بقلم: أيمن عبد الرسول
دعوة للمشاركة في مركز مصري متخصص لدراسات الحالة الدينية والمواطنة
مركز بحثي متخصص في دراسات الوحدة الوطنية، حلم راود الكثير من الباحثين ودعوة وجَّهها عدد من كبار باحثينا مثل الباحث الرصين نبيل عبد الفتاح وغيره، وكان لكاتب هذه السطور من سنين طوال محاولة مع الجمعية المصرية للتنوير، لإنشاء وحدة متخصصة في دراسات الوحدة الوطنية، إلا أن عددًا من المشكلات واجهت هذا الحلم وقتها، إلى أن نضجت الفكرة في صورة المركز المصري لدراسات الحالة الدينية والمواطنة (تحت التأسيس).
وقد وقع عددٌ من الناشطين عقد شراكة مع كاتب هذه السطور لتأسيس المركز المأمول، والذي يعتمد في دراساته وأبحاثه على منهج الرصد والتحليل، وقمنا بدعوة عدد من الباحثين الجادين في هذا المجال للمشاركة معنا بالرأي والاستشارات، وحتى نتفادى الأيدي المتهمة دومًا باللعب في هذا الملف الشائك، حرصنا على أن يكون المركز شركة تضامن هادفة للربح، وإن كانت هناك بعض الأزمات الخاصة بتسويق ناجح لفكرة يحتاجها المواطن المصري الآن أكثر من أي وقت مضى، وهي تنمية الوعي بالمواطنة من خلال البحث عن المشترك العام بين المسلمين (بكل طوائفهم)، والأقباط كذلك، والبهائيين، وغيرهم، بصفتهم شركاء في وطن واحد يحتاج منا تقديم حلول ناجحة وجذرية للأزمات الطائفية.
ولأن الدعوة تجددت من خلال جريدة القاهرة في مقال ممتع وشيق للأستاذ رامي عطا، نتقدم بهذا المشروع إلى ساحة المناقشة العامة بين المعنيين بِهمِّ هذا الوطن ونطرح تصوراتنا آملين أن تحوز اهتمامكم معنا، كذلك نقدم دعوة مفتوحة للمشاركة في هذا المشروع الذي اجتهدنا لأن تكون صورته الأولية بين أيديكم: المركز المصري لدراسات الحالة الدينية والمواطنة.
(ما يجمعه الوطن, لا تفرقه الأديان)
ملامح المشروع
1-أول هيئة بحثية مستقلة في الشرق الأوسط تُعنى برصد ومتابعة وتحليل وتقديم المشورة العلمية الخاصة بالحالة الدينية في مصر.
2-المقصود بالحالة الدينية أن الظاهرة الدينية ذات تجليات متعددة تحت مظلة الدولة والدستور والقانون في سياق المجتمع المصري, بتعدد أديانه وطوائفه الدينية, وفي هذا السياق تكون الحالة الدينية هي مدى الصعود والهبوط الذي تمثله طائفة أو أتباع دين معين داخل التكتل المدني، بقياس أزماتها وحراكها، سواء داخل الدين الواحد أو بين أديان مختلفة، وفي هذه الحالة تشكل دراسات الحالة الدينية مرجعًا مهمًّا لصانع القرار (السياسي والقانوني والمجتمعي) وإدارة الأزمات داخل الحالة الدينية.
3-المركز غير مُختص بالمساعدة القانونية وإن كان يقوم بتغطيتها داخل سياق الحالة الدينية, ويقتصر عمله على التوعية الثقافية والإعلامية بأهمية قبول الآخر كميزان للمعادلة الخاصة بتفاعل الدين في مصر تحت المظلة المدنية والدستورية.
4-يرصد المركز حالات الاحتقان الطائفي أيًّا كان نوعها أو مصدرها، ويقدم الحلول المجتمعية الوافية لها في سياق وحدة أرض مصر ووحدة شعبها بجميع طوائف وعقائد مواطنيه وبغض النظر عن أي انحياز لأي جماعة دينية.
5-يُنشئ المركز موقع "أديان" على شبكة المعلومات الدولية لتسويق أعماله، ومن خلال جريدة (أديان مصر) الإليكترونية يصبح مرصدًا يوميًّا لأخبار الحالة الدينية يقدم الخبر والمعلومة وتحليلها كما يقدم رؤى فكرية تعبر عن أفكاره بالضرورة، وبتمثيل عادل لمختلف الطوائف والفرق داخل الطائفة الواحدة.
6-من خلال المستشار الإعلامي للمركز يتم عمل الخطط الإعلامية الدقيقة والتي تُنفَّذ بما يضمن وصول رسالة المركز إلى مستحقيها وبالطريقة السليمة في الحرص على عدم إساءة الفهم أو التربص برسالته، القائمة على حفظ السلام الاجتماعي, ورعاية المشاعر الدينية، وعدم التورط في تهمة ازدراء دين لحساب آخر.
7-المركز هيئة بحثية مستقلة، تعمل على عقد حلقات المناقشة، والندوات، والمؤتمرات، ونشر وتوزيع مطبوعاته على نطاق واسع، سواء عبر جريدته الإليكترونية أو المواقع الصديقة أو بالاتفاق مع بعض الصحف والمجلات الورقية.
8-يقوم المركز بتسويق مشروعاته وخططه البحثية بما يتلاءم وأهدافه المعلنة, وأجندة أعماله الموضوعة بواسطة مجلس إدارته عن طريق وحدة التسويق التابعة للمركز.
9-"الله ليس ملكًا لأحد". مقولة وشعار يخص مجموعة العمل المتعاونة مع المركز، ولكن "الوطن ملك لمواطنيه"، ومن هنا يأتي التزام القائمين على هذا المشروع بخطط جمهورية مصر العربية الخاصة بإدارة وتوجيه الحالة الدينية داخل أراضيها وصولاً إلى السلام الاجتماعي، وفي مجابهة كل محاولات التمييز الطائفي.
10-يصدر المركز بشكل دوري تقريره عن الحالة الدينية، ويراعي فيه الالتزام بمعطيات الواقع المصري بكل تعقيداته وتشابكات توازناته القائمة على المساواة بين المواطنين أمام الدستور والقانون.
11-من ضمن أعمال المركز تسويق الباحثين المتعاونين معه للعمل كمستشارين للقنوات الفضائية فيما يختص بمجال عمله، إضافة إلى عمل سيناريوهات وثائقية وخطط استباقية.
12-لا يقبل المركز أية منح أو تمويلات خارجية من خلال المؤسسات أو الجهات المانحة، ولكن يقبل تبرعات الأفراد داخل مصر فقط لتنمية أعماله!!
هذه باختصار ملامح مشروع مصري لدراسات الحالة الدينية وكان لنا في أستاذنا ومعلمنا الدكتور شكري محمد عياد أسوة حسنة عندما طرح مشروع مجلة (النداء الجديد) لاكتتاب ثقافي عام ووافته المنية قبل إتمام الحلم بمجلة ثقافية تعددية مستقلة، عبارة عن شراكة بين المساهمين فيها وكان كاتب هذه السطور لم يزل طالبًا في الجامعة عندما اشترى أسهمًا في هذه المجلة وفي النهاية أتمنى من المهتمين بشأن المواطنة والحريات الدينية في مصر أن يساهموا معنا في إنضاج هذا المشروع حتى يعود بالنفع المرجو منه للوطن أولاً ثم للمواطنين.
أسماء السادة المشاركين في المركز: المستشار القانوني ربيع راشد المحامي, مهندس إسحاق حنا، مهندس محمد أبو الوفا، الناشطة جانيت عبد العليم والشاعرة آمال الديب، وأخيرًا كاتب هذه السطور، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة من رجل الأعمال الدكتور هاني عنان والدكتور سيد محمود القمني الذي آثر المشاركة عن بُعد ونأمل في مشاركة أوسع لإنجاح هذا المشروع الذي لا يمثل المشاركين فيه فقط قدر ما يمثل حلمًا للكثيرين منا ربما يتحقق له النجاح.
المهم أن يتحقق الآن، وهنا على أرض مصرنا الغالية!!