الأقباط متحدون | خبير في بواطن البطيخ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٣ | الاثنين ٢٩ مارس ٢٠١٠ | ٢٠ برمهات ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٧٦ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

خبير في بواطن البطيخ

الاثنين ٢٩ مارس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
عم رضا موظف بسيط، راضي أحيانًا، وممتلئ غيظًا في أحيان أخرى، ثري ثراء فاحش ـ من وجهة نظره ـ في أول الشهر فقط، فقير دُقة في آخر كل شهر. يعيش بمبدأ: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب!، ودائمًا يصدُق معه هذا المبدأ, في حالة الصرف فقط فهو قادر على صرف كل ما في الجيب في انتظار الغيب الذي لا يأتي أبدًا، فالمتعوس متعوس حتي لو فوق رأسه فانوس، وعم رضا ملك مُتوج في دنيا المتاعيس.

قرر عم رضا في أحد نوبات ثرائه المزعوم أن يشتري بطيخة، فذهب إلى السوق وأخذ يتحسس جيبه في فخر شديد بعد زيارته الشهرية لصراف الشركة التي يعمل بها، وطلب من الفكهاني أن يستعين بخبرته الغير عادية في اختيار بطيخة حمراء مرملة شهية. أخذ الفكهاني يتعامل مع البطيخة وكأنه حاوي لا ينقصه إلا الجلا جلا، يُخبط يمينًا ويسارًا ومن أعلى ومن أسفل فيقول: "عسل يا بيه... بطيخنا كله عسل".

صدَّق عم رضا كلام الباش فكهاني وقال: "مادمت قلت عسل تبقى عسل، أنت الخبير هنا وأنا طول عُمري أصدق الخبراء وأحترمهم".

أخذ عم رضا البطيخة الكبيرة على صدره ومشي بها مفتخرًا متبخترًا متباهيًا، فها هو بعد عدة أسابيع من الفقر الدكر يعود بشيء وشويات والمهم بطيخة بعون الله حمرة!

ساعد عم رضا زوجته السعيدة في حمل البطيخة ووضعها على رخامة المطبخ، ثم انتظر ـ فخورًا ـ لحظة وشقها بالسكين وحانت اللحظة الحاسمة وأخرجت السكين ما كانت تخفيه البطيخة منذ كانت بذرة، ها هي البطيخ كما فلقة اللفت بيضاء بلا سوء، بذرها أبيض فالبطيخة التي اشتراها قرعة!

صرخت زوجة رضا وقالت: "يا نهار القرع، أنت مخطئ يا رضا؛ بطيخة بهذا الحجم كانت يجب أن تشق قدامك قبل أن تشتريها".
ــ "أنتِ عاوزة تضيعي حلاوة المفاجئة فأنا أحب شقها بنفسي؛ لكي أعرف حظي في الدنيا!

ــ وهل عرفت حظك يا سي رضا...

ــ عرفته، حظ أبيض على الحليم أسود على اللئيم."

وصمم عم رضا على أن يأكل بخته من الدنيا في أسبوع، كل يوم قطعة بطيخة صغيرة وكان دائمًا يردد أمام زوجته: "هي قارعة آه بس أنتِ مرملة، مُرة آه ولكن مززة."

صمتت الزوجة وحمدت ربها على زوجها الراضي ببطيخته القارعة، وأصبحت تردد دائمًا أن الدنيا مثل البطيخة قد تكون قارعة ولكنها مرملة، مُرة ولكن فيها بعض من المزازة المهم الرضا الذي يجعل من المرارة حلاوة ومن الفسيخ شربات.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :