بقلم: مادلين نادر
مثير للجدل تسبقه المشاكل والخلافات أينما وُجد.. إعلامي قومي متعصب للعروبة ويدافع عنها بالحق والباطل، لا فرق عنده بين المهنية علي الشاشة وبين شعور المواطن الذي يعادى الحكومات طوال الوقت. وأدت هذه التركيبة إلي حدوث مشاكل كبير لحمدي قنديل جعلته يشد الرحال من برنامج لآخر ومن دولة لأخرى وإن اتفق الجميع علي رفض نبرة التحريض في برامجه رغم تأكيداتهم باستيعاب آراء قنديل.. مؤخرًا بزغ نجم حمدي قنديل واحتلت أخباره وآراءه صدر صفحات الصحف وبرامج الفضائيات.. والسبب البرادعي وعودته إلي أرض المحروسة وتأسيسه للجمعية الوطنية للتغيير.
*نقطة البداية:
تمكّن قنديل من تحقيق شهرة فائقة من خلال برنامجه "رئيس التحرير" خاصة أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003 حيث لعب علي عواطف الشارع العربي وراح يهاجم بضراوة وعنف شديد صمت وضعف الحكومات العربية، فتم إيقاف برنامجه على التليفزيون المصري فقرر قنديل نقل برنامجه بنفس الاسم إلي قناة "دريم" التي يملكها رجل الأعمال أحمد بهجت لكن ما نشبت الخلافات مجددًا على حدا البرنامج وهجومه على الدولة المصرية، مما أضطر قنديل للهجرة إلى الإمارات لتقديم برنامج جديد بعنوان "قلم رصاص" إلا أنه وبعد فترة تم إيقاف برنامجه أيضًا، ويرى معظم الجمهور والعاملين في المجال الإعلامي بأن الإيقاف في الحالتين كان لأسباب سياسية، وبأمر مباشر من الحكومة المصرية في المرة الأولى والإماراتية في المرة الثانية.
أطلقت "الجمعية الوطنية للتغيير" برئاسة محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأيام الأخيرة، حملة لجمع توقيعات المواطنين على البيان الذي يحمل مطالبها بالتغيير. واختارت حمدي قنديل متحدث رسمي باسم الجمعية حمدي قنديل بهذا الخصوص. الذي قال لقناة "فرانس 24" أن لجمعية الوطنية للتغيير أطلقت حملة لجمع التوقيعات من المواطنين على بيانها "معًا سنغيّر" الذي يطرح مطالبها ورؤيتها للتغيير، ويهدف إطلاق الحملة لتعبئة الشعب حول مطالب التغيير، ووسيلة لقياس مدى تجاوب المواطنين مع أهداف الجمعية ومعرفة هل بدأ المواطن المصري في الخروج من سلبيته المعهودة والتجرؤ على مخاطبة السلطات دون خوف، بالإضافة أيضًا، فالحكومة المصرية اتخذت قرارًا برفض تسجيل توقيعات المواطنين (بالشهر العقاري) ولأن لا أحد يعلم ما سيحمله الغد من مفاجآت سنحتفظ بهذه التوقيعات حتى يحين الوقت المناسب لاستخدامها بشكل قانوني وهي بيانات موثقة بهويات موقعيها تفاديًا للاتهامات بالتزوير.
وحول إمكانية التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين قال قنديل: ليس هناك كلام عن تعاون "محتمل" فالتعاون قائم بالفعل بيننا وبين الإخوان المسلمين، الجمعية تضم عددًا من شخصيات الإخوان وهؤلاء الأشخاص لا يمثلون أنفسهم ولكن يمثلون جماعتهم وتيارهم السياسي.
وبخصوص حزب "التجمع" فليس لدي أي معلومات عن تعاون معهم ولم نتلق أية عروض من جهتهم للتعاون. وفيما يتعلق بالدعم من التيارات الأخرى فبالجمعية عدد كبير من الحركات والأحزاب مثل حركة "6 أبريل" و"حزب الغد" وحزب "الجبهة الديمقراطية" و"حزب الكرامة" و"حزب الوسط" (تحت التأسيس) وحركة "كفاية".
وتدخل قنديل لمساندة المصريين الذين تم ترحيلهم من الكويت مؤخرًا مؤكدًا لجريدة "لدستور" أن عدد المعتقلين من "حملة تأييد البرادعي في الكويت" وصل إلى 30 معتقلا، مشيرًا إلى أن هذه الاعتقالات تؤكد أن النظام المصري مسنود بشكل قوى من الأنظمة العربية التي تتعاون معه في قمعه للمصريين بمنطق "أنت تعتقل المعارضة بتاعتي وأنا اعتقل المعارضة بتاعتك"، ومؤكدًا على أن الأنظمة العربية أصبحت أنظمة محنطة تعانى الاستبداد ولا ترغب في إحداث أي تغيير أو حراك سياسي.
وأشار قنديل إلى أن الجمعية الوطنية للتغيير بادرت على الفور –منذ علمها بأمر هذه الاعتقالات- بمراسلة عدد كبير من الهيئات القانونية والحقوقية العربية داخل وخارج الكويت من بينها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان واللجنة العربية لحقوق الإنسان غيرها من المنظمات الحقوقية العربية بهدف سرعة التدخل.
حمدي قنديل لمن لا يعرفه هو إعلامي مصري، ولد عام 1936، ومتزوج من الفنانة نجلاء فتحي، قدم العديد من البرامج التليفزيونية ذات الطابع السياسي على مدار حياته العملية، وكتب العديد من المقالات السياسية في جرائد مصر والدول العربية.