بقلم: مادلين نادر
لقد تغير النشيد الوطني من بعد احتفالنا بعيد العمال السبت الماضي خاصةً أنه كان احتفالاً خاصًا وحافلاً بالاحتجاجات والتظاهرات، ولقد ردد المعتصمون النشيد الوطني الجديد قائلين: "بلادي بلادي مش بلاقي قوت ولادي" و تزامنت مع النشيد الوطني الجديد مظاهر أخرى ليست كما تعودنا ان تكون، مارشات عسكرية أوما شابه، ولكن العمال المعتصمون قاموا برفع الرايات السوداء مع ترديد بعض الأناشيد الأخرى منها "مصر ابنك على الرصيف .. مش معاه تمن الرغيف". كما التف المعتصمون حول نعش عليه تمثيل لجثة رجل ميت، ومحدثين ضجة بالدق على "جراكن" فى محاولة لوصف حال العمال في مصر .
ولم يكن هذا الأمر فى يوم عيد العمال فقط بل شهد اليوم التالي لعيد العمال أيضًا احتجاج ما يقرب من 500 عامل من العمال المصريين من القطاعات المختلفة للمطالبة بزيادة الحد الأدنى للأجور، تطبيقًا لحكم المحكمة الصادر مؤخرًا بإلزام الحكومة بزيادة الحد الأدنى للأجور، خاصة مع الغلاء الشديد الذي أصبحنا نعاني منه فى مصر.
وكان لهذا الاحتجاج أيضًا أناشيده حيث ردد المتظاهرون شعارات منها :"إحنا على حق.. للظلم دايما نقول لأ" و"يا رصيف الشعب قول.. احنا تعبنا م الحمول" و"يا نظيف يا نظيف نيمتنا ع الرصيف" و"موش هنروح موش هنخاف.. موش لاقيين العيش الحاف" و"100 جنيه في الشهر.. إحنا رجعنا لزمن القهر".
كانت هذه الشعارات مكتوبة أيضًا على لافتات بالإضافة إلى أنها محفورة فى أذهان المتظاهرين الذين يعبرون عن حالة القهر والظلم التى يتعرض لها العديد من فئات العمال في مصر فيما يتعلق بمسألة الأجور. خاصةً أن الحد الأدنى للأجور كان ولا يزال في مصر 35 جنيهًا شهريًا منذ عام 1984 و يصل إلى 100 جنيه بعد الحصول على حوافز أو مكافآت.
فالزيادات تستمر فقط فى الأسعار لكن الأجور تقف مكانها لا تتحرك و إن تحركت يكون تحركها أقرب ألى المشي فى المكان بسبب الغلاء والزيادات المُبالغ فيها في الأسعار.
المصريون الآن ينتظرون ما الذي ستحمله لهم الأيام القادمة، فهل سيتم الاستجابة لمطالبتهم بأجور عادلة أم أنه يبقى الحال كما هو عليه؟ وليس على المتضرر اللجوء إلى القضاء لأن الأمر لن يختلف كثيرًا إذا فعل ذلك ؟!!! .