على من تُطلق مصر الرصاص؟
بقلم: سحر غريب
أخيرًا وبعد طول انتظار، خرج نواب مجلس الشعب (الذين هم في الأصل ألد أعداء الشعب) عن صمتهم، لا فض فوهم، فقرر بعض النواب الأجلاء المُحترمون المُطالبة بقتل المواطن المصري الشقي الذي تسول له نفسه بالتظاهر وذلك رميًا بالرصاص حتى يكون عبرة لمن يعتبر.
عداهم العيب وقزح يا جماعة، المفروض يشنقوهم في ميدان عام بحبل واحد وذلك توفيرًا لثمن الرصاص الذي سيفرضون عليه ضريبة جديدة سيطلقون عليها "ضريبة الرصاص" لنصبح الشعب الوحيد الذي يفرض ضريبة على قتل أبناء الوطن وسيفتخر كل مواطن بأنه من جيبه جنى على أولاده وأهله وجيرانه، ولكني أتساءل: "من هم سعداء الحظ المقصودين بهذا الرصاص، هل هم الشباب الذين وجدوا أنفسهم فجأة (بعد سنواتهم التي ضاعت في تعليم لا طائل من وراءه) علي قهاوي مصر المحروسة بلا عمل ولا أمل في غد قريب أو بعيد، والذين يعيشون علي الهامش بلا هدف ولا حد حاسس بيهم ولا حد ناوي يسمع شكواهم وحبوا يعبروا عن اعتراض لابد منه ورأي مكتوم بين صدورهم؟".
أم هل يقصد النواب الخبثاء رمي الرصاص على المُعتصمين الذين تسببوا في حالة رواج على الرصيف المواجه لمجلس الشعب وعملوا للمجلس حِس، والذين يتظاهرون بمعدل شبه يومي لأن لُقمة عيشهم مُهددة بالضياع والانقراض؟، وأعضاء المجلس الموقرين أصبحوا يدخولون المبني بدون شاندوتشات الفتة المحلولة التي كانوا يدخلون بها بعيدًا عن أنظار الشعب التي تندب فيها رصاصة.
لقد أثبت مجلس الشعب أنه مجلس شعب لامؤاخذة نصف كوم (الأوقع أنه مجلس حمالات) مجلس شعب أعضاؤه وضعوا أيديهم على سُلطة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية فقط وتولع رغبات الشعب، هزُأت، قال رغبات شعب قال، ونسيوا أنهم سبب المظاهرات الأول، لأن ضميرهم المُستيقظ جعلهم ينامون في المجلس ويعلوا شخيرهم ولا يستيقظون إلا عندما تحين ساعة رفع الأيادي بالموافقة على قرارات تذهب بنا إلى جحيم دائم وبئس المصير.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :