بقلم: القس بولس فؤاد
واحدة من أخطر سِهام ,وأهداف العدو الشرير ، أن يُبعد الناس عن الهدف الأساسى من العلاقة مع الله ، بأن يشغلهم بأمور خارجية ، لها شكل الروحانية ولكنها بعيدة كل البعد عنها ( لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قُوَّتها "(2تي 3 : 5)

وخطورة العبادة الشكلية أنه يمكن أن تتسرَّب للأجيال عن طريق التقليد والتَّسليم ، فتُصبح - مع الزمن - هى الشكل المتعارف عليه للعبادة ، وربما يستغرب الجيل الجديد : لماذا يُطلب منه ما لم يُطلَب من قبل ؟ وتُفاجأ الكنيسة بجيل هزيل روحياً يعانى من فقر دم روحى مزمن ( إن جاز التعبير).

أيضاً العبادة الشكلية غير مرتبطة بفئة معيَّنة من الناس ، فقد يكون من يمارسها خادماً أو حتى كاهناً ، رُبَّما رب الأسرة ، ربَّما الأم ، ربما الأقرباء أو الأصدقاء.

والعبادة الشكلية فى حقيقتها لا تخرج عن أن هناك شخص يؤدى عملاً ما كأنَّه
( مأمورية) لينتهى منها أو يؤديها بأى شكل.

هذا الأسلوب ، إن كان غير مقبول فى المجتمعات النَّشِطة والجادَّة والتى تربط الأجر بالإنتاج ، فكيف يقبله المرْء على فاحص القلوب والكُلَى ، الله الذى لا يمكن أن يُشمَخ عليه ، (غلاطية 6 : 7) ؟؟
لقد إنخدع الكثيرون بهذا النوع من العبادة وربما ظلُّوا لسنوات طويلة يعتقدون أنهم
" على الدرب سائرون " ، بينما هم فى الواقع أبعد ما يكون عن جادَّة الصواب.

ولمزيد من الإيضاح نذكُر بعض السلوكيات التى يمكن للمرء أن يكتشف ذاتَه من خلالها ، ليعرف إن كانت عبادته شكلية ( مظهرية) أم أنها من عُمق القلب.

(1) الحضور للكنيسة فى وقت متأخِّر وبعد بداية الصلوات.

(2) الحِرص على التناول من الأسرار الإلهية بأى شكل ، ليس مهمَّاً التوبة ، ليس مهمَّاً الإعتراف ، ليس مهمَّاً أى شىء.... المهم التناول.

(3) حضور المناسبات والقداسات كثيرة الحضور مثل الأعياد والزيارات ( اللقاءات)
من الشخصيات التى من خارج الكنيسة.
(4) محبة الخدمات ذات البريق والطابع المظهرى أكثر من الخدمات المُستتِرة
مثل الخدمة الشمَّاسية (خاصة داخل المَذْبح) ولجان الكنائس والكورال
والرحلات والنادى وخدمة التعليم بوجه عام.

(5) محبة الظهور الإعلامى والخدمات المذاعة على الهواء أو المسجَّلة أو التى
يتم تغطَيتها إعلامياً بأى وجه.

(6) عدم وجود أى إستفادة روحية على مرّ السنين من خدمات الكنيسة.
المناسبات تتواتر والحال على ما هو عليه. لا توبة ولا نمو روحى ولا زيادة فى
أعمال النعمة ... إلخ.

(7) الإهتمام بقشور الموضوعات وليس بالجوهر: القُلَّة ( زجاجة الماء) يوم لقان
خميس العهد ، السَّعَف يوم أحد الشعانين ، قربانة الحمل بعد القداس ( أحياناً
يُطلب الجزء الأوسط من القربانة بالذات) ، زينة الكنيسة فى الإكليل ، موائد
الأغابى بعد الخدمات ، الهدايا ، الإحتفالات ، التكريم بكل أنواعه .... إلخ.

(8) الإمتعاض والتوجُّس حينما يظهر فى الأفق طيْف موهبة جديدة أو شخص
( قد يسرِق الأضواء) بتعبيرات أهل العالم .

(9) عدم الإهتمام بتنمية الكوادر أو إعداد صفوف ثانية تقود الكنيسة مستقبلاً.

(10) المحاباة وتغليب مبدأ الولاء على مبدأ الكفاءة فى إختيار الخُدَّام.

(11) الضعف أمام المادَّة بأنواعها والحرص على مشاعر ورضا ذوى السلطة والجَّاه أو أصحاب المناصب الرفيعة .

(12) إختلاف الصلاة أمام الجموع تماماً عن الصلاة داخل المخدع من حيث النوعية
أو الزمن.

(13) قراءة الكتاب المقدَّس بغرض زيادة المعرفة المعلوماتية أكثر من الإهتمام
بالإمتلاء الروحى.

والكثير ... الكثير الذى لا يتسع المكان لسَردِه أو التحدُّث عنه.

ليعطنا الرب أن نعبده بالروح والحق ( يوحنا 4 : 23 )

وإلى لقاء آخر ........