صبحى فؤاد
بعد ان شاهدنا الدماء تنزف بغزارة والضحايا يتساقطون يوميا بالمئات في العراق وسوريا ،بسبب الصراع القائم على السلطة والنفوذ بين أهل السنة والشيعة والعلويين والجماعات الإسلامية المتطرفة وأخوتهم من ارهابى القاعدة وغيرهم وجدتني اشطح بخيالي وأتصور شعب مصر بدون مسيحيين أقباط ..وان شعب مصر يتكون من اكثرية سنية وأقلية شيعية أو علوية.
وسألت نفسي :ماذا سوف يكون رد فعل الشيعة أو العلويين اذا حرقت ودمرت مساجدهم مثلما حدث عندما دمر واحرق إخوان الخراب مئات الكنائس فى مصر على اثر طرد الخائن مرسى من مقعد السلطة ؟
ماذا لو اختطفت بناتهم واجبرن الاهالى على دفع فدية لإعادتهن أو اجبرن على اعتناق مذهب اخر يخالف مذهبهم ؟
ماذا لو قام اهل السنة بحرق مئات المنازل التى يسكنها اهل الشيعة او العلويين والمتاجر التى يديرونها؟
ماذا لو اصرت حكومتهم السنية على تجاهل مطالبهم العادلة وحقوقهم التى تقرها كل الشرائع السماوية وحقوق الانسان والقوانين والمواثيق الدولية ؟
هل كانوا التزموا الصمت وتحلوا بالصبر وطول البال ايمانا منهم بان عدل السماء اقوى من عدل الحكام والبشر والدول ؟
هل كانوا رفضوا تدخل الدول الكبرى لحمايتهم من بطش وعنصرية ودموية وظلم الاغلبية كما فعلوا مع المسلمين فى البوسنة ودول اخرى مثلما رفض اقباط مصر مرات ومرات تدخل الامريكان والاوروبين والروس وغيرهم لحمايتهم؟
طبعا الاجابة معروفة ولا تحتاج فهم او عبقرية من نوع خاص فلو كان الشيعة او العلويين مكان الأقباط في مواجهة الاغلبية السنية المسلمة وواجهوا نفس الظروف الصعبة التي مروا بها بصفة خاصة عقب طرد مرسى من الحكم لكانت مصر تحولت الى ساحة حرب أهلية مثل سوريا والعراق. ولا استبعد أن تكون مصر احتلت من قبل دول اجنبية فى مقدمتهم امريكا وانجلترا بحجة حماية الأقليات الدينية .
لقد احتمل الأقباط الكثير من الظلم والبطش والقتل والتخريب والتدمير المتعمد لدور عبادتهم ومساكنهم ومتاجرهم وخطف بناتهم وأجبرهن على اعتناق الإسلام .
منذ ان تولى السادات الحكم - والى الآن - والاقباط يعانون من الاضطهاد والتهميش والظلم ..مئات المجازر ارتكبت ضدهم ولم نرى مرة واحدا من الذين ارتكبوها عوقب على جريمته من قبل الدولة السنية التى لا تزال تصر فى دستورها الجديد على ان دينها هو الإسلام !!
خلاصة الكلام : يشرفنى كثيرا ان اقول واكتب بلا خجل او حساسية انه لولا وجود الاقباط فى مصر لكانت مصر تحولت الى ساحة للحروب الاهلية وسفك الدماء وتدخلات عسكرية اجنبية مثلما يحدث الان فى العراق وسوريا وحدث من قبل فى السودان ولبنان والصومال وغيرهم .
لولا الاقباط لما كان فى الامكان اسقاط عصابة مرسى والشاطر وبديع والحفاظ على وحدة مصر وحمايتها من التمزق الى دويلات لا قيمة لها.
لولا الاقباط لكانت مدن وقرى مصر تحولت الى اكوام من التراب واطلال يتجول فى وسطها الارهابين المتطرفين الذين يريدون ارجاع البشرية الى العصور المظلمة مرة اخرى .
واخيرا .. اتمنى ان يوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الشكر علانية لاقباط مصر لانه لولاهم لما كانت مصر تجاوزت المرحلة السوداء المخزية التى كانت تمر بها اثناء سيطرة اخوان الخراب واتباعهم عتاة المجرمين والارهابين المتأسلمين.
وكم أتمنى أن يعتذر الرئيس لهم لما ارتكب فى حقهم من ظلم وجرائم بشعة منذ غزو العرب مصر وحتى الآن مثلما فعل عندما اعتذر إلى كل نساء مصر عقب الاعتداء الهمجي البشع على إحدى السيدات المصريات في ميدان التحرير حتى يبدأ الجميع فتح صفحة بيضاء ناصعة يكتبوها معا بحب وفخر واعتزاز للأجيال القادمة