كيف السبيل للرفع من نسبة المشاركة في أي استحقاق وطني مقبل ؟؟
بقلم : عساسي عبدالحميد
أولا، ليس كل من قاطع الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة يحق لنا أن نموقعه في خانة الاخوان، وهذا ما يحاول أتباع التنظيم المنحل الترويج له سواء وطنيا أو دوليا للاستدرار العطف من الخارج أو إقليميا بين صفوف شعوبنا وهم بذلك يساهمون في نشر البلبلة والفوضى وتكريس الركوض الاقتصادي ....
لنفترض جدلا أن نسبة المقاطعين للانتخابات الرئاسية ستصل ل 60 في المائة أدلت بصوتها ...فأربعون في المائة من هؤلاء قاطعوا الانتخابات بدافع اليأس وعدم الثقة في أي مرشح و التي تكرست أكثر فأكثر في عهد نظام مبارك و ليس بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو بدافع التعاطف مع الإخوان ،و 2 في المائة منعتهم وهددتهم بلطجية الاخوان فلزموا بيوتهم و مزارعهم ومحلاتهم التجارية خوفا على أرواحهم و ممتلكاتهم وبناتهم من بطش عكرمة الشرير، بينما 18 في المائة هي التي بقيت محسوبة على تنظيم الاخوان الدولي و هي من تحرض و تشجع على الفوضى والتخريب وتختبئ كذلك في هذه 18 في المائة شرذمة من السلفيين الحربائيين الذين لا عهد ولا وعد لهم (...)
ان أغلب اليائسين الغير المحسوبين على تنظيم الإخوان هم من فئة الشباب، وعلى الحكومة المقبلة مسؤولية جسيمة تتجلى في تأهيل و تأطير هذا الشباب وتربيته على المواطنة وتدبير الاختلاف و تشجيعه على ممارسة العمل السياسي و النقابي و الجمعوي لكي ينخرط في تدبير الشأن العام، كما على الأحزاب مسؤولية هي أيضا، فمن حق الشباب عليها احتضانه و فتح هياكلها له لكي يشتغل بها، من مجالس وطنية ومكاتب سياسية وتنفيذية و تنظيمات موازية ( المنظمات الشبابية –والنسوية –والجاليات المقيمة بالخارج ) ، و أمامه أي هذا الشباب حرية الاختيار لأي حزب سينتمي و سينشط فيه و فق ميولاته وتوجهاته سواء كانت ليبرالية- اشتراكية – شيوعية – قومية –أحزاب الخضر المهتمة بالبيئة.... وهذا التنوع هو حالة سليمة وأرضية مواتية لكي ينخرط الشباب في العمل السياسي المنتج في أفق خلق قيادات جديدة قادرة على التواصل مع كافة أطياف فعاليات المجتمع المدني وتاطيره التأطير السليم، وبهذا ستتلاشى نسبة العزوف عن المشاركة وسيتصالح المواطن مع صناديق الاقتراع وسترتفع بذلك نسبة المشاركة في كافة الاستحقاقات الوطنية سواء تعلق بالانتخابات البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية أو في تصويت لتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور و لن نشتكي من تدني نسبة المشاركة ان نحن انخرطنا في هذا المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الطموح . اذن فعلى الأحزاب و النقابات أن تفتح أبوابها للشباب لكي ينخرط في التدبير ولكي نتفادى العزوف و لكي تتمكن هذه التنظيمات من ضخ دماء جديدة بها و تجديد نفسها وهذا يصب في مصلحتها ...
أما أتباع الاخوان المغرر بهم وخاصة الشباب فهم كذلك مواطنون مصريون أصلاء ومن واجبنا تحريرهم ومساعدتهم لمراجعة أفكارهم وتمكينهم من الانخراط في المشهد السياسي تحت يافطة أي حزب ما عدا تلك التي أنشأت على أساس ديني أو عرقي أو عنصري كحزب الحرية والعدالة أو حزب النور الذي يجب حله و تفكيكه في أقرب وقت ومقاضاة قيادييه وفي مقدمتهم عميل السعودية "ياسر برهامي" على تصريحاتهم الشاذة والعنصرية ، فهؤلاء المغرر بهم من الشباب هم ضحايا الوهابية الأصولية التي استطاعت ضرب مفاصل المؤسسات و التغلغل في عمقها ونخرها والتي غض عنها الطرف في عهد السادات ومبارك مقابل رشا وإكراميات استفاد المسؤولون في الأمن ومختلف أجهزة ومؤسسات الدولة .
Assassi_64@hotmail.com
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :