بقلم: وجدي شحات
لا شك إننا جميعًا نسعى بكل الجهد حتى تصبح بلدنا الحبيبة مصر من أحسن وأرقى الدول تقدمًا وحضارةً... ولكن الواقع المصري بات يحمل بداخله الكثير والكثير من السلبيات، والتي يجدها المواطن المصري مأساة يومية يعيشها ويحياها بكل تفاصيلها وعلى الجانب الآخر تجدها القنوات الفضائية مادة إعلامية متميزة تجذب بها الكثير من المشاهدين وبالتبعية الكثير من الإعلانات. أنها في الأول والأخر لغة المال، فهي التي تقف في المقدمة في تلك البرامج.
لكن ماذا بعد طرحها علينا بشكل يومي في شاشة التلفاز ومعايشتنا لها بشكل يومي، هل يفكر أحد في تقديم أو طرح علاج حقيقي لكل تلك السلبيات التي أصبحت تقدم بمعدل كل ربع ساعة على الفضائيات؟؟

تلك هي الفكرة.. وذلك هو بيت القصيد؟؟ ولما لا؟ فمصر تستحق أن نعمل من أجلها وأن نقدم علاج حقيقي وعملي لتلك المشكلات ...
ففي كل يوم صباحًا ومساءً نشاهد أخبار وتقارير ترصد سلبيات الشارع المصري بصفة خاصة من اعتصامات وتظاهرات من أجل رغيف الخبز، ومن أجل حقوق عمال المصانع والشركات وغيرها من الاعتصامات... وأيضًا نسمع عن مآسي سكان المناطق العشوائية المسماة "العشش" وغيرها من الأخبار التي تزعج الروح والنفس.

فمنذ أيام قليلة سمعنا جميعًا عن مقتل طفل من أعلى كوبري روض الفرج، فقط سقط من إحدى البلاعات المتروكة لسنوات طويلة... وأما عن بلاعات مصر فحدث ولا حرج، حتى محاولة إنقاذ مَن سقط في البلاعة أصبحت تودي بحياة المنقذ أيضًا! إلى جانب جرائم الشرف التي أصبحت ترتكب يوميًا دون رادع، فكثيرًا ما نسمع عن اغتصاب طفلة أو فتاة واحتجازها أسفل إحدى الكباري. والكثير والكثير من تلك التقارير التي ترصد سلبيات الشارع المصري اللا متناهية.
ومثلي مثل الكثير من المصريين الذين يتابعون باهتمام القنوات الفضائية الخاصة والتي تهتم بالشارع المصري وترصد بعضًا من عيوبه بصفة مستمرة، أشاهد تلك البرامج لأتعجب وأقوم بـ "مصمصة" شفايفي وأضرب كف على كف وأقول في صوت يملأه الاستغراب (شوفوا البلد... شوفوا الحكومة؟؟ معقول فيه كدة؟؟).

ولكن تلك المرة وأنا أشاهد ذلك البرنامج الشهير الذي دائمًا وأبدًا يشغله كل ما هو سلبي في بلادنا الحبيبة صرخت بصوت جهوري "وجدتها"، ووفقت فرحًا راقصًا.. وهممت بالورق والقلم وكتبت...... فكرة لأجل مصر.
نعم فتلك الفكرة هي من أجل مصر!! لماذا لا يكون هناك لجنة متخصصة في الحكومة المصرية لمتابعة ورصد كل ما يُقدّم على تلك الفضائيات من سلبيات عن المجتمع المصري، وليكن هدف تلك اللجنة الأول والأخير هو علاج تلك السلبيات باستمرار ومراقبتها عن كثب حتى لا تتكرر مرة أخرى؟!!
سوف تقوم تلك اللجنة بإزالة وعلاج السلبيات التي تُعرض على تلك القنوات وتسببت في كثير من الأخطار للمواطن المصري بل وفى كثير من الأحيان تودي بحياته, على أن يكون من إحدى مهام تلك اللجنة متابعة ذلك بصفة مستمرة.
فمعظم تلك السلبيات -إن لم يكن جميعها- لا يتم علاجه بصورة نهائية ومتى تم علاجها يكون علاج مؤقت ومخدر وتبق المشكلة قائمة.
إذًا على الحكومة أن تقوم بإنشاء لجنة لمتابعة ومعالجة سلبيات الشارع المصري بصفة مستمرة ومتوالية، ولِما لا فنحن في بلد من المفترض أن يكون بلد متحضر... فدائمًا الخطأ مقبول ولكن الاستمرار في الخطأ أمرًا غير مقبول على الإطلاق.