بقلم : ايليا عدلي
كل عيد من الأعياد القبطية يثلج صدري ويسعدني اتصالات ومعايدات زملائي وأصدقائي المسلمين. ومع كل مناسبة دينية اسلامية أسعد أكثر بالاحتفال مع هؤلاء ومعايدتهم. ولكن في السنوات القليلة الاخيرة ظهر بعض الظلاميين على القنوات الفضائية يؤلبون أعضاء جسم مصر من الاقباط والمسلمين على بعضهم.

فعلى سبيل المثال البسيط  في أحد القنوات الفضائية استضافوا أحد الظلاميين في مواجهة دكتور متسامح مستنير من الأزهريين وبالرغم من كلام الازهري الجميل عن التعايش والحب بين المصريين والمودة في الاعياد، قام الظلامي بمطالبة المسلمين بعدم المعايدة على الاقباط وعدم الاحتفال بعيد وفاء النيل والمولد النبوي وعيد الأم...الخ

هذا اللقاء أوضح لي ما يحدث أحياناً من قلة قليلة جداً من زملائي المسلمين الذين يهنئوني بعيد الميلاد ولا يهنئونني بعيد القيامة المجيد، وهناك أقل منهم توقفوا عن تهنئة أي قبطي بأي عيد، ولكن لازالت الاغلبية المتفتحة حريصة على التعايش والود.

وأوضح لي هذا اللقاء مدى تأثير هذه الفضائيات ال...، التي لا تتورع من استضافة المحرضين والمعتقلين السابقين في حوادث ارهابية لكي تبث السموم في قلوب الناس، وتحول المعتدلين الى الفكر المتطرف لكي تحطم وطن في أمس الحاجة الآن لتقوية أوصاله ودفع الدم في شرايينه، فجرح المواطن القبطي هو نزيف من شرايين مصر كما هو جرح المسلم بالضبط،

وهذا يتضح على التبعات والتأثيرات الاجتماعية والنفسية والإقتصادية أحياناً عند أي هزة طائفية. واحقاقاً للحق..يحسب للدولة بدء تحركها نحو اصلاح المناهج وتنقيتها من كل ما يثير التعصب وكل ما هو ضد المواطنة، والخطوة القادمة نأمل أن تكون رقابة الخطاب الديني على كل المنابر الدينية المصرية والاعلام، وللكل الحق في قول ما يشاء، كل ما يشاء إلا التحريض .. إلا التحريض..إلا التحريض..وإلا فكل سنة وانتم مش طيبين!