الأقباط متحدون | هل ترضون بهذه الهمجية؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٠ | السبت ٢٠ مارس ٢٠١٠ | ١١ برمهات ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٦٧ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل ترضون بهذه الهمجية؟

السبت ٢٠ مارس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم القس: الفريد فائق صموئيل
 رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء، الذي يقوم بأعمال رئيس الجمهورية، شفاه الله تعالى وأعاده إلينا سالمـًا.

 هل ترضون بهذه الهمجية التي حدثت في تطبيق قراركم الخاص بنزع ملكية ممتلكات وأراضٍ تخص الكنيسة الإنجيلية بالأقصر من أجل طريق الكباش؟
أعلم أن هناك اتصالات عدة تمت بكم وبمختلف قطاعات الدولة، بل ومباحثات واجتماعات تخص هذا الأمر. وكانت مطالب الكنيسة ـ براعيها ومجلسها وشعبها ـ عادلة: فهي ليست ضد التطوير؛ فقط كانت تريد أن ما يُطبق على أية شقة أخرى أو جمعية شرعية أو مسجد، يُطبق عليها من تعويض وآدمية في التعامل. 

 وكان آخر اجتماع مع راعي الكنيسة جناب القس / محروس كرم عزيز في إلىوم السابق للحملة الهمجية. وكان الجميع يمارسون حياتهم الطبيعية في يوم الخميس 18 مارس 2010م. وإذا بكل المعدات الخاصة بالهدم تأتي الساعة التاسعة صباحًا، ومعها المتدربين على أعمال العنف والإرهاب، لتُخلي المكان وتهدمه خلال ساعات قليلة.

كانوا من أكثر من فئة، من المحافظة ومن الحي ومن أمن الدولة ومن الشرطة وغيرهم. وكانوا محميين بالقوة العسكرية من الأمن المركزي والشرطة. وكانوا على استعداد لخوض معركة تحقق النصر لمصر. فأول الأعداء هم أطفال الحضانة (20 طفل وطفلة)، ومعهم المشرفات عليهم. وثاني الأعداء جناب القس / محروس كرم عزيز، وزوجته الفاضلة السيدة / صباح نادي حنا وبالمرة طفلها البريء الذي كان على كتفها.

فما كان من قوات مصر المحروسة إلا أن تمنع جناب القس / محروس المعترض، وتسحبه وتمنعه من الحديث وتُبعده وهي تجره أرضـًا خمس مرات على الأرض، بالضرب والسحل بعيـدًا عن مكان المعركة الطاهرة؛ لهدم الأسوار والمباني والاستيلاء على الأماكن الخاصة بالكنيسة، من مبنى الخدمات وغيرها ـ وبالمرة نضيف عليهم المدرسة الإنجيلية والتي لم تكن في الخطة ولا في المباحثات ولا هي أصلا موجودة في طريق الكباش.

سيادة الرئيس:

أصلاً إن الأمر في المعارك كل شيء مباح ومتاح وحلال، و لا مانع أن القائد الفعلي على أرض المعركة أن يفعل ما يشاء للوصول إلى النصر. ونأتي إلى أطفال الحضانة، الذين كانوا موجودين منذ الساعة السابعة صباحًا وهم يُحملون في ذعر ورعب، ويتم رميهم خارج مبناهم طفلاً بعد الآخر وطفلًة بعد الأخرى، دون مراعاة لأعمارهم. أؤكد لكم أنكم تصنعون أطفال انتفاضة جديدة، مثل التي خلقتها إسرائيل في فلسطين المحتلة.

هل حكومتكم حكومة احتلال؟ إن كانت لا ـ وهذا ما ستقولونه بالطبع؛ لا ـ لذلك أرجوكم، تفضلوا واثبتوا ذلك، وعاقبوا المسئولين عن هذه الفضيحة وهذا العيب الكبير في حقكم وحق مصر العظيمة والحبيبة.

ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد؛ حيث يتسلل الجنود والضباط الأشاوس إلى شقة الراعي لمقابلة باقي الأعداء وهم زوجة جناب الراعي السيدة الفاضلة / صباح نادي حنا ومن معها ـ فقد كان على كتفها طفلها العدو الجبار، والذي ارتعبت من أجله لأنه تمّ تهديدها إن لم تنزل من سكنها سيأخذونه ويضعونه تحت البلدوزر. كل جريمتها أنها سألت مثل زوجها أين أمر الإزالة؛ ولماذا لم تخطروننا بموعد الإزالة لنتمكن من النقل بطريقة طبيعية عادية وتليق بشعب مصر الكريم ـ والذي تقولونه باستمرار سيدي الرئيس أنكم تعملون من أجله ومن أجل كرامته ـ لقد تمّ ضربها مثل زوجها وجرها على السلالم من صدرها ـ أمسكوا بها وبعنف من أماكن حساسة؛ هل هذا كلام؛ هل هذه هي كرامة المصري ـ هل هذه شهامة رجال حكومتكم؟ أين الأدب والأخلاق؟

زوجة في بيتها تُهان في بيت الكنيسة ـ من وراء زوجها وشعب كنيستها، وزوجها يُهان في نفس الوقت في أرض الكنيسة ومن وراء شعب الأقصر الذي يحب الكنيسة وراعيها ويحترمه ويحترم أسرته.

إن تعليماتكم سيادة الرئيس هي ـ كما أعلنتم أكثر من مرة ـ بتدبير البديل المناسب والكريم لأي نزع ملكية؛ لم تتم في هذا الأمر!!
إن تعليماتكم فخامة الرئيس هي ـ كما نعرف ـ احترام رجل الدين ومعاملته معاملة حسنة؛ ومراعاة الأرض والعرض (أغلى ما يملك الإنسان المصري)؛ لم تتم في هذا الأمر!!

هل ترضون بهذا الأسلوب الهمجي الإرهابي في تنفيذ قرار بنزع الملكية ـ دون الإجراءات المتبعة مع أقل شقة، وأصغر قطعة أرض في الأقصر؟
ثم مَن الذي أضاف المدرسة إلى خطة الهدم؟ المدرسة في طريق بعيد عن طريق الكباش المعلن. والمدرسة لم تكن في المباحثات مع الكنيسة الإنجيلية على مستوى القيادة المحلية (الممثلة في الكنيسة الإنجيلية بالأقصر)، ولم يسمع بها مجمعها ـ مجمع الأقاليم العليا ـ التابعة له كنيسة الأقصر)، ولا على مستوى القيادة في القاهرة (والممثلة في رئيس الطائفة ورئيس السنودس).

يا سيادة الرئيس نحن نتحدث عن تاريخ قد انهدم،
ونتحدث عن تراث قد انجرح،
ونتحدث عن كرامة قد أهينت،
 ونتحدث عن تقاليد قد تدهورت،
ونتحدث عن همجية من قطاعات الحكومة في الأقصر.
 
إن هذه الهمجية، مثلها مثل ما حدث مع الخنازير التي دُفنت حيّة وتمّ إعدامها بالجير الحي. وقد أعلن الجميع عن عدم موافقتهم على هذا الأمر وكان على رأسهم شيخ الأزهر الراحل فضيلة الشيخ طنطاوي. الخنازير البريئة والخالية من الفيروس، و التي لا تمرض أصلا بالأنفلونزا قد تم إعدامها في وقت قياسي؛ حيث أن جيشكم جاهز وعلى أهبة الاستعداد باستمرار لمثل هذه المهام النبيلة ضد الأعداء الكفرة.

يمكنكم الاطلاع على النت ـ حيث عرف كل العالم بهذا الأمر ـ على منظر الكنيسة وقد تمّ هدم سورها، ومكدس فيها جميع منقولات الشقق المتهدمة وجميع الأبواب والشبابيك والأجهزة المنزلية، وبالمرة السراير والدواليب والمراوح والغسالات والبوتاجازات والمراتب، وغير ذلك من أغراض مبنى الكنيسة ومبنى الخدمات والمدرسة؛ كلها مكوّمة في الكنيسة ـ لكي يستطيع المتعبدون الأعداء أن يصلوا بحرية كاملة في مساحة الكنيسة المتسعة لكل ذلك. وبذلك ينتصر جيشكم المسلح ويحقق الانتصار الساحق. هل هذا كلام؟

 لقد كانوا يريدون تخزين الأغراض في المدرسة لحين تدبير مبنى آخر. لكن لأن هذه نية الكنيسة؛ فلنضيّق عليهم ونهدم لهم المدرسة بالمرة؛ نحن القوة الأعلى والشعب لا يستطيع الكلام وإلا يداس بالأقدام وهذا ما حدث؛ لقد داس رجالك بالأقدام علينا جميعًا وليس على جناب القس / محروس وزوجته، وليس على كنيستنا بالأقصر فقط بل على جميع شعب مصر وعلى الإنسان وكرامة الإنسان. هل ترضون بذلك؟

لقد تمّكن الناس من الدخول بعد الساعة الواحدة والنصف بعد انتهاء العملية العسكرية بنجاح واختفاء الجيش الهمام؛ وهنا تمّ التصوير وبدأ العالم كله يعرف ما يحدث. لقد نسي رجالك عصر النت ونسوا أن الأقصر بها ثلث آثار العالم، والسيّاح فيها كل يوم ويمرون على الكنيسة. لقد فضح رجالك مصر على مستوى العالم. نحن نشتكي لك رجالك؛ فهل تنصفنا؟ 

ولقد اشتكى الناس بالأقصر العالم لأنهم رأوا أنه لا يليق أن نشتكي الحكومة للحكومة.

هل ترضون بهذا الأسلوب الهمجي في تطبيق قراراتكم مع شعبكم المسالم؛ شعب مصر الإنجيلي؟ 

لقد أهان هذا الأسلوب الشعب المصري كله على وجه العموم؛ وأهان وأذل الشعب المسيحي كله على وجه الخصوص.
هل ترضون بإهانة، 750000 سبعمائة وخمسون ألفًا من الشعب المصري الإنجيلي الوطني؟ إن الكنيسة الإنجيلية كنيسة مصرية وطنية تخدم في مصر منذ عام 1850م. وهي أول من قامت بتعليم البنات وترجمة الكتاب المقدس للعربية وتعريب العبادة في الكنائس والدعوة لأول إفطار رمضاني أيام الدكتور القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية السابق.

أعلم أنكم لا ترضون بذلك. وسوف يقولون لسيادتكم: أن شيئا من هذا لم يحدث. وسيقولون لنا: هات الدليل؛ هل لك من شهود؟

سيادة الرئيس، إنهم قد أغلقوا الشوارع المؤدية للكنيسة وهي من جميع الاتجاهات المحيطة بالكنيسة؛ لكي لا يكون هناك شهود. إن رجالك رائعين في الأسلوب الحربي البوليسي، وبالذات عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين!! أقول هذا وأنا أشعر بالندم لما وصلت إليه مصر، التي لم تكن كذلك أبدًا. لقد تغلل الفكر السلفي الوهابي إلى رجالك سيادة الرئيس. هل ترضون بذلك؟

نعلم أنك لا ترضى بذلك؛ لذلك نرجوكم افعلوا شيئًا ـ عاقبوا من قاموا بهذا الأسلوب الهمجي، الذين أهانوا الكنيسة الإنجيلية بالأقصر وراعيها وأسرته، ومجلسها وشعبها وشبابها وأطفالها، بل وأهانوا كل الإنجيليين والمصريين جميعًا ـ ونفذوا قراراتكم الخاصة بالتعويض العادل، لتُطبق على الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالأقصر كما طُبقت على الآخرين من المصريين بالأقصر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :