بقلم : مينا ملاك عازر
يبدو أن الخبر الذي قرأته عن أن داعية سلفي أعلن عن أن ثمة عمل إرهابي ضخم ينتظر العاصمة البريطانية لندن له جذوره فبرغم الصمت البريطاني وتسترها على نتائج تحقيقها وإخفائها للتقارير الخاصة بإن كانت الجماعة الإرهابية -جماعة الإخوان- هي التي تمول الإرهاب بمصر وفي غيرها من بلدان العالم، إلا أن هذا يبدو أنه لن يعفي بريطانيا من أن تطولها يد الإرهاب الغاشمة وتؤذيها إذ أنه يبدو أن الإخوان يعرفون نتيجة التقرير رغم التكتم والكتمان اللذان يحيطان بالتقرير.
فإن كنا لا نعلم ما توصلت إليه التحقيقات البريطانية، فإننا نعلم جيداً ان ديفيد كاميرون وقت أن كان في المعارضة البرلمانية، وقبل أن يتقلد مقاليد السلطة في بريطانيا، كان يطالب بالنظر لمؤسسة قرطبة التي يرأسها التكريتي وتفحص نشاطاتها، ومتابعة حساباتها بل إنهاء نشاطها في بريطانيا، ولكن للأسف لم يفعل كاميرون ذلك حال وصوله للسلطة، إذن نستطيع أن نقول أن ثمة إرادة سياسية حقيقية لدى الإنجليز لمكافحة الإرهاب أينما كان، ولن أصدق أن إيمانهم بالحريات هو الذي يمنعهم، فلا حريات في مسالة الإرهاب، وكاميرون هو من قال لا تحدثني عن الحريات وحقوق الإنسان في وقت أمن بلدي القومي في خطر، ومن هنا فلا جدال أن هناك ضغوط هائلة تمارس على بريطانيا لإخفاء نتائج تحقيقاتها، وإخفاء تقريرها لعل تلك الضغوط هو الخوف من عمل إرهابي يهز لندن، هل تخشى بريطانيا من مصير مصر بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، قد يكون هذا جائزاً بنسبة ما، فمهما بلغت قوة البوليس الإنجليزي لن تكن قادرة على منع القيام بأعمال إرهابية، قد لا تكن في نفس قوة الأعمال التي جرت نتيجة فض الاعتصامين بمصر، وذلك نفهمه لأن بوليسنا متراخي وضعيف ضعف بَين، يحتمي بقوته فقط على الضعفاء، ويظهر قوته على غير المسلحين، أما الحال في بريطانيا فيبدو أنه يُقاس بمنظور آخر، وهو أن هناك علاقة بينة وجلية لا تخطئها العين بين أنس التكريتي صاحب مؤسسة قرطبة وأوباما الذي يدعمه، وعند هذا الحد لا نستطع أبداً أن ننسى أن بريطانايا موقفها عامةً ضعيف منذ توني بلير وحرب العراق وحتى الآن أمام الرغبات الأمريكية، والضغوط التي تمارسها أمريكا، ما يعني أن كاميرون ومن ورائه بلاده كلها قد يكونا يريدان كبح جماح الإخوان وإعلانها جماعة إرهابية ومقاومتها ولكن أمريكا لا تريد.
وعلى كل الأحوال، فالدعم الأمريكي ليس خفي للإرهاب، فهي التي صنعت كل التنظيمات الإرهابية، وهي التي تدعمها، وهي التي أيضاً تعود وتحاربها حينما تنقرص منها، ولكن يبدو لأن قرصات التنظيمات الإرهابية لأمريكا للآن ليست موجعة أو على هوى الإدارة الحالية أو قادرة على تحملها، فهي تغض النظر عن الإخوان، وتعمي عيون بريطانيا عن الحقيقة، إذ كيف تحارب داعش صاحب الأفكار الإرهابية والأفعال الإجرامية، وتحمي الإخوان الأكثر دموية وأصحاب الفكرة الأم في التخريب والتدمير!!.