ارتفاع أسعار الذهب التقليدي وضيق الأوضاع الاقتصادية تدفعان الأردنيين للإقبال على الذهب الروسي.
"الذهب الروسي" أصبح تقليدا مقبولا في حفلات الزواج بالأردن في ظل ارتفاع أسعار الذهب العادي وضيق الأوضاع الاقتصادية لدى البعض.
ويتكون الذهب الروسي من نحاس مطلي بالذهب أو بمكونات الذهب بكمية قليلة ويستخدم كحلي وزينة للنساء في عدد من دول العالم.
وتشير صحيفة "تاج الأردن" الإلكترونية أن نسبة كبيرة من العائلات الأردنية تقبل الآن على شراء الذهب الروسي عوضا عن الذهب التقليدي وذلك بهدف تسهيل وإتمام بناء عُش الزوجية الجديد دون تكبد العريس كلف إضافية لا طاقة له بها.
وترى الصحيفة أن أحد أسباب تزايد نسبة العنوسة بين النساء والرجال في الأردن هو عدم قدرتهم على شراء الذهب بأسعاره المرتفعة عالميا ومحليا.
وتشير إلى أن بعض العائلات تطلب من العريس أن يشتري لخطيبته "لبسة ذهب" عند الخطوبة وأخرى عند الزواج وهذا يكلف العريس وعائلته مبالغ طائلة مما يدفع الشباب للعزوف عن الزواج.
وعُرف الذهب الروسي في أوروبا وروسيا والصين وغيرها بديلا عن الذهب التقليدي كزينة للمرأة، كما حصل مع أنواع أخرى من الحلي كاللؤلؤ والأحجار الكريمة الأخرى التي كانت تباع بأسعار خيالية، لكن الإنسان سرعان ما وجد بديلا جيدا يماثل الأصل ولكنه رخيص الثمن كاللؤلؤ الصناعي وغيره.
وثارت مؤخرا هجمة على الذهب الروسي نظمها تجار الذهب من خلال وسائل الإعلام الأردنية نتيجة عزوف الناس عن شراء الذهب التقليدي وتوجههم إلى الروسي.
وشن هؤلاء حملات منظمة في وسائل إعلامية لتبخيس قيمة وجمالية الذهب الروسي، ولكن حملتهم لم تأتِ بثمارها نظرا لارتفاع أسعار الذهب وعدم قدرة الناس على شرائه إضافة إلى المظهر الجميل الذي يتمته به الذهب الروسي.
ولا يقتصر اقتناء الذهب الروسي في الأردن على ذوي الدخل المحدود، فهناك عدد كبير من المترفين يُقبلون عليه لما يتمتع به من ميزات وتصاميم قد لا يجدونها في نظيره العادي.
وتقول سناء "ببساطه أنا اشتري الذهب الروسي وابحث دائما عن التصاميم الجميلة والجديدة رغم وجود مصاغ ذهبي كبير في بيتي لا استخدمه وذلك لجمالية الذهب الروسي وتجدد موديلاته، بينما الذهب العادي يبقى بأُطر تقليدية وعتيقة وموضة عفا عليها الزمان".
ويقول فادي "أنا موظف راتبي 300 دينار ووضعنا مستور وقد اخترت رفيقة حياتي (مشيرا لخطيبته) وطلب أهلها مصاغ بقيمة 5000 دينار ما دفعني للطلب منهم بتأجيل مراسم الخطوبة حتى اجمع قيمة "اللبسة" إلا أن والدها بادر بحل مشكلة شراء الصيغة من خلال اقتراحه شراء "لبسة" من الذهب الروسي، والناس لا تفرّق بين أنواع الذهب فكله له بريق".
وظهرت في الأردن في السنوات الأخيرة عادة استئجار الصيغة اللازمة للزفاف من محلات الصاغة مقابل ضمانات مالية تفوق قيمة الذهب، على أن يتم إعادتها للصائغ في اليوم الثاني.
ولكن هذه الخطوة عادة ما تنتهي بمشاكل مع الصائغ الذي قد يطالب بمبالغ كبيرة يعجز العروسين عن تسديدها، وهذا ما دفع البعض إلى البحث عن البديل وهو غالبا الذهب الروسي.
ويقول صاحب احد محلات الذهب "الذهب الروسي بجماليته لا يشكّل خطرا على الذهب التقليدي لأن الأخير يشتريه الناس عادة كـ"وعاء ادخاري" لمواجهة الزمن ولبيعه عند الحاجة، ونعرف أن البعض يشتري الذهب التقليدي في المساء ليبيعه في الصباح بعد إتمام الزوج".
ويؤكد تزايد الطلب على الذهب الروسي و"زبائننا في أحيان كثيرة أثرياء، إجمالا الذهب الروسي هو الحل لتجاوز مشكلة الارتفاع بأسعار الذهب، وإن كنت أعتقد أن التوجه لشراء الذهب الروسي ليس بسبب ارتفاع أسعار الذهب التقليدي وإنما لجمالية الروسي، وأؤكد أن الذهب الروسي لن يلغي الذهب التقليدي ولا الذهب الروسي سيلغي الذهب التقليدي".
وتقول ثريا إن "سبب إكمال زواجي بعد أن كاد يفشل هو تفهّم أهلي أن الذهب (تقليدي أو روسي) هو مظهر، وبالتالي لم يقفوا عقبة أمام إتمام زواجي بسبب ارتفاع سعر "شبكة" أو "لبسة" الذهب التقليدي، وعلى العموم كلها مظاهر".
ويتساءل أحمد "متى ننتهي من المظاهر وإعاقة الزواج الذي شرّعه الله ونبقى رهينة للمظاهر كنوع السيارة وفخامة الصالة والمناسف وغيرها وكلها أسوار مفتعلة تقف حائلا ومعيقا للزواج، وهذا سبب لارتفاع سن الزواج وتراكم الديون سلفا على كل من يتم زواجه بعد أن يكون مرهونا للمظاهر الكاذبة"؟ |