عبدالمنعم عبدالعظبم
قراءة جديدة فى أوراق قديمة تادرس المحارب وديره بالأقصر كتب عبدالمنعم عبدالعظبم فى البر الغربى للأقصر يقع هذا الدير الذى يعد من أشهر أديرة الأقصر
دير المحارب و يقع خلف مدينة هابو التى تضم المعبد الجنائزى لفرعون مصر رمسيس الثالث من الأسرة العشرون والذى سماه الفراعنة قصر ملايين السنين لملك مصر العليا والسفلى وسر ماعت مرى امون اى فى رحاب امون ويقع فى الصحراء الغربية ويبعد عنها 2كم غرباً

ويصل بينهما مدق ممهد لسير السيارات يتكون الدير من مبني الكنيسة القديمة وبعض القلالي الملحقة ومعظمها حديث والجزء القديم من الكنيسة هو الثلاث هياكل القبلية وفى مقابلهم حائط مستعرض يشكل منطقة الخورس أمام الهياكل وفى الصحن عمودان مستديران ويرجع تاريخ هذا الجزء الى القرن الخامس عشر الميلادى وقد أضيف هيكلان بحريان والباب الحالى هو الباب الأصلي ويقع هوو المعمودية في الركن القبلي الغربي جنوب الكنيسة ..

ويوجد داخل حوائط الكنيسة بعض الأحجار الفرعونية المأخوذة من المعابد الموجودة كما يوجد أمام الكنيسة مدفن خاص بالآباء الكهنة الذين خدموا بالدير الأب متى ياسيلى والاب بسادة والأب مرقص كما يحوى رفات عالم الآثار باهور لبيب حبشى الذى أوصى بدفنه هناك والدير يخدم القرى المحيطة ويسكنه عدد قليل من الراهبات والمحارب

الذى رسم الدير باسمه هو القديس الأمير تادرس او تاوضروس وكان ابوه يدعى يوحنا من شطب وهى بلدة بالصعيد تقع قبلى اسيوط يقال لها شطب الحمراء تقع على كيمان عاليه وتشتهر بزراعة القمح اليوسفى وقد سيق يوحنا اسيرا الى انطاكيه ايام الاضطهاد الرومانى حيث استقر به المقام وتزوج ابنه امير أنطاكية وأنجب منها ابنه تاوضروس قيل انها كانت مريضة بمرض اعجز الأطباء فعالجها يوحنا

وشفيت من الداء ولكنها أحبت المصرى يوحنا وتزوجته وعندما قامت الأم بتعليم ابنها ديانتها الوثنية غضب الاب ومنعها لكن بسطوتها استطاعت طرده من انطاكيه واحتفظت بابنها الذى كبر وتعلم العلم والحكمة وهداه الله الى احد الأساقفة الذى قام بتعميده مسيحيا مما اغضب أمه غضبا شديدا وبدء تاوضروس يسال عن ابوه وعلم من احد الخدم بان أمه طردته لأنه كان مسيحيا وانخرط تاوضروس فى سلك الجندية حتى اصبح قائدا لأحد جيوش الملك واصطحبه الملك فى حملة لمحاربة الفرس وتقول الأسطورة انه كان فى مدينة اوخيوطوس ثعبان هائل كان يعبده اهل هذه المدينة ويقدمون له كل عام ضحية بشرية ليأكلها وكان فى المدينة ارملة مسيحية لها ابنان اخذ الناس ابنيها لتقديمهما قربانا للثعبان فى الوقت الذى كان فيه تاوضروس

هناك فتوسلت له المرأة لإنقاذ ابنيها وترجل عن حصانه وبعد ان صلى اتجه ناحية الثعبان الذى كان طوله اثنتى عشر قدما وكان أهل المدينة يرقبونه خلف الأسوار فقذف الثعبان برمحه فقتله وأنقذ الصبيان وبعد ذلك سافر الى مصر العليا ليبحث عن والده فوجده بعد ان تعرف عليه ورافقه حتى مات ثم عاد الى انطاكيه التى كان يحكمها ملك تفنن فى تعذيب المسيحيون فواجهه واعترف بإيمانه بالمسيحية وكان كهنة الأوثان بالمدينة قد اتهموه بقتل الثعبان الههم فأمر الملك بتعذيبه والتنكيل به ثم أمر بحرقه و قطع رقبته وقد قامت سيدة مسيحية قيل أنها أمه بإخفاء جسده حتى انتهى عصر الاضطهاد فأقيمت الكنائس والأديرة تخليدا لاسمه ومن ضمنها دير المحارب بالأقصر

ونرجع تسمية مدينة هابو الى المهندس امحوتب بن حابو بانى معبد رممسيس الثالث والبناء المشهور وارتبطت هابو بالموت فى التراث الشعبى وتلطم النسوة الخدود وتصرخ خلف النعش هابو التى اختصرت الى بو للتخفيف ويقال للميت غرب لان الموتى يدفنون غرب النيل هنا عناق ابدى ببن الموت والحياه وتزاوج بين الفرعونية التى كانت معابدها ومقابرها الملاذ الأمن للهاربين من الاضطهاد الرومانى حيث نبتت الرهبنة الفردية والجماعية وحيث احتضت مدينة الموتى صفاء الصوفية الإسلامية ممثلة فى ال الطيب وغيرهم حيث ترتاح النفوس المؤمنة فى رحاب العارفين والعابدين والقديسين فى مدرسة الحب الالهى عبدالمنعــــــــم عبدالعظيــــم مدير مركزدراسات تراث الصعيد

Monemazim@yahoo.com