بقلم: جرجس وهيب
الحزب الوطنى مبلى بعدد كبير من قياداته، وهذه القيادات تشوّه صورة الحزب الوطنى فى الشارع، وتقلص من أرضيته بين عدد كبير من قطاعات المجتمع، وسأعرض لعدد من الأمثلة لسوء تصرف بعض قيادات الحزب الوطنى:
المثال الاول يتمثل فى قيام المهندس "أحمد عز"، أمين تنظيم الحزب الوطنى، وأحد أهم قيادات الحزب - إن لم يكن أهمها على الإطلاق - بزيارة النائب "عبد الرحيم الغول"، عضو مجلس الشعب عن دائرة "نجع حمادى" بمحافظة "قنا" بمنزله والإشادة به، رغم أن عدد كبير من المسيحيين يحملون "الغول" مسئولية ما حدث فى نجع حمادى ويقولون أنه المدبر الرئيسى لها.
فهذه الزيارة أدت إلى غضب عدد كبير من المسيحيين بمختلف أنحاء الجمهورية، بل وقام بعض الشباب المسيحي بتكوين جروبات على الإنترت تنادى بعدم دعم الحزب الوطنى فى كافة الإنتخابات التى سيخوضها فى جميع المحافظات، بل تخطى الأمر ذلك إذ قام مجموعة من الشباب القبطى بالتظاهر بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أثناء عظة قداسة البابا شنودة الثالث إحتجاجًا على هذه الزيارة، مما دفع "أحمد عز" لزيارة قداسة البابا بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتقديم إيضاح لزيارته لنجع حمادى والتى ادت إلى غضب كبير بين الأقباط.
وقد كان الأقباط محقين فى غضهم إذ أن أغلبهم أعضاء بالحزب الوطنى، ويصوتون لصالحة فى مختلف الإنتخابات، ويدعمونه بكل قوة، فالاقباط لهم حقوق على الحزب الذى يدعمونه.
وقد استشعر الحزب الوطنى حجم الغضب القبطى، وإتفاق الأقباط فى مختلف محافظات الجمهورية على عدم دعم الحزب، فبادر عز بزيارة الكاتدرائية.
و تعد زيارة المهندس "أحمد عز" للكاتدرائية، ولقائة بقداسة البابا نجاحًا للأقباط فى إظهار غضبهم، الذى ظل مكبوتًا لسنوات طويلة، والذى كان نتيجته عدم حل الكثير من مشاكل الأقباط.
فلابد أن يستثمر الأقباط مناخ الحرية والحراك السياسى الذى تعيشه مصر الآن، فى لفت الإنتباة لمشاكلنا بطريقة مهذبة وسلمية، بعيداً عن الألفاظ الخارجة أوغير المقبولة .
المثال الثانى لشخصيات تفقد الحزب الوطنى أرضية فى الشارع المصرى، السيدة "عائشة عبد الهادى"، وزيرة القوى العاملة والهجرة، وأمينة المرأة بالحزب الوطنى، فقد اتهمت المحتجين أمام مجلس الشعب من موظفى مراكز المعلومات، والمعاقين، وعمال تحسين الأراضى، وعمال الشركات، بأنه تقف ورائهم وتحركهم قوى سياسية، وقد أغضبت هذه التصريحات المحتجين بصورة كبيرة، وللحق كان إحتجاحهم حضاريًا ومهذبًا.
ولكن الوزيرة "عائشة" بدلاً من دراسة مشاكل المحتجين، والتى تتمثل فى طلب القليل، إذ ان المعاقين يطالبون بتوفير شقق سكنية فى مشروعات الدولة، والسماح لهم بتراخيص أكشاك، كما أن موظفى مراكز المعلومات، وعمال تحسين الأراضى يطالبون برفع مرتباتهم الضيئلة والتى تترواح بين (60 ) و (150 ) جنيه، وضمهم لمظلة التأمين الصحى والإجتماعى، فقد اتهمتهم بأنه تحركهم قوى سياسية.
إن المحتجين على رصيف مجلس الشعب، قد رفضوا تسييس مشاكلهم، فرفضوا لقاء الدكتور "أيمن نور"، ورفضوا بطاطين ووجبات حركتى كفاية و6 ابريل، فقد كان هدفهم محدد وهو حل مشاكلهم الوظيفية، فهم "غلابة ومن اللى ماشين جنب الحيط"، ولا علاقة لهم بالسياسة.
فالذى أجبر هؤلاء المحتجون على اللجوء لرصيف مجلس الشعب، هو تجاهل القيادات المحلية فى محافظاتهم لمشاكلهم، والتعامل معها بمنتهى البرود، فكان المبيت أمام رصيف مجلس الشعب، وتحمل حرارة الشمس وبرد الليل، وتكاليف الإقامة من سفر ووجبات، هو الحل، فى محاولة لتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
وعليه فقد كان أحرى بمعالى وزيرة القوى العاملة والهجرة، أن تعلن تضامنها مع هؤلاء العمال، وتعدهم بحل مشاكلهم، لا أن تلجأ إلى الإتهامات، وخاصة أن الوزيرة من المفترض أن تكون مع العمال ضد من يسلبهم حقوقهم، بل ويحرمهم من أدنى حقوقهم الإنسانية... وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.