أجرى الحوار : عماد خليل - خاص الاقباط متحدون
من ( الصُفيحة ) إلى ( الاسماعيلية ) مسافة طويلة بين مركز طهطا بسوهاج وبين والمدينة الساحلية ، قطعها مجدي عويضة ليحاول بناء نفسه وعائلته الصغيرة ، مسرعا بالخطى لوطنه مصر وعائلته الكبيرة ، الممتدة من الإسكندرية إلى أسوان طولاً ، ومن سيناء إلى السلوم عرضاً .
ولأنه يفكر جدياً في الترشح لعضوية مجلس الشعب في الدورة البرلمانية القادمة ، عن دائرته الأصلية طهطا ، كان لابد من التعرف عليه بشكل موسع والتعرف على برنامجه وأحلامه ، ولماذا مجلس الشعب الآن ..
هناك وعلى نغمات زقزقة العصافير في مزرعة آل عويضة بالإسماعيلية ، والتي حولتها يد أسرة عويضة من صحراء جرداء إلى مزارع غنّاء جلسنا ، وتحاورنا :
- فى البداية أكد عويضة أن الأحزاب في مصر لم تقم بدورها تجاه مواطني البلد ، وأن الحزب الوطني هو الحزب الأكثر فاعلية على الساحة السياسية ، وأن الصعيد ككل يعاني من إجحاف في كل المجالات وتجاهل شبه مكتمل من المركزية القاهرية، وأنه يسعى لحل بعض هذه المشكلات في حدود إمكانياته التي مهما بلغت من مكانة فهي محدودة بحدود المواطن .
وأضاف ( عويضة ) أن لتاريخ عائلته صلة جيدة بالسياسة سواء من ناحية أبيه ، العمدة السابق ، أو كون عائلته مساهم رئيسي في جلسات الصلح بين كبار العائلات في قريته التابعة لمركز طهطا ، وأشار ( عويضة ) أن وفاة أخيه الكبير في عام 2005 كانت السبب الرئيسى في عدم تفكيره في الترشح في الدورة البرلمانية الماضية خصوصاً وكما يقول ( عويضة ) أن هذا الدور كان مرسوما على الأخ الكبير .
ويستطرد فى الحديث عن نفسه قائلاً أنه يعمل كرئيس لمجلس إدارة مجموعة عويضة للمقاولات ، وهي الشركة التي وصلت بفضل جهوده وجهود إخوته إلى التصنيف كفئة (أ) ومعظم أعمالها في مجال المقاولات مع جهات حكومية ، الأمر الذي أولاها ثقة الجميع في تنفيذ مشروعات كبرى في مجال الإسكان والتعمير، وأن عمره لم يتجاوز الأربعين بعد ، ويعد كادراً من الكوادر الإجتماعية والسياسية سواء بالحزب الوطني ، أو بدوره في تشغيل مئات الشباب في مشروعات الشركة من قريته والقرى المجاورة له .
لم يعاني ( عويضة ) على حد قوله من مزايدات البعض ، بصفته قبطياً مصرياً مشغولاً بالعمل العام ، كان يدرس الحقوق في جامعة الزقازيق ويعمل مساعداً لإخوته في الإجازة الصيفية ، مما أكسبه مهارات كثيرة في سن مبكرة ، حتى أنه عندما تخرج في عام 1994وجد مكانه وسط مجموعة عويضة ، وتسلم مقاليد عمله في مجال المقاولات ، وكان ( عويضة ) يضع خططاً للعمل ، و يقوم بتسليم مشروعاته فى المواعيد المحدد لها ، الأمر الذي أشاع عن عن شركاته جديتها وإلتزامها .
ورغم أن ( عويضة ) معظم الوقت في ( الإسماعيلية ) ، وواضح من سمعته هناك أنها الدائرة الإنتخابية الأقرب إلى الفوز فيها ، إلا أنه يعود بشكل دوري للقرية ويرى أن طهطا أولى به من الاسماعيلية لأسباب كثيرة ، والتى من أهمها حاجة الدائرة إلى نائب مشغول بخدمة المواطن الصعيدي المحروم من الخدمات الضرورية .
** وعند سؤاله لماذا يسعى إلى ترشيح نفسه لعضوية المجلس فى هذه الفترة بالذات ؟
، أجاب ببساطة : لا أعرف إن كنت تصدقني أم لا؟ على كل الأحوال هناك شقين:
* الأول : محاولة تحقيق رغبات مواطني دائرتي في حياة كريمة وآدمية .
*والثاني : تفعيل دور رجال الإعمال فى العمل السياسى ،والذى يرى أنه قد أصبح مهما بعدما أشار السيد الرئيس أكثر من مرة لأهمية الإستثمارات في دفع عجلة التنمية !!
ويرى ( مجدي ) أيضا أن عضوية مجلس الشعب لها وجهين وجهاً تشريعياً ووجهاً خدمياً ، ومن خلال وجود رجل الأعمال المتحصّن بالوعي السياسي يمكن تطوير الكثير من التشريعات لخدمة المواطن ، بالإضافة إلى القضاء على أزمة البطالة الموجودة بكثرة فى الصعيد وبالتالى القضاء على العديد من الأزمات التى تنتج عنها فالبطالة تُنتج التطرف والإرهاب والعصبية وهو يسعى إلى ترشيح ذاته لتحقيق ذلك .
وأضاف ( عويضة ) أنه الآن يتفاعل مع قضايا العمل الإجتماعي العام ، من خلال تقديمه بالفعل لخدمات للسادة المواطنين الذين يقصدونه وأنه لا يتوانى عن القيام بما يراه الآخرون واجباً عليه من باب المحبة والعشم !!
وعند سؤاله عن الدور الذي يسعى للعبه على الساحة السياسية في طهطا ، حدثني عن التغيير المفترض ، فقد كانت الدائرة يحتكر مقاعدها في المجلس عائلتان، وفي الدورة الماضية كان الناس يطمحون إلى التغيير فإختاروا نواباً جدد ، وبدون توجيه إية إتهامات ، لم نرى وجه أحدهم أمام عدسات التليفزيون طوال الدورة الماضية، ولم يظهر منهم إلا نائب واحد في الدائرة ، وكان مستوى الأداء البرلماني بشهادة الناس ضعيف ، أما الأشياء التى كان من المُفترض إستكمالها فهى كثيرة سواء في الصحة وزيادة مرض الفشل الكلوي من مياه الشرب الملوثة ، أو الطرق التي لم تعد تصلح للإستخدام ..
وتطرّق ( مجدي ) إلى أزمة عدم وجود مدارس كافية في المركز ككل, موضحاً أن برنامجه الإنتخابى سيكون عملي ، وغير حالم ، فهو يتكلم من واقع البيانات والاحصاءات ولا يطير في السماء!!
ويؤكد ( مجدى ) أن من طموحاته وأحلامه ، عمل دراسة جدوى لإقامة مشروعات تنمية في الصحراء ، سواء في الخط الشرقي أو الغربي ، من خلال إستصلاح الأراضي خصوصاً في الصحراء الغربية ، وعائلته صاحبة تجربة في إستصلاح 80 فدان في الإسماعيلية ، أصبحت جنات الآن ، وهو يطمح في إستصلاح الصحراء في سوهاج !!
وأشار ( مجدى ) إلى أزمة عدم وجود أنشطة رياضية في المحافظة ، وخصوصاً في القرى ، مؤكداً على ضرورة توجيه طاقات الشباب للعمل والرياضة والثقافة ، موضحاً أنه لا يوجد قصر ثقافة إلا في سوها ج ، وإلى عدم وجود دور حقيقي لجمعيات تنمية المجتمع المحلي في مراكز وقرى سوهاج !!
وأوضح ( مجدى ) أن غياب مثل هذه الأنشطة هو المُفرّخ الرئيسي للإرهاب في قرى الصعيد نتيجة عدم وجود منافذ أخرى لتفريغ الطاقات الشبابية المعطلة ، مشيراً إلى فارق جوهري بين شباب الصعيد وشباب القاهرة حيث يرضى الشاب هناك بأقل عمل حتى فى حالة حصوله على مؤهل عالي ، لكن للأسف حتى هذا العمل غير متوفر !!
يقول ( عويضة ) أنه يحمل شعار " الدين لله والوطن للجميع " في تعامله مع كافة المواطنين ، وأنه لو لم يكن رجل أعمال ناجح لكان محاميًا ناجحاً أيضاً، فالنجاح هو حلمه طوال الوقت ولا يعوقه - على حد قوله - إلا البيروقراطية والروتين، وهي معاناة يومية يحصدها في كل خطواته ويتغلب عليها غالبا ً .
كما تحدث ( عويضة ) أما عن مشروعه الذي يمكن وصفه بالمشروع القومي فهو إنشاء مدرسة للتدريب على فنون المعمار المختلفة ، التي كادت أن تندثر مثل أعمال الفسيفساء ، والنقش على الجدران والقباب ، وغيرها من الأعمال التي يحتاجها سوق العمل المعماري بشدة ، ويترحم على أيام الريادة المصرية في هذه المجالات ويرى إمكانية عودتها من خلال مدارس لتدريب شباب المعماريين على مثل هذه الفنون، التي كانت الأستانة تستورد صناعها من مصر المحروسة !!
وعند سؤاله عن حلمه الكبير للوطن مصر، قال: أتمنى أن تعود روح المحبة والتسامح وسط أبناء مصر ، والقضاء الكامل على السلوكيات المرضية لبعض أفراد الوطن ، وأن تعود مصر رائدة في كل المجالات خصوصاً أننا نمتلك أهم عنصر لتحقيق ذلك وهو العنصر البشري ، فهذه الثروة البشرية تحتاج إلى إستثمار فاعل وجاد في الوقت الراهن ، إننى أراهن على المستقبل أن يكون أجمل!!
وعند سؤاله عن رأيه في التغيير السياسي ، هذه الدعوى التي ينادي بها الكثير من أبناء مصر قال : التغيير الواعي هو المطلوب وليس القضاء على الإستقرار، بل على العكس يجب أن نحافظ على الإستقرار كمدخل سليم للتغيير ..