بقلم اندراوس عبدالمسيح
فى الحقيقة ان سر التجسد هو سر عظيم فاق ادراك عقول البشر ولكن تعلمت بعد اختبار مرحلة الشك المنهجى فى حياتى ان عدم ادراكى لأشياء معينة لا يعنى عدم وجودها بل بالحق يثبت محدودية العقل

والأعتراف بمحدودية العقل فى حد ذاتة هو اعتراف بأن هناك اشياء تفوق العقل ومن هنا استطيع ان اقول عند نقطة نهاية الأدراك العقلى يبدأ الايمان
فيمكننى ان اشبة العلاقة بين العقل والايمان

كالعلاقة بين العلم والفلسفة
فالفلسفة لا تلغى العلم بل يقول الفلاسفة ان الفلسفة تبدأ بالنقطة التى ينتهى عندها العلم
فسر التجسد ليس ضد العقل بل هو أمر يفوق العقل
واعطيك يا عزيزى القارئ مثالاً على ما اقول وهو الفيلم الاجنبى the ant bully
لقد شاهدت هذا الفيلم اكثر من مرة ووقفت امامة مندهش لأبداع المؤلف والمخرج فقد استطاعوا ان يخبرونا بالأختلاف بين عالم وعالم وهو ان عالم النمل يقف مندهش امام الكائن العجيب وهو الطفل الصغير فلقد كانوا يخططون ويدبرون كيف يمكن ان يتفادوا غضب هذة العملاق الرهيب وكان مجرد رش قطرات من الماء عليهم تعتبر بمثابة سيول رهيبة مدمرة وفى النهاية تحول الطفل لنملة حقا اخذ جسد نملة ولكنة ظل بعقلة وقدراتة العقلية فبدأ الطفل يتعرف على علم النمل والنمل يتعرف على عالم الأنسان

واعتذر للتشبية المستخدم ولكنة مجرد تشبية لتستطيع يا عزيزى ان تدرك ان هناك عالم اخر نحن لا ندركة ولكن موجود عالم روحانى لا غش فية ولا فساد لا انحراف ولا خيانة لا خطية ولا جدال

فالأنسان لا يدرك طبيعة الله لأن الله غير محدود ولا احد يستطيع ان يراة ويعيش لأننا فى الجسد الطبيعة الترابية فكى نرى الله علينا ان نتخلص من هذة الطبيعة بالموت والقيامة فى اجساد نورانية

بالموت والقيامة نأخذ طبيعة تحتمل ان ترى الله وتعيش طبيعة كالملائكة
كما جاء فى انجيل متى 22 " لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء."
اجساد نورانية لا يوجد موت فيما بعد لأن الموت خاص بالجسد اما الروح فلا تموت فهناك لا يوجد ما كنا نحتاجة فى مرحلة الجسد كالأكل او الشرب او الجنس او غيرة

ولكن كيف نرى الله ونحن فى مرحلة الجسد ؟
هل خلقنا الله وتركنا ؟ لماذا لا يأتى الينا ؟
فى الحقيقة لكى نرى الله ونحن فى مرحلة الجسد علية هو سبحانة وتعالى ان يأخذ جسد ويأتى الينا لأننا لا نستطيع ان نراة فى طبيعتة اللاهوتية الا بالموت والقيامة وبالفعل تجسد الله وظهر فى صورة انسان
ولكن العجيب ان نرى هذا الانسان متواضع هادئ مسامح غفور رحيم
ما هذا لقد كنا نعتقد ان الله قاسى متبكر متعالى يريد ان ينتقم من الخطاة ويعذبهم ولكن العيب هو عيبنا نحن لاننا لم نكن نعرف الله ولكن حينما ظهر لنا عرفناة

انة الة جميل حنون عطوف محب يفعل الخير الغير محدود يعطى ولا يعير
هناك من قبل فى هذا العصر فكرة التجسد لأنة رأى اعمال لا يفعلها سوى الله مثل اقامة الموتى , خلق عيون للأعمى , شفاء الأمراض , خروج شياطين وارواح نجسة وهناك من قاوم التجسد ولم يدرك ان الله حنون رحيم بل احتفظ بالفكرة الخاطئة عن الله فى ذهنة
وعاش الله بالجسد وسط البشر عرفوة وهو عاش حياتهم وفى النهاية لم يكتفى بالحياة معهم لكنة مات على الصليب بدل عنهم ليفدى الجميع من سلطان الخطية والموت وحمل هو الخطية واللعنة على الصليب

حمل الخطية بصفتة انسان والفداء شمل العالم بجميع البشر لأنة الة غير محدود فجعل الفداء ايضا غير محدود
وبعد الموت قام بقوتة الخاصة وصعد للسماء ولكن عرف الانسان الله وفهم انة الة حنون محب للبشر
حقاً اننى غير مدرك كل شئ عن التجسد ولكن هذا الأمر يفوق العقل وليس ضد العقل
لأن العقل يصل عند نقطة معينة ويعجز عن الاداراك الكامل فبالايمان ادرك الحقيقة كاملة

فبالمنطق الله قادر على كل شئ , الله يستطيع ان يأخذ صورة انسان , الله محب للأنسان لأنة خليفتة وسفيرة على الأرض , ظهور الله فى شكل انسان يجعل الانسان يزداد فى عبادتة فهذا ليس تقليل من الذات الألهية حاشا .

فأن كان الملك الأرضى حينما يترك ملابس القصر الملكى وينزل الى الرعية ويفتقدهم فهذا ليس تقليل منة بل هذا شئ عظيم يجعل الرعية يعشقون هذا الملك ويضحون بحياتهم من اجل حبهم لة

فهكذا الملك السماوى نزل ليفتقد الرعية بنفسة ولم يفتقدهم فقط بل اخذ جسداً ليموت عنهم فكانت النتيجة ان المؤمنين بة على استعداد تام ان يضحوا بحياتهم من اجل حبهم لة ورأينا هذا بالفعل فى عصور الأستشهاد على مر العصور
فنصلى الى الله ان يعن ضعف ايماننا لة كل المجد والأكرام والسجود امين