري الذي هو أيضاً سنة الله في خلقه .
أما هؤلاء الذين تصدوا لتفسير كتاب الله المقدس وكذلك ما يسموا بالفقهاء الذين تصدوا للفتيا ولقبوا أنفسهم بالعلماء وهم أقرب إلى الجهلاء من العلماء كانوا بكل تأكيد تنحصر عقولهم حول العلوم الشرعية فقط على ما بها من خلافات واختلافات سجلتها هذه الكتب وشهدوا على أنفسهم ولم يقوموا بدراسة العلوم الإنسانية التي لها علاقة بمثل هذه التشريعات الاجتماعية الواردة في الكتب المقدسة .
حتى أن العلماء الذين شرفونا ورفعوا رأس الحضارة العربية والإسلامية في عصر مجدها تعرضوا للمقاومة والتجريح من أصحاب العلوم الشرعية المنغلقين ذوي اللحي والعمائم والجلباب القصير .
ومن هؤلاء العلماء ابن سينا الملقب بالرئيس البارع في علوم الطب والصيدلة والكيمياء والحسن ابن الهيثم البارع في علوم الضوء والفيزياء وابن خلدون البارع في علم العمران البشري المعروف الآن بعلم الاجتماع وغيرهم كثيرين . وقد كان هذا هو بداية تخلف الإسلام والمسلمين حينما احتل الصدارة هؤلاء الجهلاء أصحاب العلوم الشرعية الذين حصروا العقيدة الإسلامية العظيمة في مظاهر شكلية وهلاهيل وأزياء متخلفة .
فيخلط الذين نصبوا أنفسهم بأصحاب العلوم الشرعية بين ما هو مذكور في الكتاب المقدس على أنه من ثوابت العقيدة وبين ما هو مذكور في الكتاب المقدس أيضاً ويكون خاضعاً لقوانين التطور الاجتماعي والذي بالضرورة تتغير النظرة إليه من عصر إلى عصر في ضوء قوانين التطور ونتعامل معه بمرونة وتسامح كلما تطورت مناحي الحياة وزاد الزمان بعداً مع اعتبار أن ذلك لا يعد تفريطاً في العقيدة ذاتها لأنه لا يعد من ثوابت العقيدة مثل موضوع الحجاب والنقاب واللحية والعمامة والثوب القصير حتى أن هذه الملابس الآن في عصرنا تمثل شذوذاً يثير الضحك والرثاء بين الكبار والخوف لدي الصغار الذين يلقبوهم بالعفاريت الذين هبطوا إلينا من عصور الديناصورات المنقرضة .كما تصورها أفلام الخيال العلمي في السينما لأنهم لا يعيشون العصر بلغة العصر بل بلغة عصر مضي وولي وانتهي زمانه .
منذ فترة طويلة وقد انفرد المسلمون دون غيرهم بحصر العقيدة في مجموعة من الأزياء والرسوم الشكلية وأصبحت عندهم هذه الهلاهيل هي مرجعية الإيمان بدلاً من السلوك لهذا تجد الشكل ليس تعبيراً عن السلوك بل قد يكون مختلفاً أحياناً كثيرة وساد بينهم الجمود والتحجر وسيطرت هذه المفاهيم على لغة الخطاب الديني عندهم بالمخالفة للغة عصرهم ومتطلبات مرحلة التطور في العصر الحديث التي تفرضها سنة التطور وقوانين التطور الاجتماعي للعمران البشري .
ولو درسنا الظروف الاجتماعية التي فرضت تشريعات الحجاب الذي هو موضع خلاف بين المتشددين والمعتدلين لوجدنا أن الأسباب التي فرضت موضوع الحجاب انتهي عصرها تماماً وليست موجودة إطلاقاً على الأقل كظواهر اجتماعية في عصرنا .
وإذا امتنعت أسباب الحكم كان الحكم غير ملزم التنفيذ وهذه بديهية منطقية في علوم القانون .
ونعود لتوضيح العوامل المسببة لنزول تشريعات الحجاب والتي سنذكرها جميعاً مع التحليل العلمي والمنطقي .
فقد كانت الأنثى في هذا العصر لا تستطيع أن تسير بمفردها في الطريق دون محرم حارس لها حتى يعرف الناس أنها تابعة لهذا الشخص فلا يقترب منها أي شخص وإلا سالت الدماء وسلت السيوف بين القبائل لانتهاك العرف الاجتماعي المتعارف عليه بينهم في هذه المرحلة الزمنية أما التي تسير بمفردها بلا محرم فتتعرض للخطف فوراً على اعتبار أنها لا تتبع ملكية أحد وأول شخص يقابلها يخلع عليها عباءته ويغطيها بها ويقول هذه لي قبل أن يسبقه آخر فقد كانت النظرة للمرأة وقتذاك أنها جزء من ممتلكات الرجل مثل المتاع والماشية والأغنام ولم يكن المجتمع قد اعترف بعد بأن للمرأة شخصية مستقلة ولها حقوق متساوية مع الرجل ولها دورها الاجتماعي في بناء المجتمع فقد ظهرت هذه المفاهيم في فترة زمنية لاحقة أدت بالضرورة إلى تغيير لغة الخطاب الديني لتواكب موجة التحرر وحقوق الإنسان والديمقراطية الحديثة والتطور من أجل التقدم ورفاهية الإنسان وتحقيق العدل الإلهي .
وهذه الممارسات التي كانت سائدة في العصور الوسطي كانت تمثل العرف الاجتماعي السائد وقتذاك فلم يكن ذلك الرجل الذي يخطف الأنثى التي تسير بمفردها ينظر إليه الناس باشمئزاز ولا يتعرض لتوقيع العقاب من أحد أو من الهيئة الاجتماعية حيث كانت الهمجية والسوقية والبدائية وتحكيم القوة العضلية هي سمات العصور البدائية والعصور الوسطي فلم تكن هناك دولة بالمفهوم الحديث ولا مؤسسات ولا أجهزة رقابية للضبط الاجتماعي ولا قانون سوى قانون البقاء للأقوى قانون الغابة فقد كانت حياة الإنسان أقرب للحيوانات المتوحشة .
في ظل هذه القيم السائدة لعصر ظهور الإسلام رأى الله أن يقوم المسلمون بتمييز نسائهم بزي له مواصفات خاصة حتى يعرف الكفار والمشركون أن هؤلاء هم نساء المسلمين فلا يقترب منهم أحد وإلا سالت الدماء وأصبح هذا إعلاناً بالحرب .
حتى أن الله حرض الرسول على قتال هؤلاء المرجفون في المدينة الذين يقومون بخطف الإناث وسماهم الذين في قلوبهم مرض وضمن له النصر عليهم وبشر بإبادتهم كما ورد ذلك في الآيات التالية من سورة الأحزاب :

بسم الله الرحمن الرحيم
( يــــــــــأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلــــــبيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما . لئن لم ينته المنــــــــفقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يحاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) . ز الأحزاب ( 59 : 60 )

القرءان كما نرى لم يأمر النساء بتغطية رؤوسهن كما نرى الآن فليس هناك نص صريح بذلك بل نص الأمر الإلهى تغطية الصدر الذى كان مكشوفاً فى هذه المرحلة التاريخية بالنسبة للحرائر والعبيد من النساء لهذا أرادت الحكمة الإلهية أن تأمر المرأة الحرة أن تضع الخمار على الجيوب ولا تكشف ما بين النهدين كما كان سائداً حتى يعرفن أنهن من الحرائر وليسوا متاعاً مباحاً مثل الجوارى حتى يعرفن فلا يؤذين ولا يتعرضن لما تتعرض لهن الجوارى اللاتي كن متاعا مباحاً . فالتمييز كان بين الجوارى والحرائر . أما فى هذا العصر فقد انتهى عصر الجوارى وأصبح الجميع أحراراً
ولم تكن هذه السلوكيات البدائية الهمجية السوقية في فترة ظهور الإسلام قاصرة على الكفار والمشركين بل كان المسلمون الأوائل يمارسون بعض هذه السلوكيات التي حقرها الله وأثبتها القرءان المقدس فحينما دخلوا الإسلام لم يتحضروا إلا تدريجيا بعد ما تلقوا التربية الروحية والسلوكية من حضرة الرسول رويداً رويداً لتعليمهم آداب السلوك وذلك واضح في قوله تعالي :

بسم الله الرحمن الرحيم
( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون )

ويعلمهم الله آداب السلوك في قوله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
( يــــــأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون . فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكي لكم والله بما تعملون عليم . ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متـــــــاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون . قل للمؤمنون يغضوا من أبصـــــــرهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنـــــت يغضضن من أبصـــــــــرهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن يخمـــــــــرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ابائهن أو آباء بعولتهن أو أبنـــــــئهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمــــــنهن أو التـــــــــبعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذي لم يظهروا على عور ت النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )
النور ( 27 : 31 )
وأصبحت هذه السلوكيات التي أقرها الإسلام رويداً رويداً هي لغة العصر وسنة التطور الحضاري والأخلاقي والتي كانت غير مألوفة بين عرب الجزيرة ولكنها لم تكن مجهولة تماماً فقد نقلها تجار العرب من بلاد فارس ذات الحضارة العريقة قبل الإسلام إلا أنها لم تحظى بالانتشار إلا بعد ظهور الإسلام لأن عرب العصر الجاهلي كانوا يحبون الغزل ومداعبة النساء وهذا واضح في الأدب الجاهلي قبل الإسلام الذي فرض قيم جديدة وسلوكيات جديدة وأبطل قيم وسلوكيات سابقة لظهوره .
وقد رأى الإسلام وضع هذه الضوابط لعدم انتشار الفساد الأخلاقي وتفشي الرذيلة لحماية الفرد ذكراً كان أو أنثى وحماية المجتمع الجديد في ظل مجتمع كان يتسم بالهمجية ولم يكن لهم من التحضر نصيباً مذكوراً .
أما الآن فانتشر التعليم وزاد التطور العلمي والتكنولوجي وتقدمت العلوم الإنسانية وتطور شكل الدولة ومؤسسات الضبط الاجتماعي وتطور القانون بما يضمن حقوق الجميع ذكوراً وإناثاً وتغير وضع المرأة كلية وأصبح لها دورها الاجتماعي البارز في تنمية المجتمع ولها حقوق متساوية مع الرجل تماماً علاوة على أن إنسان العصور الوسطي ليس سائداً بيننا في العصر الحديث .
بل كل من تسول له نفسه خدش حياء المرأة أو الاعتداء على حقوقها وحريتها يتعرض للعقاب الاجتماعي من الناس والعقاب الجنائي من جانب مؤسسات الدولة للضبط الاجتماعي عكس الظروف التي كانت سائدة في فترة ظهور الإسلام التي استوجبت فرض هذه القيود لحماية الفرد والمجتمع أما وقد فعلت قوانين التطور الاجتماعي فعلها فباتت هذه القيود غير ملزمة بل تمثل اعتداء على حقوق المرأة وحريتها وكرامتها وتعوق أدائها لدورها الاجتماعي للمساهمة في تطوير المجتمع جنباً إلى جنب مع الرجل لا فرق بين ذكر وأنثي إلا بالعلم والعمل والكفاءة والإخلاص والابتكار والجهد المبذول لتطور المجتمع
لهذا رأى الله أن تتغير لغة الخطاب الديني لتواكب مستحدثات التطور من أجل رفاهية الإنسان وتقدمه وحتى لا يصطدم الخطاب الديني مع معطيات الحضارة فيعيش الإنسان العصر بروح مضي ويعيش بأفكار ولت وانتهت من خريطة الواقع ويتعرض لانفصام الشخصية كما نرى الآن صور التناقضات بين السلوك والمعتقدات بين الكلام والأفعال بين المظهر والجوهر وهكذا .
وفي باكورة الإسلام كان العرب المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً وقاموا بالدعوة لنشر العقيدة وتبليغ ما أنزل الوحي على رسول الله للناس يدخلون بيوت النبي ويتطاولون بالحديث مع نساء النبي حتى أن حضرة الرسول كان بستحي من سلوكياتهم البدائية الهمجية التي حملوها معهم من العصر الجاهلي والتي وبخهم عليها القرءان المقدس والتي كانت تمثل ظاهرة اجتماعية أدت إلى فرض الحجاب على نساء الرسول وبناته ونساء المؤمنين فلم يحدث التغيير لهم إلا تدريجياً فقد كانوا بعيدين عن التحضر واللياقة في السلوك كانوا أجلافاً كما أثبت ذلك القرءان المقدس في قول الله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
( يــــــايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلـــــبيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً . لئن لم ينته المنـــــفقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يحاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) الأحزاب ( 59 : 62 )
كان هذا هو حال سلوك العرب وكذلك المسلمون الأوائل في باكورة الظهور الإسلامي والذي كان سبباً مباشرا في فرض هذه القيود على سلوك المرأة ومظهرها ولو كان هؤلاء الهمج المتخلفين لهم نصيب من التعليم والتحضر الأخلاقي ما كان هناك ضرورة لفرض هذه القيود على المرأة التي سلبتها حريتها وقوضت حقوقها وأثرت على دورها الاجتماعي حتى باتت ذريعة للمعادين للإسلام لاتهام الإسلام بالتخلف ومعاداة الحضارة الإنسانية والاعتداء على حرية المرأة وكرامتها وشخصيتها وتهميش دورها الاجتماعي وإن كانت هذه الأحكام تدل على جهل مروجيها بالظروف الاجتماعية التي استوجبت فرض هذه القيود لحماية المرأة والرجل والمجتمع من انتشار الرذيلة والفساد الأخلاقي أما وقد تغيرت هذه الظروف التي استوجبت هذه القيود المفروضة على المرأة أصبح لازماً تغيير لغة الخطاب الديني بما يواكب التطور والتقدم الحضاري دون أن يكون ذلك تفريطاً في الحقيقة الدينية أو ثوابت الشريعة الإسلامية فليس السفور ملازماً للفجور بل قد يكون الانغلاق هو ذريعة الفساد الأخلاقي ومرتعاً للرذيلة والكبت والفسق في الظلام .
وقد أوضح الله عز وجل فلسفة فرض حكم الحجاب على نساء النبي أولاً قبل أن يتم تعميمه على سائر نساء المؤمنين الذين هم القدوة الحسنة لجميع النساء المؤمنات والمثل الأعلى لهم وذلك لذات الظروف التي أوضحناها سابقاً حتى لا تشيع الرذيلة والفساد بينهم كما حدث مع زوجة حضرة لوط وزوجة حضرة نوح والتي أثبتها القرءان أيضاً حيث يقول الله تعالي : -
بسم الله الرحمن الرحيم
( يـــــــــــنساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلــــــوة وءاتين الزكــــــــوة وأطعن الله ورسوله وإنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). ز النور ( 32 : 33 )
إلا أن الإسلام أعطي حق السفور منذ باكورة ظهوره لكبار السن من النساء وحررهم من هذه القيود لأنهم لا يمثلون مطمعاً للرجال يؤدي إلى نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي كما في قوله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم

( والقواعد من النساء التي لا يرجون نكاحاً ليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :