الأقباط متحدون | عبد الناصر والسيسي والإخوان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠٤ | الخميس ١٤ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٢٩٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

عبد الناصر والسيسي والإخوان

الخميس ١٤ اغسطس ٢٠١٤ - ٥٢: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر
يروى «ستيفن دورل» تفاصيل رد الفعل البريطانى على خطوة تأميم قناة السويس  فى كتابه «داخل العالم السري لاستخبارات صاحبة الجلالة» على النحو التالى: فى تلك الليلة فى «داوننج ستريت» انفجر رئيس الوزراء البريطانى «أنتونى إيدن» غضبا واستدعى مجلس الحرب الذى ظل منعقدا حتى الرابعة فجرا. وفى هذا الاجتماع صرخ «إيدن» فى زملائه «لا يجب أن نسمح لناصر أن يضع يديه على قصبتنا الهوائية.. يجب أن ندمر هذا ال"موسولينى المسلم"».

وأضاف إيدن: أريد إزالته ولا يهمنى ما يمكن أن يترتب على ذلك من فوضى فى مصر. وكان رئيس الوزراء السابق ونستون تشرشل حاضرا فى هذا الاجتماع، فزاد النار اشتعالا حين قال يجب أن تخبر المصريين: إذا أزعجونا مجددا بوقاحتهم سنطلق اليهود عليهم ليعيدوهم إلى الحضيض، والذى ما كان ينبغى لهم أن يخرجوا منها أبدا

وفى مكالمة أخرى غاضبة من بطء وتيرة الحملة ضد عبدالناصر، قال إيدن لأحد مساعديه -وفقا للمؤرخ «إيفلين شاك برا» فى كتابه «أصل أزمة السويس، يوميات وزارة الخارجية بين عامى 1951 و1956» الذى صدر فى عام1986: «ما كل هذا الهراء الذى أرسلتموه إلىّ؟ ما كل هذا الكلام الفارغ عن عزل ناصر أو «تحييده» كما تسمونه؟ أريد تدميره. ألا تفهمون؟ أريده أن يقتل». ولم يجد البريطانيون سوى حلفائهم الإخوان لتنفيذ هذه المهمة.

وكانت محاولة اغتيال عبدالناصر فى 26 أكتوبر 1954 بداية لتصفية جماعة الإخوان فى مصر، لكن هذه التصفية كانت انتكاسة للقوى الغربية التى أرادت التخلص من ناصر أو قتله

وقام عبد الناصر متصديا للانجليز بحملة قوية ضد الاخوان المسلمين فاعدم من اعدم واعتقل من اعتقل وسجن من سجن وفر هاربا من هرب وضرب  بتهديدات  الانجليز عرض الحائط ولم يبال بتهديداتهم, وكان موقفا شجاعا هز عرش انجلترا واهتز  ايدن مترنحا امامه حتي  جاء العدوان الثلاثي فخرج عبد الناصر منتصرا  بتحالف الشعب والجيش .

لكن اراد عبد الناصر ان يظهر امام الشعب بانه مسلم بل واكثر اسلاما من الاخوان فحول الازهر الي جامعة تضم  الطلبة الغير اذكياء في تخصصات عديدة , وكان لطالب العلم بالجامعة الازهرية ان يكون ملما بكتب الشريعة التي تحض علي الكراهية للآخر بغض النظر من هو الاخر قد يكون دينيا او مذهبيا او مخالفا له  فيما تعلمه من الكتب السامة , والحاق  الطلبة من كل  البلاد الاسلامية  بهذه الجامعة وخصص لهم  المعيشة اللائقة بأموال  المصريين مسلمين ومسيحيين دون التمتع المواطن  المسيحي  بالمزايا التي يتمتع بها الغريب  , وانشأ اذاعة القرآن الكريم  لتبث طوال اليوم الكراهية باستخدام ايات القتل والارهاب  ..الخ ,فضلا عن تغيير المناهج ليكون الدين والتاريخ الاسلامي مواد سيادية  ,كل هذا ادي الي نتائج كارثية ..لكن في الحقيقة لم يكن عبد الناصر متدينا او اخوانيا مع انه كان منضما للاخوان مثل انضمامه الي احزاب  آخري شيوعية ,وبذكاء يحسب له استطاع ان يركب موجتهم ويمتطي ظهورهم ويصل الي هدفه فكان وطنيا شريفا و ذمته المالية ناصعةوصفحته بيضاء .

لكن لم يستفيد عبد الناصر من خطأ محمد علي وابراهيم باشا في سحق الوهابية  دون  توعيتهم وتثقيقهم ,فقد ظهرت مرة اخري علي السطح اقوي واعتي ,وخرج الاخوان في عهد الرئيس "المؤمن" وقتلوه ابشع قتله وتوغلوا في ايدلوجياتهم  بحقد شديد وتعلموا من اخطائهم السابقة  ليكونوا اكثر ارهابا , فالقتل  والسجن لايكفيان  بهدم الايدلوجيات الدينية ولكن بالحجة والبراهين والتعليم والتثقيف  يكون الحل ,وهذا دور التعليم والاعلام .

لقد اخطأ عبد الناصر بالاستعانة بالازهر من اجل ان يثبت للشعب المصري والعربي انه اكثر اسلاما وكانت النتيجة الكارثية الحاضرة الآن , وكأن التاريخ يعيد نفسه ولافرق بين اليوم والبارحة  ,فالغرب يتحالف مع الاخوان ويحاول زعزعة نظام السيسي بل يشجع علي قتله بايدي الاخوان الملوثة دائما بالدماء -حفظه الله من شر الاشرار- لكن اخشي ان يظهر  السيسي للناس بعد ان دمر اسطورة مملكة الشر الاخوانية - بقدرة واقتدار  -انه  مسلم اكثر من الاخوان فيلتجأ الي احتضان السلفيين ليزايد علي الاخوان والمتأخونين  ,وهنا ستكون الطامة الكبري والكارثة المدوية  .

ان مصر الان تطلع الي الرئيس السيسي  آملين ان يرسي قواعد الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية , حتي ننعم بالسلام  لنا و لاجيالنا ,وتنهض مصر من كبوتها  ,ويعلي قيمة الوطن ويكرس  مبدأ الوطنية  ,وان يكون الوطن اولا وان نحترم الاديان باعادته  الي  اماكنه  التعبدية بعيدا عن السياسة مع تصحيح الخطاب الديني ,والا يخرج الدين عن الحدود المرسومة له,  فالدين هو الوسيلة الوحيدة الممكن عن طريقه اختراق الامن  واعادة مصر  الي الجهل والتخلف من خلال الدولة الدينية الفاشية .  

ولاننسي ان التعليم هو اساس البنيان ومنهاج الحياة فلابد من وضع المناهج التي تحقق الغايات التربوية على النحو الافضل  مع تطوير منظومة التعليم لنواكب  العصر ونلحق بالتقدم العلمي  ,والا نرتكن  الي التعليم الديني الذي يعطل مسيرة التقدم ويقفر مصر ويصحر العقول .

ارجو ان نتعلم الدرس  من التاريخ ,فالتاريخ يعكس الماضي  ويترجم الحاضر، وتستلهم من خلاله مستقبل الوطن انه من الأهمية بمكان  ,ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :