فليكن عيد القيامة عيدًا قوميًا لكل المصريين وليس مطلبًا طائفيًا
بقلم : صبري الباجا
قد أختلف مع الإخوة الأقباط المسيحيين في مطالبتهم بجعل يوم عيد القيامة المجيد إجـازة رسمية، كمطلب مسيحي بحت يتفضل السيد الرئيس بمنحه لهم!
وإنما أطالب الهيئة التشريعية والتنفيذية بالعمل على إصدار قرار بضم هذا اليوم الكريم إلى قائمة الأعياد المصرية القومية والدينية. وذلك لأسباب موضوعية فضلاً عن الناحية الشكلية التي لا يصح ولا يليق فيها أن يعمل بعض المواطنين بينما آخرين يحتفلون بالعيد، وفي ظل دستور ينص على تساوي المواطنين دون تمييز بينهم في داخل الوطن الواحــد؟! ولعل هذه الدعوة تجد من يتبناها ويفعلها من السادة أعضاء البرلمان.
أما من الناحية الموضوعية:
1- لا يصح التفرقة بين المواطنين في المعاملة على أساس الاختلاف الديني فنحن جميعًا مواطنين مصريين سواء كنا أقباط مسلمين أم أقباط مسيحيين.
2- الملاحظ في هذا اليوم الكريم أن كافة المؤسسات والمدارس والجامعات ودواوين الحكومة لا تعمل بكامل طاقتها لتغيب الأقباط المسيحيين.
3- إضافة لذلك فنسبة كبيرة من الأقباط المسلمين تحصل على هذا اليوم كإجازة تلحق باليوم التالي وهو شم النسيم أو بالانصراف المبكر أو بخلافه من الوسائل الأخرى والمعروفة للجميع... مما يفقد هذا اليوم قيمته كيوم عمل كامل، وهو واقع لا يمكن إنكاره، ولا يمكن من الناحية العملية اعتبار هذا اليوم يوم "عمل فعلي".
4- المجتمعات التي تضم أطيافًا مختلفة تتلمس الوسائل التي تُذيب فيها الجميع في بوتـقة واحدة لخلق مجتمع متماسك. وأعتقد أن هناك أهمية في توحيد أيام الإجازات والأعياد الرسمية، التي تعتبر خطوة نحو القضاء على الكثير من المظاهر السلبية. ومصر ظلت ـ على مدى آلاف السنين ـ نسيج واحد، فالأولى به دعم وتقوية أواصر الوحدة الوطنية بدلاً من خلق فرقة مصطنعة حتي في الأعياد، وعليه فليكن عيد القيامة المجيد إضافة إلى عوامل التوحد بدلاً من جعله عنصرًا للتفرقة والتمييز.
5- لا يوجد مسلم حقيقي لا يعرف قدر وعظمة وتوقير الإسلام للسيد المسيح عليه السلام، وليس في الاحتفال بذكراه العطرة خلاف... حتى يصبح موضوع الإجازة القومية لعيد القيامة المجيد محل خلاف ديني، بل المفروض أن يلقى إجماع من جميع الأقباط المسلمين والأقباط المسيحيين حول الاحتفال به...
6) 6- توسعت الدولة في إضافة أعياد إلى الأعياد القومية ومنها مؤخرًا عيد الشرطة، ولن يضر إضافة يوم جديد لقائمة الإجازات القومية، خاصة في ظل بطالة مقنعة زاعقة! ولعل نظرة على تقارير الأداء، إضافة إلى المشاهدات اليومية لسير العمل تشي بحقائـق ظروف العمل والعمالة في مصر وبمـا يبطل أي حجج تساق عن أهمية الحد من الإجازات أو العطلات الرسمية لكونها أحد أسباب ضعف الإنتاج.
وعليه، فالطلب موجه إلى الجهات التشريعية والتنفيذية لإصدار القرار اللازم ليكون هذا اليوم المجيد عيدًا لجميع الأقباط (الأقباط المسلمين والأقباط المسيحيين)، وليتقدم بعض أعضاء مجلس الشعب بهذا المطلب والعمل على إصداره بشكل سريع.
وينتهز الكاتب فرصة هذه المناسبة الجليلة ويتقدم لقداسة البابا والأباء الموقريين وجميع الأخوات و الأخوة المسيحيين بخالص التهنئة بعيد القيامة المجيد متمنيًا للجميع دوام الصحة والسعادة، ولمصر التي تعيش فينا دوام المحبة بين أبنائها، متوقعًا من الأخوة (الأقباط المسلمين) الاحتفال بهذه الذكرى العطرة ومشاركة إخوانهم (الأقباط المسيحيين) الفرحة والبهجـة بالتزاور وتقديم التهاني. وحسنًا سيفعل د. محمد البرادعي حين يتوجه إلى المقر البابوي للمشاركة في القداس واحتفالات الكنيسة والتهنئة بهذه المناسبة العظيمة، وفي تقديري الشخصي كثيريين من (الأقباط المسلمين) يودون فعل ذات العمل.
وكل عام وجميعنا في محبة وإخاء وسلام لننعم جميعًا بوطن آمن وحاني على أبنائه دون تفرقة أو تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الاعتقاد الديني، ويفعل فيه تطبيق القانون بعدالة وحزم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :