بقلم - القس بولس فؤاد سيدهم
مَسْك سيرة الناس ، النميمة ، القطيعة....... كلها مرادفات لخطية واحدة يعرّفها الكتاب المقدس أنها " خطية الإدانة ". وقد قال السيد المسيح فى الموعظة على الجبل " لا تدينوا لكى لا تدانوا" ( متى 7 : 1) ، لذلك فإن أول فائدة روحية نأخذها من عدم الإدانة هو أننا لن نُدان فى اليوم الأخير.
لكن نسأل...... لماذا يدين الناس بعضهم البعض ؟ ولماذا ينشغل كل شخص بالآخر؟
أهم الأسباب التى تساعد على ذلك هى:
(1) الفراغ بأنواعه
• وقت الفراغ :
أتعجَّب من شخص يقول أن لديه وقت فراغ. الشخص الروحى والشخص الجادّ فى حياته بصفة عامة ، لا يعرف شىء إسمه وقت الفراغ. فهو مشغول بصقة دائمةً .
فبعد أن يؤدى قانونه الروحى من صلوات وقراآت ، فهو يبحث عن أحوال البلد ويفكر فى ما سيفعله اليوم من أعمال سواء خاصة بحياته وأسرته أو بالخدمة ، والشخص المنضبط يكون لديه دائماً برنامج يسعى إلى تنفيذه حسب جدول زمنى معين. لذلك عبارة وقت الفراغ لن تجدها عند مثل هؤلاء الأشخاص.
• الفراغ الروحى:
وهو خلو الإنسان من الداخل من ثمار الروح القدس ( غلاطية 5 : 22 ) وابتعاده عن وسائط النعمة ، مما يجعله يقوم بعملية إسقاط ( وهى عملية مرتبطة بالحالة النفسية للفرد ) فيبدأ فى إتهام الآخرين ومحاولة الإقلال من شأنهم حتى يوهم نفسه أنه أفضل منهم.
• الفراغ الفكرى:
يفتقر كثير من الناس إلى وجود حصيلة فكرية لديهم ، وهى عبارة عن مجموعة الخبرات الحياتية المتراكِمة على مر السنين.
من أين يكون للشخص هذه الحصيلة إذا كان قد قضى معظم سنىّ حياته بعيداً عن وسائط النعمة وبعيداً عن المرشدين الروحيين أو حتى سماع نصائح الوالدين والأقربين ؟
هذه الحصيلة المتراكمة لدى الشخص الذى عنى بتذكُّرها وحافظ عليها ، تساعده على عدم الإنزلاق فى طريق النميمة والإنشغال بالآخرين.
(2) عدم مراقبة النفس من الداخل
الشخص الذى ينشغل بمتابعة حالته الروحية والصحية والإجتماعية لن يجد الوقت أصلاً لمتابعة الناس الآخرين ، وبالتالى سوف تنتهى عنده مشكلة إدانة الآخرين. فهو مشغول بتنقية نفسه وليس لديه أى وقت يستهلكه فى متابعة أحوال الآخرين ، حيث أن هذا ليس من شأنه أصلاً.
(3) الغرور
الغرور بصفة عامة هو أن يشعر المرءأنه أفضل من الآخرين ، سواء فى الشكل أو القدرات أو المركز أو أى شىء آخر. وبالتالى حينما يبدأ الشخص فى مسك سيرة الآخرين ، فهو يُعلن عن غروره دون أن يدرى. فداخله يؤكد له أنه أفضل من الآخرين ، فلماذا لا يحكم عليهم. لذلك يكون الإتضاع دائماً هو أفضل الوسائل للتخلُّص من خطية النميمة.
لو تأمل كل منا فى خطاياه وضعفاته لن يدين أحداً لأنه :
(1) لن يجد الوقت لذلك.
(2) ليس لديه الإستعداد النفسى أو الروحى لعمل ذلك.
(3) هو مشغول أصلاً بإصلاح نفسه فلن يفكر فى الأخرين قبل نفسه.
(4) النعمة والإتضاع يشملان حياته فيجد أنه لا يستطيع أن يأخذ مكان الله ويقيم من نفسه قاضياً على مصائر الناس ودواخلهم.
[9:31:18 AM] lelo: شوفي لو كتاب