- بحفل توقيع ديوان " ابيض غامق " : النظام السابق كان معاديا للفنون لانها اداة تقدم ووعى الشعوب
- سائح المانى :الاماكن الاثرية تكشف عن جوهر الشخصية المصرية التى نمت فى ارض المحبة والتسامح
- فى ختام ملتقى الرسوم المتحركة: مشاهد العنف والقتل على ارض الوقع تفوق خيال المبدعين
- "أيمن سلامة": هناك فهم مغلوط لدى العامة لمعنى العصيان المدني
- د .مصطفى رجب: الحرب القادمة مع ثالوث الرعب "الفقر والجهل والمرض"
الدكتور مصطفى محمود ..المثير للجدل
بقلم: ميرفت عياد
وُلد الطبيب والكاتب والمفكر مصطفى محمود يوم 27 ديسمبر من عام 1921 وتدرج في مراحل التعليم حتى وصل إلى كلية الطب تخرج فيها عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكن استهواه عالم الكتابة والبحث فترك مزاولة مهنة الطب منذ عام 1960 ، وبعد هذا القرار المصيري بعام ، كان هناك قرار مصيري آخر وهو زواجه الذي لم يدم غير 12 عام وقد رُزق خلاله بولدين "أمل" و"أدهم". وقد وافته المنية في أكتوبر 2009 عن عمر يناهز 88 عامًا.
ويروي مصطفى محمود أنه عندما عرض على التليفزيون مشروع برنامج العلم والإيمان, وافق التلفزيون راصدًا 30 جنيه للحلقة، وبذلك فشل المشروع منذ بدايته إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفزيونية وأوسعها انتشارًا على الإطلاق، حيث قدم دكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهيرالعلم والإيمان .
مراصد فلكية .. ومتحفًا للجيولوجيا
وأنشأ مصطفى محمود عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف باسمه وأنشأ ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفًا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون.
ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
تعرض الدكتور مصطفى محمود للكثيرمن الأزمات منها قيام عبد الناصر بناء على طلب الأزهر بتقديمه للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) متهمًا إياه بالكفر، إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب.
ومرت الأيام والسنين وجاء بعد ذلك الرئيس السادات الذي أبلغه أنه أعجب جدًا بالكتاب وقرر طباعته مرة أخرى.
وتوطدت العلاقة بين الرئيس ومصطفى محمود إلى الدرجة التي جعلته يعرض عليه الوزارة إلا أنه اعتذر مفضلاً التفرغ للبحث العلمي.
أزمة كتاب الشفاعة
ثم جاءت أزمتة الشهيرة ، أزمة كتاب "الشفاعة" الذي أعرب فيه عن أن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث، وفي هذه الأثناء تم مهاجمته بصورة قاسية وكفروه وأباحوا دمه.
وقد صدر 14 كتابًا للرد عليه على رأسها كتاب الدكتورمحمد فؤاد شاكر أستاذ الشريعة الإسلامية، حيث اتهمه بأنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم غير مراعٍ كبر سنه ولا تاريخه العلمي والديني وإسهاماته في المجتمع، ومن شدة هذه الأزمة اعتزل مصطفى محمود الكتابة وانقطع عن الناس وعاش وحيدًا حتى أصابته جلطة مخية عام 2003.
جائزة الدولة التقديرية للآداب
وقام مصطفى محمود بتأليف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية والأدبية، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، ومن هذه الأعمال: أكل عيش ،عنبر 7، شلة الأنس ، يوميات نصف الليل ، رائحة الدم ، المستحيل ، العنكبوت، رجل تحت الصفر ، الزلزال، الذين ضحكوا حتى البكاء ،الاسكندر الأكبر ، الإنسان والظل ، رجل يسكن في بيتنا، مغامرة في الصحراء.
كل هذه أسماء لأعمال أدبية كتبها الراحل الدكتور مصطفى محمود حصل من خلالها على جائزة الدولة التقديرية للآداب عام 1995.
وعن هذه الجائزة يقول دكتور صلاح السروي أن جائزة الدولة للآداب التي حصل عليها مصطفى محمود ليست معيارًا على قوة أعماله الأدبية، معطيًا الحق للنقاد في تجاهل أعماله الأدبية لأن الراحل قدم نفسه للحياة الأدبية باعتباره مفكرًا وداعية إسلامية أكثر منه مبدعًا، ويوافقه الرأي الناقد أحمد حسن حيث يرى أن مصطفى محمود طرح نفسه في بداية حياته على أنه أديب، وكان مدخله للأدب من باب الفلسفة والعلم، خاصة أنه مفكر وعالم وطبيب أكثر من كونه أديبًا يطرح أعماله بهدف المتعة الأدبية المتعارف عليها بين جمهور القراء.
تجاهل النقاد لأعمال مصطفى محمود
أما الناقد الكبير أحمد درويش فيرى ان أسباب تجاهل النقاد لأعمال مصطفى محمود الأدبية ترجع إلى أن أعماله الأدبية لا تقع في نطاق ما يسمى بالأدب النخبوي، بل تصنف على أنها أدب جماهيري، لذلك لم تلقَ اهتمام النقاد الأكاديميين ولم يحظَ باهتمام النخبة من المثقفين.
ويطرح الناقد حاتم حافظ سببًا آخر للتجاهل وهو أن مصطفى محمود بدء الكتابة في نفس التوقيت الذي بدء فيه نجيب محفوظ ويوسف إدريس، مما جعل نجاحه ككاتب صعبًا في ظل هذين العملاقين مهما كانت موهبته.
ويخالفهم الرأي الناقد هيثم الحاج نافيًا تجاهل أعمال الدكتور مصطفى محمود، موضحًا أن العديد من النقاد في فترة الخمسينات والستينات تحدثوا عن أعماله الروائية، ومنهم دكتور سيد المرسال وعبد الحميد إبراهيم، إلا أن ما حدث أن مصطفى محمود توقف عن الكتابة الأدبية في فترة مبكرة وبدء في الكتابة في مجال الفكر، وبالتالي لم يكن لديه مشروع أدبي مكتمل حتى يتجاهله النقاد.
ويؤيده القول الكاتب والصحفي محمد فتحي الذي يشير إلى أن مصطفى محمود كان قيمة كبيرة فهو مثال للمبدع الشامل، ومسرحيته "زيارة للجنة والنار" تؤكد تفرده، فهذا الرجل كتب القصة والرواية والمسرحية والمقال الصحفي، بجانب كتاباته الدينية والعلمية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :