البابا و المحتاجين
بقلم: د. عاطف نوار
تحتل كرامة البابا قامة رفيعة عالية فى الكنيسة القبطية .. فهو صورة الراعى الصالح و رائحته الذكية .. و حامل مفاتيح ملكوته .. و أينما حل قداسة البابا تكون فرحة عارمة و سعادة غامرة .. وتُطلق على زيارة البابا كلمة " زيارة رعوية " أى أنه يأتى ليرعى و يخدم المحتاجين للرعاية و الخدمة .. يأتى ليجول يصنع خيرا .. يأتى يضمد الجراح و يعزى الحزين و يقوم المعوج و يجبر المكسور و يرد الحق لصاحبه .. يأتى ليفصل كلمة الحق باستقامة و عدل ..
إن قداسة البابا سيأتى إلى كنيسة كندا القبطية ليرعى و يخدم .. فى حين صرف المسئولون فى الكنيسة القبطية فى كندا وقتا كبيرا لجمع مالا وفيرا طائلا لتجهيز حفلات و إحتفالات كبيرة مُبهرة .. بعضٌ منهم يهدف إلى صرف الأنظار عن مُخالفاتهم الكنسية و خرق قانون و آداب كنيسة الإيمان المستقيم .. و البعض الآخر يود الفوز بلقب صانع أفخم إحتفال .. انصرفتالكنيسة فى كندا بعيدا عن هدف الزيارة الأساسى فى الرعاية و الخدمة .. تجاهل المسئولون فيها رعية و شعب المسيح .. طرحوا المحتاجين للخدمة و الرعاية فى بحر من النسيان.. و خططوا لإبعاد كل ذى شكوى و مشكلة عن مقابلة قداسة البابا الذى سيحاط بترسانة من الحاشية المُختارة .. المهم أن تخرج الزيارة بالثناء و الشكر على مجهوداتهم و بالنسيان لتقصيرهم فى الخدمة و الرعاية ..
أدعو المسئولون فى الكنيسة القبطية فى كندا لتوجيه مال التبرعات و العشور من أجل الخدمة و الرعاية
فعندما طلب الرب من شعبه أن يقدموا له العشور واعدا أن يعوض كل أحد بعطايا سخيه .. لم يكن هدفه رفاهية الكنيسه واحتفالاتها .. بل هدفه هو صُنع الرحمة مع الفقراء و المساكين و المحتاجين و الذين ليس أحد أن يذكرهم .. فقال " أريد رحمة لا ذبيحة " .. وخصص هذه الرحمة لإخوته الأصاغر الفقراء قائلا " كنت عريانا فكسوتمونى .. كنت جوعانا فأطعمتمونى .. كنت عطشانا فسقيتمونى .. " ...
كما أدعو هؤلاء المسئولون أيضا لتوجيه الوقت و الجهد لرعاية خراف المسيح و البحث عن الضالين منهم ..
فهناك ضالين و بعيدين و الكنيسة القبطية فى كندا لا تسأل عنهم بل و تتجاهلهم و تتعامل معهم بجفاء و جفاف و قد انصرفت إلى محبة المال و رعاية المصالح الشخصية و طلب مديح الرؤساء .. و أما الروح فبات حزينا مُقيدا فى القلوب وسط شهوات العالم التى خنقت القلوب داخل الصدور .. هؤلاء الضالون هم أولى الناس برعاية قداسة البابا و خدمته
أدعوهم لطلب الرب فقط .. فطوبى لمن تكون مصلحته مع الله و مديحه من الرب
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :