بقلم: ماريانا يوسف
في 30 مارس المنصرم حصل العامل المصري ناجي رشاد على حكم قضائي رقم 21606 لسنة 63 قضائية والذي يقضي بإلزام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتحديد حد أدنى للأجور في القطاعين الخاص والعام.

ومن وقتها وبات هناك حلم لدى جميع العاملين سواءً عمال القطاع العام، أو عمال قطاع الأعمال العام أو عمال القطاع الخاص أو موظفى الهيئات، أو موظفي الوزارات أو موظفي القطاعات الخدمية أو جميع العاملين بأجر، بحياة كريمة .

وبدأ حلمهم بمظاهرة عمالية ضخمة في الثالث من إبريل الجاري للمطالبة بوضع حد أدنى للأجور 1200 جنيهًا، وهو الحد الذي يكفي أسرة مكونة من أربعة أفراد للعيش في مستوى خط الفقر طبقا للمعدلات العالمية.

وكذلك حددت قوى الشعب العمالية بالائتلاف مع عدد من المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، الثاني من مايو القادم، لإقامة اعتصام مفتوح للمطالبة بـ  1200 جنيهًا كحد أدنى للأجور.

وإن أطلقنا العنان لخيالنا وتفكيرنا فهناك أكثر من سيناريو متوقع :

السيناريو الأول" والذي نتمنى حدوثه ولكني أستبعده":-
- في حال انضمام أعداد غفيرة من العاملين في القطاعات المختلفة سيكون ذلك اليوم بمثابة ثورة للجياع يمكن أن نُفذت بشكل صحيح أن تقيل الحكومة وتغير من حال المجتمع المصري وتقلب روؤس زواياه رأسًا على عقب وسيحصل المرء بعدها على حياة كريمة .

السيناريو الثاني:-
- ويتمثل في عدم رضوخ الحكومة لمطالب العمال رغم حضورهم الغفير، ضاربة بالحكم القضائى والمتظاهرين عرض الحائط بحُجة عدم وجود ميزانية تسمح بذلك وأن نسبة العجز في الموازنة في ارتفاع مستمر ولا تسمح الأوضاع حاليًا بأي زيادة سوى الزيادة التي سيقرها الرئيس قبلها بيوم "في الأول من مايو" بمناسبة عيد العمال وسيكون دور المعتصمين هنا سلميًا وسيذهب كل منهم من حيث أتى وسيكفي خيره شره .

السيناريو الثالث:
- أن تضحك الحكومة على ذقون المعتصمين بوعود مستقبلية حالمة تسمعها الآذان ولا تطولها الجيوب وذلك بأن ترفع الأجور نسبيًا بدرجة قليلة حتى لو بالكلام فقط، وإن ربنا أكرمنا سيكون بالفعل أيضًا.

 السيناريو الرابع:
- أن لا يحدث الاعتصام بالشكل المرجو، وأن يضغط أصحاب العمل على العمال بألا يذهبوا للاعتصام فتقل القوى البشرية المطالبة بالحقوق مما يضعف موقفهم أمام الرأي العام والمجتمع الداخلي والخارجي فتكون الصورة أن المتضررين هم أعداد قليلة وبالتالي فالمطالب المرجوة هي شيء من الرفاهية وليست مطلبًا جماهيرًا من عدد من الفئات المختلفة والتي تمثل شريحة كبيرة من المجتمع المصري.
 
السيناريو الخامس والذي أخشى وقوعه:
- أن لا ترضح الدولة لمطالب العاملين مما سيدفع العمال للقيام بأعمال تخريبة وستقوم ثورة الجياع ولن يرى الجوعى أمامهم سوى صراخ أبنائهم الذين يتمنون أن يأكلوا اللحم مرتين في الشهر، وأن يجدوا مقعدًا في وسائل المواصلات وتعليمًا راقيًا وتغذية صحية سليمة، أخشى أن يحدث ذلك سواءً عن طريق العمال أو عن طريق اندساس بعض الفئات التي تنوي التخريب وتجعل من الاعتصام السلمي حربًا أهلية مدمرة.

تلك هي السيناريوهات الخمسة التي أتوقعها... أيهم سيحدث.. لا أستطيع أن أعرف، الأيام فقط هي التي ستوضح لنا، ولكني في النهاية أرى أن مطالب العمال تلك هي مطالب حقيقية وهم في حاجة بالفعل إلى رفع أجورهم حتى يستطيعوا بالفعل أن يشاركوا الدولة في أفراحها وأحزانها، وحتى يستطيعوا أن يباشروا حقوقهم السياسية لابد أن يحصلوا أولاً على حقوقهم الاقتصادية، فجميع الدول المتقدمة مواطنوها مهتمون بالسياسة والثقافة لأن عنصر الحياة الكريمة متوفر لذا فهم ينتبهون إلى مجالات أخرى ويبدعون فيها، إلا إذا كان من سياسة الحكومة أن تجعل شعبها يتصارع على رغيف الخبز ويبيت يفكر في لقمة العيش وذلك لإلهائه عن التحدث في السياسة وفي أمور الحكم.