الأقباط متحدون | القياده بين القوه و الشخصيه المهزوزة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٢٩ | الخميس ٢٩ ابريل ٢٠١٠ | ٢١ برمودة ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٠٧ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

القياده بين القوه و الشخصيه المهزوزة

الخميس ٢٩ ابريل ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : ادولف موسى
اى مؤسسه كانت سياسيه، حكوميه او اقتصاديه لن تستطيع ان تقوم بدون قياده قويه و هذه القياده ايضاً تكون حجر اساس قيامها و العنصر الاساسى الذى بدونه لا يتحرك شيئاَ لانه بين العنصر الانسانى و ايضا الحيوانى قليلون ممن يمتلكون موهبة، قوة و القدره على القياده. السؤال الذى لابد الاجابة عليه هو: هل على القائد ان يكون موسوعه فى علم ما يقوده او خبير فى كل شئ؟هل معنى هذا ايضاً ان كل عالِم يستطيع ان يكون قائداً؟ هل لابد على القائد الناجح ان يكون ذو مبادئ ساميه و اخلاقيات رفيعه؟ هل هناك من ليس له اخلاق و لكنه قائد ناجح؟ ان سقوط اى نظام يرجع فى الاساس الى ثلاثة عوامل
اننى اريد ان احصر طريقاً واحداً اتكلم عنه وهو تحليل القياده الحاكمه فى المجال السياسي. فلنبدأ بالبداديه و هى: كيف يستطيع القائد السياسى البارع ان يبدأ طريقه فى اعتلاء كرسى القياده؟ و كيف يستطيع الوصول ان يُقبل فى اول الطريق من الذين سوف يقودهم؟ انسان وحده حتى و ان كان سوبرمان لن يستطيع الوصول للقياده حتى و ان كان وصوله عن طريق اى نوع من انواع الانقلاب كان عسكرياً ام شعبياً. لابد من وجود من يعضضه فى الوصول الى السلطه و لابد لمن يعضضه ان يكون له وزن ذو ثقل كافى فى هذا المجتمع او البلد يؤهل لهذا الذى يريد الوصول للقياده فرض نفسه امَّا بالقبول الارادى او بالقوه حتى و ان كان هذا الوصول ضد ارادة المجتمع. فأول ما يفكر فيه هو: ماذا ينتظر ان يسمع هذا الشعب من الذى مزمع على حكمه لكى يُجَهَّز كحقلاً خصباً لاستقبال السيطره عليه؟ عندما ندقق البحث نجد ان متطلبات الشعوب قليله. هل هى فى المثابة الاولى تأمين الطعام؟ سوف يستغرب الجميع عندما يعلمون ان هناك ما هو اهم و بالذات فى عالمنا الشرقى. انها فقط لاغير الكلمات براقه التى تسلب وجدانهم و عاطفتهم، مثل الدين، الحريه، العداله، الديمقراطيه و المثل العليا فى نظرهم و التى لا يمكن تحقيقها حتى و لو جاء ملاكاً يحكم هذا البلد. هذه الشعارات التى لا يعنيها الذى يتطلع للوصول للحكم كافيه لبيع الوهم الجميل للناس. هل يمكن لكل من يستعمل هذه الشعارات ان يشترى عقول من يسمعه؟ هنا يأتى دور القائد البارع و هو من له قدرة الاقناع، قدرة توصيل الفكره على انها اختراع شخصى له لم يصل اليه احداً قبله و هو الوحيد الذى يستطيع تطبيقها و هو يضحى بنفسه لكى يطبقها بهدف اسعاد شعبه. عندما ينجح هذا القائد فى الوصول الى القياده، يحاول بطريقه التغير البطيئ ان يملى على شعبه فكره الحقيقى الى ان يأتى الوقت الذى يلغى فيه كل ما تشنج به من قبل و يجد الشعب نفسه مغروس فى الضياع الذى لا يهدف الا مصلحة هذا الديكتاتور. اروع مثل يمكننا ان نأخده هو طريقة اعتلاء السادات حكم مصر. من المعروف ان السادات لم يكن متفقاً و لو فى نقطه واحده مع طريقه سابقه جمال عبد الناصر الا فى نقطه واحده و هى تطلعه المرير للوصول للحكم عن طريق الديكتاتوريه المطلقه. لكنه لكى لا يسبب توتراً ادعى انه سوف ينهج طريق عبد الناصر و يكون طريقة حكمه استمراريه لما كان يتبعه من قبله. كثير من الناس لم تكن تعجبهم طريقة عبد الناصر و لكن الانسان الشرقى يعيش على طريقة " اللى تعرفه اديك ولفت عليه و عرفت ديته و هو احسن من اللى ما تعرفهوش و لازم تتعلم انك تتعود عليه". قبل السادات الذى اكد له عدم التغير. ان التغير فى العقليه الشرقيه يسبب له توتراً فظيعاً فى كيفيه الاقلمه مع الجديد و هذه مسألة شاقه له.

ايضاً مَثَل لهؤلاء القاده البارعين اخذ اثنين منهم: هتلر و جمال عبد الناصر. ما هى نوعية براعتهم القياديه؟ استطاع كل منهم بيع السم للناس على انه فيتامينات و نجح فى ذلك. كيف توصل كل منهم الى جعل شعوبهم تقبل السم، الدمار و الخراب و رغم ذلك كانوا يصفقون لهم و يهتفوا لهم "بالروح بالدم نفديك يا ايها الإله". اسرع طريق للوصول الى اى حماس و قلب اى شعب مهما كان هو ايقاذ شعور العنصريه فيهم. شعارات براقه لا تعنى الا اعطاء الناس ما يريدون سماعه ليتغلب كل منهم على نقطة النقص التى فيه و هى انه شئ تافه ليس له محل فى الاعراب و بهذه الخزعبلات يحل محل هذا الاحساس انه ينتمى الى خير امة أُخرجت الى العالم اجمع. شعارات مليئه بالوهم الكاذب مثل:
يقال بعد ذلك من هذا الشعب: هذا الزعيم الذكى الرائع قد عرف قيمتنا و اعطانا العزه و الكرامه التى نستحقها! و هم فى الواقع قد فقدوا الحقيقه امام اعينهم انهم هم وسيلة هذا الافاق لوصوله للتحكم فيهم.

لقد اعتلى هذا القائد القياده، يبدأ فى سلب المحكومين الاراده الفكريه و زرع الوهم الكبير فيهم انه الوحيد الذى له القدره على قيادتهم و اسعادهم. ايضاً لكى يعضض هذه الفكره يصفى كل من يبدأ فى التفكير و محاولة افاقة الناس من المخدر الذى اصبحوا يدمنوه من التبعيه العمياء لهذا "و هنا ينشأ مصطلح الديكتاتور". ما هو الديكتاتور؟ هى كلمه اتيه من الاملاء، املاء الاراده على من سُلِبت منه ارادته الفكريه سواء كانت بأرادته او بالقمع.
لاشك ان ليست كل القاده بهذه المقومات و لكنى اعود الى سؤال اخر قد طرحته من قبل: هل على كل قائد ان يكون عالماً فى كل شئ؟ هل رئيس حكومه، كان هذا البلد يحكم بملك، رئيس، رئيس وزراء، مستشار او اى نوع اخر، لابد له ان يكون خبير سياسه، اقتصاد، عمل، قانون، صحه، اسره و فى التخصصات الاخرى؟ بمعنى ان يكون عالماً يفهم فى كل شئ؟ بالطبع لا. لذلك يوجد مستشارين له فى كل المجالات و بالاضافه الى وزراء لكل منهم تخصصه. ماذا يميز الحاكم عن مستشاريه الذين يمكن ان يكون من منهم من هو عالماً حقيقياً و ربما يكون احسن العلماء فى العالم كله فى مجاله؟ هذا راجع لمن يتمتع بقوه اخذ القرار و قوة وزن الوضع و احتياجاته و كذلك نوصيل صلاحية هذا القرار للشعب. كما قلت من قبل ليس الكثير يتمتعون بهذه الموهبه. و ما هو عمل الحاكم؟ هو اختيار الطريق المناسب بعد ان يدرس اراء من حوله و الرأى الذى يناسب مصلحة المحكومين ينفذه، هذا ما هو مفروض. لكن ماذا يحدث فى الواقع؟ ذلك يرجع للحاكم نفسه، فمنهم من يقول ان مصلحة ناخبيه هى اهم شئ له،منهم من يهمه مصلحة الشعب ككل و كذلك يوجد من منهم من يهمه مصلحته هو فقط و كل ما يخدم التساقه بمقعده فى الحكم و الوصول الى الثراء الشخصى على حساب شعبه.
هل الدكتاتوريه شئ مكروه و ليس لها اى نفع على الاطلاق؟

صدق او لا تصدق ان فى كل حاكم او قائد مهما كان و فى اى نظام على الاطلاق يسكن ديكتاتوراً و هذا له ضرورة صحيه فى كثير من الاحيان و لابد من وجود هذه الديكتاتوريه. فمثلاً عندما تصاب بلداً ما مثل اليونان حالياً بانهيار اقتصادى لا يجد الحاكم الا طريقة واحده للخروج من هذه الورطه و هى التوفير المرير الذى لابد ان يتحمله كافة الشعب. لكن عندما يتظلم هذا الشعب عن طريق المظاهرات و ابداء معظمهم عدم قبول هذا الطريق، لابد للحاكم ان يكون ديكتاتورا فى تنفيذ لهذه القرارات لان عدم تنفيذها يعنى دمار البلد ككل. و هناك سؤالاً هام جداً: هل هناك قانوناً واحداً يمكن اصداره و يكون فى مصلحة الجميع؟ بالطبع مستحيل، حتى و ان قرر احد الحكام اهداء اموال الدوله كلها للشعب فسوف تقصر فى مكاناً اخراً هام للكل. فهناك ضروريات مُرَّه لابد منها مثل الدواء المر الذى بدونه لا يصح المريض و هناك مرارة القرار الظالم الذى يطرح فقط لمصلحة فئه معينه منتفعه على حساب الاخرين. لكن من يملك حق او قدرة تصنيف دكتاتورية القرار التى لابد منها و الديكتاتوريه الهدامه؟ هل هو ضمير الحاكم؟ هل هو مراقبة المحكوم للحاكم؟ هل هى الدراسات التى تعطى لمختصين من الحياديين؟ صدقونى اذا قلت ليس هناك حلاً واضحاً لان المتقلبات الفكريه الانسانيه يمكن ان تسمى الديكتاتوريه الصحيه بعدم الصلاحيه و العكس يمكن حدوثه ايضاً. ان العقليه البشريه عقليه بشعه عندما تتفلسف فلسفة الغبره. فنجد ان فى كثير من الاحيان بعض التصرفات التى تنتمى الى عقائد قد تكون دينيه ايضاً واضحة الفساد و لا يختلف عليها رأى اثنين عاقلين و لكن يحاولوا المنتفعين من وراءها عن طريق الفلسفه الغبره ايجاد مبررات حتى و ان كانت مبررات حمقاء لا يقبلها العقل البشرى فقط لانهم قد هيؤا العقليه التابعه لهم على الغباء و عدم السماح لهم بالتفكير و تحليل ما هو مقبول مما هو غير مقبول بنفسهم. انها طريقة زرع الجهل و عدم الثقه فى الناس لكى يكونوا هم فقط هؤلاء المنتفعون المصدر الوحيد فى تحديد مسار فكر ضحاياهم.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :