الأقباط متحدون | الوطنيه .. والمواطنه .. والسيسى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٢٩ | الاربعاء ٢٢ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٢ | العدد ٣٣٦٢ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الوطنيه .. والمواطنه .. والسيسى

الاربعاء ٢٢ اكتوبر ٢٠١٤ - ١١: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم - حنا حنا المحامى
فى العاده إن أى كاتب له الحق فى أن يطرح رأيه بكل صراحه خدمة للقراء وللوطن فى المقام الاول.  وقد يروق للبعض هذا المقال أو لا يروق ولكن يتعين على أى كاتب أن يكتب بما يؤمن وبما يعتقد.

كان  السيسى كما يعرف الجميع قائدا عاما للقوات المسلحه فى أيام محمد مرسى.  وكما هو معروف أن مرسى تعامل مع مصر على أنها ليست وطنا بل عزيه أو ضيعه من الضياع يسلك فيها كما يشاء أو كما نشاء جماعته تحت حجة الاسلام والدوله الاسلاميه التى يمكن أن يحملها على كتفه ويرحل بها إلى غياهب الماضى السحيق أى إلى الف وأربعمائة عام مصت ثم يعود بها إلى عصر الحضاره والتقدم والرقى بلا
حضاره أو تقدم أو رقى.

وقبل أن أتعرض لتفاصيل هذا الموضوع الخطير يجدر أن نتعرض فى عجاله إلى موضوع الخلافه الاسلاميه التى يحلم بها مرسى وأتباعه ومريدوه وكل من يحلم بالعوده إلى الماضى السحيق.

ظهر موضوع الخلافه الاسلاميه عقب وفاة رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم.  وكان أول الخلفاء الراشدين  أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان.  وعند عثمان بن عفان يتعين أن يكون لنا وقفه.  فمن المعروف أن خديجه زوجة رسول الله قالت عنه اقتلوا نعثلا.  وكان أن ردد عثمان "كيف أترك منصبا أتانيه الله؟".  فالامر كان يوكل ألى الله جل وعلا تأسيسا على أن الخليفه اختير من الله عز وجل وعلى ذلك يتعين تأبيد هذا المنصب.  وإذا سلمنا بصحة هذا المعتقد فيتعين أن نؤمن أيضا أن قتل الخلفاء الراشدين كان أيضا من اختيار الله.  وهذا لا يمكن أن نسلم بصحته لان الله جل وعلا لا يرضى بالقتل والجريمه.

الامر إذن كان متعة شخصيه للمنصب الذى يتولاه الخليفه بما يتبع ذلك من سلطه وجاه وسلطان.  خاصة فى تلك الاثناء كانت التوسعات الاسلاميه فى ازدياد مضطرد.  وقد كان سبب هذه التوسعات هو زيادة السلطه والسلطان والجاه والمال وكان يتم ذلك تحت رداء الدين والاسلام.  ولو كان الامر أمر دين لاكتفى الخلفاء بالفتوحات التى سموها إسلاميه ونشروا الدين الاسلامى وكفى.  ولكن الامر كان فى حقيقته أمرا ماديا بحت انتشرت فىه التوسعات وزادت الغنائم التى كانت تتدفق على شبه جزيره العرب القاحله الجرداء.
وليس أدل على ذلك من ازدياد مطالب عمر بن الخطاب من عمرو بن العاص للزياده المضطرده فى الغنائم من مصرالامر الذى أثار عمرو بن العاص نفسه.  وترتب على هذا الضغط المضطرد أن تحول الكثير من المصريين المسيحيين إلى الدين الاسلامى حتى لا تفرض عليهم الجزيه التى تزداد ازديادا مضطردا ناء بها كلكلهم.

من هنا استهوت الجماعه الاسلاميه وعلى رأسهم محمد مرسى فكرة الخلافه الاسلاميه.  ليس من أجل الدين ومبادئه الساميه ولكن من أجل المال والسلطان بصوره جشعه لا  تشبع ولا تقنع.

وكان مقتضى هذا أن تكون مصر بمن فيها وما فيها غنيمه للمسلمين.  حتى المسلمين فى عرفهم هم جماعة الاخوان المسلمين لا غير.  مما يقطع بأن الامر مجرد أطماع ماديه لا أكثرولا أقل, أطماع جشعه لا تقنع ولا تشبع كما سبق القول.

وتطبيقا لهذا الطمع والجشع النهم ارتأى مرسى أن تكون مصر بمن فيها وما فيها ملكا للاخوان لا غير.  ومما يجدر ذكره أن الطمع والجشع لم يكن له حدؤد.  فقد كان مرسى وعصابته يرون أن مصر وحدها لا تكفى بل امتدت أطماعهم إلى ما هو أبعد مدى.  فقد كانوا يتطلعون أن تكون مصر قطعه صغيره من الخلافه الاسلاميه التى لا حدود لها.  وطبعا هذا كله تحت ستار الدين. 

نفس التفكير العتيق أيام القتال بالسيف تحت عقيدة أن من يموت فى سبيل الله سوف يعوض أضعافا مضاعقه بلن يكافأ فى الآخره بالغيد الحسان وما إلى ذلك مما يجعل السماء وقدسيتها مكانا للاطماع الجنسيه والماديه.

وتطبيقا لهذا الفكر العتيق والذى لا يقبله عقل ولا منطق عاث مرسى وعصابته فى مصر فسادا لمدة عام كامل.  لم يعتنوا إطلاقا بأى تقدم لمصر أو علاج لأى مشكله اجتماعيه كانت أو اقتصاديه بل كان كل هم مرسى وعصابته هو الاستيلاء على خيرات البلاد والعباد.  لم يعبأ باقتصاد مصر أو المشاكل الاقتصاديه والاجتماعيه أو البطاله أو أى مشكله أيا كانت.  فقط كان كل همه هو الخير الذى يرفل فيه هو وعصابته فكان غذاؤه اليومى بطه كامله بخلاف الحلويات وما إلى ذلك.  وكانت حاشيته تتناول طعام الغذاء من أشهر المطاعم بآلاف الجنيهات يوميا.

فى هذا المناخ الاسود, أحس القائد العام للقوات المسلحه ووزير الدفاع أن مصر فى الطريق السريع جدا إلى الضياع.  كما أدرك أن مصر لو ضاعت لن تقوم لها قائمه.  من الاحساس الوطنى العميق أدرك السيسى أن مصر فى طريقها السريع إلى الضياع بل والضياع الذى لا عودة منه.  فمن دافع ذلك الاحساس الوطنى الاصيل والعميق قام بحركته الوطنيه الخالده تجاوبا مع الرأى الشعبى والتى أنقذ فيها مصر وسمعة مصر وشباب مصر بل وشابات مصر الذين لا ينظر إليهم مرسى وعصابته إلا أنهم متعه للجزء الاسفل من جسم الرجل.

أدرك القائد العام للقوات المسلحه ووزير الدفاع أن مصر على شفا هاويه سحيقه لن تقوم لها قائمه.  فما لبث أن تحرك بسرعه وبحسم وبحرفيه ووطنيه متجاوبا مع ملايين المصريين إلى إنقاذ مصر من براثن الذين يدعون الدين والتدين عن جهل مطبق بأبسط مبادئ الانسانيه أو الوطنيه بل والدين.  أى دين هذا الذى يحض على الخيانه؟

عقب هذه الحركه الوطنيه الخالده التى تجاوب فيها السيسى مع الشعب قام الاخوان بالاعتداء على الكنائس فأحرقوا ما يقرب من ثمانين كنيسه على مستوى الجمهوريه.  ولم يكن الغرض من هذه الحركه الحقيره إلا أن يثيروا المسيحيين على رجال الحكومه فتحدث فتنه طائفيه تؤتى ثمارا شريره حسبما تهدف عصابة الاخوان.

إلا أن البابا تاضروص بذكائه ووطنيته أجهض الاهداف الاخوانيه التى تسعى إلى خراب مصر بأى صوره من الصور. فأعلن بلا تردد أن هذه الكنائس قربانا نقدمه لمصر.  وبذلك رد السهم إلى نحر الاخوان وخاب أملهم فيما خططوا.

وقبل أن استطرد فى الموضوع أود أن أقف وقفه تتعلق بفكر الاخوان وسلوكهم.  فهم لا يدركون ولا يمارسون "سوى" العنف.  وسبب ذلك أن نفوسهم مشحونه بالحقد والكراهيه فأصبحوا عجينه لينه فى أيدى الاشرار يسلكون بما لا يدع أى مجال للسلام والمحبه والوئام بل يرون فى السلام ضعف وفى المحبه نفور فهم لا يؤمنون إلا بمحبة الجنس وكراهية الآخر أيا كان رغم أنه من الاقوال الاسلاميه الموروثه "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحده" بما يعنى أن الاختلاف فى الدين أو فى الرأى لا يجوز أن يكون سببا فى الخلاف فالاختلاف من سنن البشريه ومن ثم هى أرادة الله.

وما لبث الرئيس السيسى أن انتخب رئيسا للجمهوريه فى تصويت هو الاول من نوعه من ناحية الاقبال والنزاهه والاصرار فى التعبير عن أسمى معانى الوفاء بواسطة الشعب المصرى الاصيل وكان نتيجة الانتخاب غير مسبوقه فى الانتخابات النزيهه.  (وطبعا هنا لا نتعرض للنسب المعروفه ب 99 وتسعه دائره).

على ذلك اعتلى الرئيس السيسى رئاسة الجمهوريه.  وكان قد صرح الكثير من المفكرين والوطنيين عن رغبتهم فى الا يرشح نفسه خوفا عليه وحتى لا يفقد ولو ذره من ذلك الكنز الذى غمره بواسطة الشعب المصرى بكل طوائفه وأطيافه.  ولكن الرجل رضخ بكل شجاعه إلى إرادة الشعب المصرى الاصيل والعريق والذى يقدر قيم الوفاء والعرفان.  وكاتب هذه السطور يعلن بكل صراحه أنه كان يود ألا يرشح نفسه حتى لا يخسر ولو ذره من كنز الحب الذى أغرقه.  ولكن كما قلت كانت شجاعة السيسى أقوى من أى عامل آخر أو اعتبار آخر.

عند كتابة هذه السطور يكون قد مضى على السيسى خمسة شهور على انتخابه.  وهى فتره فى عمر الدول تعتبر كالساعات بل كالدقائق.  مع ذلك ففى هذه الفتره الوجيزه جدا نجد أن الرجل قد بدا فى حفر ومد قناة السويس الموازيه فى وقت قياسى بل خرافى.  وقد ساهم الشعب الصرى بكل مدخراته فى شراء سندات هذه القناه.  وألطف ما فى الامر ذلك الذكاء الذى تم به الاكتتاب.  فقد جعل دخل السهم منذ الشهر الاول 12% مما جعل الشعب المصرى بكل طوائفه يساهم فى هذا العمل الوطنى والمثمر فى نفس الوقت.

مع ذلك فيتعين أن نكون على قدر كاف من  الصراحه والمواجهه.  فقد أعلن السيسى أنه سوف يرمم الكنائس على نفقة الدوله.  ولكن هذا لم يتم.  لماذا؟  لو أدركنا أن العاملين فى قناة السويس الجديده لا يتقاضون مرتبا كاملا بل يتقاضون فقط ما يسد رمقهم لحين ميسره حين تتمكن الدوله بأن تسدد المتأخرات التى هى مدينة بها لهؤلاء العمال لادركنا أن الدوله معذوره فى هذا التقصير أو على وجه الدقه فيما يطلق عليه تقصير.  وقد قالوا قديما "ما يقدر على القدره إلا الله".

أيضا قيل إن مسجدين تعرضا للاصابات وسرعان ما تم ترميمها.  وهنا يثور التساؤل:  هل تم الترميم من مالية الدوله؟  أنا شخصيا لا أعتقد.  فكما نعلم أن الازهر له ميزانيه وفيره ومن الارجح أن يكون قد قام بهذا الترميم.  كذلك من المحتمل جدا أن يكون هذا الترميم قد تم على نفقة بعض الساده المسلمين ذوى القدره الماليه وهم كثيرون.  خلاصة القول أن ترميم جامعين لا يشترط أن يكون قرينه على تقصير الدوله بأى صوره من الصور فيما يتعلق بترميم الكنائس.                 

هناك أيضا عدة مشروعات يقوم بها السيسى فى آن واحد وهى جميعا بالطبع تحتاج إلى عماله وعمال وجميعهم يتقاضون أجورا لم تكن تسدد فيما سبق خاصة أيام المدعو مرسى أى أنها لم تكن محل اعتبار لعدم وجودها طبعا.

بالتوازى مع هذا العمل الدؤوب والمتواصل والجاد للاسف نجد أن محترفى الجريمه يتخلون عن كل ضمير او أخلاق.  وهل كان المجرم أو اللص أو الخائئن يتحلى بالاخلاق فى يوم ما؟  بالطبع لا.  للاسف نجد أن جرائم خطف الفتيات لا يزال مستمرا.  وهذا العمل الخسيس ليس جديدا بل كان على قدم وساق أيام وزير الداخليه الموقر حبيب العادلى ثم محمد إبراهيم.  وهنا يتعين أن نقف وقفه بسيطه.  إن وزير الداخليه الحالى المسئول عن أمن مصر وأمانها كان وزيرا للداخليه أيام الاخوان المسلمين.  فقد كانت تلك الجرائم على قدم وساق أيام الاخوان طبقا للمفهوم العتيق والبالى والذى مبعثه الفتن الطائفيه بكل صورها وهو أن نساء وبنات وأموال الاقباط غنيمه للمسلمين.  وكان ذلك أيام العادلى ثم محمد إبراهيم وزير الداخليه.  والبادى أن هذا المفهوم لا يزال ساريا ومحل تنفيذ وحماية من الاخ محمد إبراهيم.  وهنا أرجو أن انبه بكل قوه أن أية مبررات مرفوضه لان هذا الوزير للداخليه هو المسئول الاول والاخير عن أمن مصر رجالا ونساء مسلمين ومسيحيين.  وليس أدل على ذلك من اختطاف تلك السيده المسيحيه والتى وجدت فى محبس فى مدينة السويس وتستر بسلامته الوزير وادعى أنها اسلمت.  أى أنها خرجت بمحض إ رادتها واسلمت حتى تقترن بعشيقها.  وما كان من السيده إلا أنها هربت وعادت إلى منزلها لتحتضن أولادها الشباب الذين كاد يكتب عليهم الترمل من الام وهى على قيد الحياه.

مفهوم الاخ محمد إبراهيم الاخوانى المتجرد من كل القيم هو نفس تفكيره أمس واليوم وغدا.

من هنا يتعين على كل مصرى ألا يخلط بين السيسى المصرى الاصيل الذى يحب وطنه قولا وعملا وتنفيذا وبين محمد إبراهيم الذى لا يزال يحمل مفاهيم الاخوان بين جوانبه ولا يهمه منها إلا ما بسعى إليه شخصيا من جاه وسلطان ومال.

وقتل أن أنهى مقالى هذا يتعين أن ننوه إلى الساده الملقبين بالسلفيين والذين لا يخفوا حقدهم وكراهيتهم للأقباط وهم بذلك يعبرون عن خطورتهم كمواطنين شرفاء.  ذلك أن الوطنى الشريف يسعى إلى ازدهار كل ما يعمل على نجاح وطنه وازدهار هذا الوطن.ولكن البادى أن المشكله تكمن فى نفوسهم المريضه فهم لا يعبأون بما يصيب هذا الوطن الجريح طالما أنهم يفجرون ما بنفوسهم من حقد تجاه الاقباط أصحاب الوطن الاصليين.  وقد قيل قديما "إن من يحقد عليك هو من يشعر أنك أسمى منه أصلا وخلقا ومبادئ وأخلاق".

لقد شاهدت السيسى فى حديثه إلى رجال القوات المسلحه وهو يركز على احترام الجندى واحترام الزماله سواء كان أقل مكانه أو رتبه أو أكبر مكانه أو رتبه أو مساويا لهما. 

وهذه هى الاخلاق .... أخلاق القائد ... أخلاق المواطن الاصيل والوطنى الصميم.

 وأختتم هذه الكلمات بأن أؤكد أن مصر الكنانه فى حماية رجل وطنى صميم ويتعين على كل وطنى مصرى أيا كانت عقيدته أو توجهه أو ديانته او منصبه  أن يتنبه إلى أنه انتقل إلى عصر جديد ... عصر يتعين أن يحمل مصر ألى أرقى المراكز العالميه بين كل دول العالم أجمع وهذا لن يتأتى إلا بالاخلاص والتكافل والوطنيه فهل من تجاوب أو استجابه لن تكلف المتطرفين إلا أن يلتزموا بالاخلاق وبالمواطنه؟

وهنا يحضرنى قول رئيس الوزراء محلب, " أملى أن يحب الاسلاميون مصر زى الكنيسه".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :