بقلم: صبحى فؤاد
منذ فليل وانا استمع الى نشرة الاخبار ظهر "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسى  لمنظمة حماس ( المقاومة الاسلامية الفلسطنية) وهو يقول بلغة كلها تحدى وصلف : لن نوقف القتال الا اذا استجابوا الى شروطنا .. لا اليوم ولا فى المستقبل سوف نقبل بوقف اطلاق او الهدنة مع اسرائيل . ولم ينسى مشعل التلميح فى كلامة الى اتهام مصر بالمتاجرة فى دماء الشعب الفلسطينى والاشادة بقطر وتركيا رغم ان مصر كانت اكثر دول المنطقة التى دفعت من ارواح ودماء ابناءها واقتصادها ثمنا باهظا لهذا الصراع التاريخى بين الفلسطنيين واليهود منذ عام 1948 والى اليوم.

وحتى لحظة كتابة هذه السطور قتل نتيجة الاشتباكات الحالية بين اسرائيل وحماس فى غزة حوالى اكثر من 800 الف  فلسطينى واصابة الوف اخرين وتشريد مابين 150 الى 200 الف على الاقل من ابناء غزة وتدمير كامل لقرى ومدن فى القطاع.

ورغم كل هذه الاعداد الكبيرة من الضحايا والخراب الذى لحق بغزة الا اننا  سمعنا قيادات حماس يعلنون للعالم انهم انتصروا لانهم تمكنوا من اختطاف جندى اسرائيلى واحد !!

تخيلوا قيادات عصابة حماس خططت لهذه الحرب العبثية والتضحية بعشرات المئأت من الفلسطنين من اجل اسر جندى اسرائيلى واحد لكى يزفوا للعالم بشرى انتصارهم الساحق على اسرائيل !!

بالله عليكم دعونا نسأل انفسنا : منذ ان اغتصبت حماس حكم غزة فى 2007 من الرئيس الشرعى ابو مازن وحتى الان ونحن فى عام 2014 م ماذا انجزت او حققت لشعب غزة غير العزلة والحصار ومواكب الشهداء ؟ لقد ضحكوا على البسطاء باسم الاسلام ..وعدوهم بالخير والعدل والرفاهية والانتصار على اسرائيل ولم ينجحوا فى اى شىء فيما عدا بناء الانفاق تحت الارض مثل الفئران والارانب وتهريب السلع والاسلحة والاموال؟

حقا لقد اهدرت هذه العصابة كرامة الشعب الفلسطينى وادميته وانسانيته واستباحوا دماءهم وارجعوا القضية الفلسطنية الى نقطة الصفر من جديد بسبب عنصريتهم وتعصبهم وجهلهم وعمالتهم ومصالحهم الشخصية.

اما الاخوان المتأسلمين فهم بلا ادنى شك اساس البلاء فى الدول العربية والاسلامية وربما العالم كله لانه بسببهم انتشر الفكر الدينى التخريبى المتطرف والجرائم العنصرية التى ترتكب باسم الله ودين الاسلام فى مصر والسودان واليمن وليبيا والكويت والجزائر وعشرات من الدول الاخرى بينهم بعض الدول الاوروبية ايضا.

الاخوان المتأسلمين نجحوا فى نشر الفكر الارهابى الظلامى المتخلف والتعليم الدينى الخاطىء فى المنطقة العربية لمد نفوذهم فى العالم العربى والاسلامى بمساعدة العديد من الانظمة العربية التى سقطت خلال الاعوام الماضية ودعم خفى من المخابرات العالمية  بهدف تمكينهم وتوصيلهم الى حكم اكبر عدد ممكن من هذه الدول لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية.

ولكن بعد ان رفض الشعب المصرى حكمهم الطائفى الهمجى المتخلف وتدخل الجيش فى الوقت المناسب ظهر وجههم الدموى الحقيقى وخيانتهم وعمالتهم لدول اجنبية فى مقدتهم قطر وتركيا وامريكا.

والشىء المحزن والمؤسف ان نجد بعض المسلمين فى مصر وقطاع غزة يصدقون اكاذيب هؤلاء الخونة العملاء سواء من حماس او عصابة الاخوان لانهم يخاطبونهم باسم الدين والاسلام رغم انه برىء منهم ومن جرائمهم ودمويتهم.

اما ارهابى وسفاحين داعش ( دولة الاسلام فى العراق والشام) الذين نراهم يوميا على شاشات التلفزيون والانترنت يرجمون النساء حتى الموت ويقطعون الرقاب على مشهد من العالم كله ثم يرفعون الرايات السوداء ويرددون الشعائر الاسلامية فانا لا اشك للحظة واحدة انهم صناعة المخابرات الامريكية يتمويل من الدول العربية النفطية فى مقدمتهم قطر والسعودية لتمزيق سوريا والعراق وتفكيك الدولتين الى دويلات صغيرة لا نفوذ ولا خوف منها على الدول الاخرى المجاورة .. هذه الجماعات الارهابية ليسوا ثوار يقاتلون من اجل الحرية والكرامة ولقمة العيش ونشر العدل والمساواة فى اوطانهم ..وليسوا مسلمين عرب غيورين على دينهم ويجاهدون من اجل  يريدون تطبيق شرعهم ولكنهم عملاء وخونة تستخدمهم امريكا بمهارة وذكاء لتحقيق اجندة اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط من جديد بما يتماشى مع مصالحها ومصالح الدول الصديقة لها فى المنطقة.
على اى حال الذى لا يستوعبه او يفهمه الامريكان او السعوديين او القطريين او غيرهم انه من السهل صناعة الارهابين والقتلة والسفاحين .. من السهل تمويلهم بالمال والعتاد والاسلحة ثم توجيهم فى البداية لتنفيذ الاوامر والخطط الذين اتفقوا عليها فى الغرف المغلقة سرا ولكن من الصعب السيطرة عليهم بعد ان يحققوا بعض النجاح وكما رأينا مع ارهابين

القاعدة التى صنعتها امريكا بتمويل سعودى ودول اسلامية اخرى كيف انهم - الارهابين - انقلبوا ليس فقط على امريكا او السعودية وانما ايضا ضد كل الدول الاخرى التى كانت تدعمهم وحليفة معهم مثل باكستان ومصر .

لاشك ان ما يحدث فى العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن والجزائر والسودان وغيرهم انما مرجعه وسببه الرئسى هو المغالاة الكبيرة فى التدين والتظاهر بالورع والتقوى (لزوم الضرورة) حتى صار الدين وسيلة فعالة وسلاح قوى فى يد من يريدون استخدامة لتحقيق مكاسب مادية او اهداف سياسية  سواء كانت تدمير اوطان اوتغير حكام او انظمة قائمة بانظمة اخرى.

وربما يسالنى البعض كيف يمكنهم مواجهة هذه العصابات الشيطانية العميلة التى تسعى لتدمير اوطانهم باسم دين الاسلام وبزعم تطبيق شرع الله؟
واجيب واقول عكس ما يردده الاخرين : هناك امل ..هناك غدا افضل واكثر اشراقا ..ولكن بشروط ان تحققت اؤكد لكم جميعا ان الغد سوف يكون افضل للاجيال القادمة من عرب ومسلمين ومسيحين ويهود او اى ملة او مذهب اخر وهى:

اولا : الفصل التام بين الدين والدولة وتجريم استخدام الدين لاى اغراض سياسية او تجارية او بهدف تفريق الناس اوالتحريض ضدهم او نشر الكراهية او العنصرية او الطائفية.. لايعقل ونحن نعيش فى عصر التكنواوجيا والانترنت ومراكب الفضاء ان نجد دول مثل مصر والسعودية يخصصون جوائز مالية لحفظة القران ويقيمون الاحتفالات الضخمة لهم بدلا من الاحتفال بالمبتكرين والعلماء والمخترعين والادباء والمفكرين ورصد الجوائز لهم والاحتفال على اعلى المستويات بهم ..لا يعقل ان يظل دستور مصرى ينص على ان دين الدولة الاسلام ولا يجوز للقوانين المصرية عدم مخالفة الشريعة الاسلامية ثم نبكى ونلطم الخدود بعد ذلك عندما نرى المتطرفين يحرقون الكنائس ويختطفون بنات الاقباط ويقتلون بدم بارد رجال الشرطة والجيش الذى يحميهم ويحمى وطنهم واهاليهم واعراضهم !!

اقولها بكل صراحة مالم يتم الفصل بين الدين والسياسة فى مصر والدول العربية فلا امل ولا رجاء فى حاضر او مستقبل افضل لهم ولاجيالهم القامة.

ثانيا : تعليم الاطفال تعليم جيد لا علاقة له بالدين والدروشة والفتاوى ..تعليم يحثهم ويشجعهم على البحث والابتكار والالمام بالعلوم الحديثة والمعرفة الجيدة المثمرة لكى يلحقوا بركب الدول المتقدمة والحضارة الانسانية.

ثالثا : الاهتمام بالمعلم لانه بدون المعلم الجيد المؤهل بدرجة عالية جدا يصبح من الصعب تخريج شباب واع متفتح لديهم المعرفة والعلم الحديث لبناء وتطوير بلدهم .. انا  شخصيا لا ارى عيبا فى الاستعانة بتجارب الدول الاخرى او بمدرسين من دول اجنبية بصفة مؤقتة حتى يتخرج جيل او اثنين ويكون لديهم العلم والقدرة والخبرة على تولى المسئولية ومهام التعليم فى بلدهم من المدرسين الاجانب.

رابعا : بذل اقصى جهد ممكن لخلق فرص عمل للعاطلين والخريجين الجدد والحد من الزيادة السكانية المخيفة.

خامسا : بدون العدل والمساواة بين المواطنين والقضاء على الفساد لا امل فى تقدم اى بلد ايا كانت شرقا او غربا ولذلك لابد واقولها ثانية لابد من التوقف عن البطش وتلفيق التهم لمن نريد التخلص منهم ورميهم فى السجون ..لابد ان يضع الحاكم والمسئولين العدل امامهم لايغيب لحظة عن اعينهم او فكرهم عند تعاملهم مع المواطنين..لابد من القضاء على الفساد بكل صوره واشكالة لانه مثل السرطان ان لم يبتر ويزال تماما فانه فى النهاية سوف يقضى على من اصيب به.

اخيرا اود ان اقول اننى قمت مؤخرا بزيارة الصين واليابان ورغم انهم بلغة المسلم (كفرة) لا يؤمنون بمحمد او عيسى او موسى الا اننى وجدتهم ورأيتهم بعينى انجح وافضل واجمل واقوى دول العالم اما شعوبهم فهم اكثر شعوب الارض عملا واجنهادا ورقيا فى الخلق والتعامل والامانة ..ترى فما الذى سوف يخسرة العرب والمسلمين اذا جربوا ان يتركوا الدين داخل دور عبادتهم ويتفرغوا قليلا للعمل الجاد وبناء اوطانهم وتحويلها الى جنة الله على ارض  كما فعل الصينيين واليابانيين بدلا من هذا العبث والتهريج والاقتتال والتخريب وسفك الدماء الذين يرتكبونه  باسم الله والدين ؟؟

استراليا
25/7/2014