القس بولس فؤاد
هى أحد الحروب الشيطانية التى تهاجم المؤمن لتشغله وتبعده عن محبة الله.
والفكر الشرير يمكن أن يأخذ أشكالاً عديدة.
فالحِقد وتذكّر أخطاء الآخرين فى حقنا وتصورات الخطية بأنواعها كلها أفكار شريرة. ونحن نصلى فى صلاة القسمة السنوية ونقول:..
وكل فكر لا يرضى صلاحك ياالله محب البشر فليٌبعـدعنا.
والفكر طاقة قوية جداً يصعب الإنتصار عليها أو مجادلتها أو الأخذ والعطاء معها، ولو حاولنا ذلك فنحن الخاسرون دائماً ، خاصة حينما يكون الفكرُ شريراً.
والحل الوحيد لمحاربة الأفكار الشريرة هو الهروب منها
ويتمثل هذا الهروب فى أربع خطوات هامة لا تستغرق أكثر من خمس ثوانى على أكثر تقدير ، ولكنها قطعاً تساعد على طرد الفكر الشرير من الذهن شيئاً فشيئاً ، حتى يتلاشى تماماً فى وقت قصير.
وهى:
(1) النهوض فوراً من المكان الذى يحاربنا فيه الفكر والذهاب إلى مكان آخر. فلو كُنَّا فى المنزل نخرج من غرفة إلى أخرى، وإن كنا خارج المنزل نترك المكان إلى آخر ، أو نبتعد شخص أيضاً قد يكون هو سبب الفكر الشرير.
(2) إدخال فكر آخر جيِّد ومقبول ( ويُرضى الرب ) فى الذهن ، ليحلّ محل الفكر الخاطىء أو الشريرالموجود، حيث أنّ " فكرٌ يطرُد فِكراً "ً كما نعلم، وخير وسيلة لإدخال فكر جديد فى ذهننا هو أن نقوم بعمل جديد، فالقيام بأى عمل يستلزم أن نفكر فيه ونركّز عليه. وبهذا نكون قد غيّرنا فكرَنا واسترحنا من الفكر الخاطىء.
وبمرور الوقت ، ومن كثرة الهروب من الأفكار الشريرة، لا تعود تحاربنا ، وذلك مثل الشخص الذى يتردد عليك يومياً أو عدة مرات فى اليوم وأنت لا تريد مقابلته ، فبعد فترة من الوقت لا يعود يتردد عليك لأنه إقتنع أنه لا يجد قبولاً لديك.
(3) رشم الصليب: فالشيطان يخاف من الصليب لأنه العثرة التى لم يتمكن من التغلُّب عليها ، ورشْم الصليب يُبعِد الشيطان وكل أفكاره وألاعيبه عن حياتنا.
(4) ترديد الصلاة السَّهمية عدة مرات ، وهى صلاة ياربى يسوع المعروفة. فبمجرَّد أن يردِّد الشخص هذه الصلاة عدة مرات ، يجد أن المعونة الإلهية قد أحاطت به وأصبح أقوى من الأفكار الشريرة ، مهما كانت قوَّتها.
هذه الخطوات الأربعة كفيلة – إذا مارسها الشخص باستمرار وبإرادة لا تلين – بأن تجعل من الأفكار الشريرة أمراً سهلاَ لا يمثِّل أى خطورة على حياته الروحية .
جرِّب ، ولن تخسر شيئاً.
ليحفظ الرب أفكارنا وأعضاءنا من كل شر وشبه شر.