أشرف عبد القادر

"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"
حديث شريف


يهدد المتأسلمون ـ كل الجماعات الإرهابية الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين ـ بحرق مصر يوم الجمعة القادم الموافق 28 نوفمبر،معلنين عن ثورة إسلامية سيرفعون فيها المصاحف وأعلام القاعدة السوداء،ونحن نعرف أن أكبر فتنة حدثت في تاريخ الإسلام،كانت بين أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب،ومعاوية ابن ابي سفيان، قُتل فيها من الطرفين خلال المعركة 70 ألف قتيل،أكرر 70 ألف قتيل مسلم، قتل 45 ألفاً من أصحاب معاوية ، و 25 ألفاً من أصحاب علي ابن أبي طالب.

ولذلك سماها طه حسين بـ"الفتنة الكبرى"،حيث تفرق المسلمون من بعدها ولم يجتمع لهم شمل حتى الآن،فبعد مقتل الخليفة الثالث،عثمان ابن عفان،وتولى على ابن أبي طالب امارة المؤمنين،قام بعزل كل الولاة في جميع الأقاليم، الذين كانوا السبب في مقتل الخليفة عثمان،ولكن هذا الحل لم يعجب معاوية والي الشام،ففكر في حيله تمنعه من إعطاء البيعة للخليفة الجديد،علي ابن ابي طالب،فرفع القميص الذي قتل فيه عثمان ابن عفان،ملطخاً بالدم،طالباً الثأر والقصاص من قتلة عثمان،وما رفع القميص ملطخاً بالدم إلا لتهييج جموع المسلمين ضد الخليفة الجديد،وبما أن الحديث هنا ليس مجاله أحداث الفتنة الكبري،فسأختصرها بسرعة للوصول إلى الحرب التي قامت بين علي ابن أبي طالب،ومعاوية ابن أبي سفيان في صراعهما على كرسي الحكم.

 دارت رحى الحرب بين الفريقين وقتل 70 ألف مسلم من الطرفين،وأوشكت الحرب أن تحسم في صالح الإمام علي ،فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح. فرفع المصحف لحل خلاف سياسي،ومنذ ذلك اليوم حدث أول خلط بين الدين والسياسة،فرفع المصحف هو زج بالدين المقدس،في خلاف سياسي مدنس.

وبفضل هذه هي الحيلة انتصر معاوية وعمرو ابن العاص،على الخليفة الرابع علي اين أبي طالب ،حيث انقسم جيش الإمام علي إلى نصفين:نصف قبل التحكيم، ونصف رفض التحكيم،فماذا كان موقف إمام المتقين علي؟ قال قولته المأثورة:  « كلمة حق أريد بها باطل"،وفعلاً انتهت الخدعة بخروج  نصف جيشه عليه(سموا بعد ذلك بالخوارج)ومقتله، وانتصار خدعة رفع المصاحف على أسنة الرماح،وانتهت الخلافة الراشدة،وقامت الدولة الأموية.

لكن ما علاقة "الفتنة الكبرى"التي مرت منذ أكثر من 14 قرناً، بفتنة"28 نوفمبر"2014؟

 نفس الخدعة مع تغيير الزمان والمكان والأشخاص، الخلاف الان هو على كرسي الحكم،الإخوان يريدون انتزاع الحكم من الرئيس السيسي بأي طريقة وبأي ثمن،حتى ولو بإراقة دماء كل المصريين، التفجيرات كل يوم في كل ربوع مصر وسيناء،ولما وجدوا أن الحرب على الإرهاب أوشكت على الإنتهاء، وأن الجيش والشرطة أمسكا بزمام الأمور،وأن الرئيس السيسي بدأ مشروعاته التنموية العملاقةمثل مشروع قناة السويس وغيرها،وأنه الآن في جولة أوروبية لجذب الراسميل العالمية للإستثمار في مصر،ولتشجيع السياحة لتحسين الاقتصاد  المصري المنهار ولرفع حالة معيشة المواطن المصري وانتشاله من الفقر،ولما أيقنوا أن الجماعة أصبحت في خبر كان

وأنها في النزع الأخير قبل الموت،لجأوا لخدعة عمرو ابن العاص،فقرروا محاولة أخيرة يائسة وبائسة،عل وعسي، أن تنجح في تفريق شمل الجيش والشرطة بإعلانهم عن ثورة إسلامية يوم الجمعة القادم الموافق 28 نوفمبر، وسيرفعون فيها المصاحف،بل وسيرمون المصاحف على الأرض حتى يدوسها الخونة المأجورين بأرجلهم، لتصور "جزيرة"الإخوان القطرية، وتعلن أن الجيش والشرطة هم من فعلوا ذلك وأهانوا القرآن،ويجعلون من هذا الحدث"قميص عثمان"جديد،لتهييج الرأي العالم المصري والإسلامي والعالمي على النظام الجديد،ولكن هيهات أن تنطلي خدعتهم على أحد من المصريين،أم أنهم يريدون قتل 70 ألف مصري في فتنتهم هذه؟!

فالحذر  الحذر من فتنة الإخوان المسلمين التي يدعون لها ويستعدون على قدم وساق، فهم خوارج هذا العصر،وخاصة بعدما ثبتت عمالتهم للخارج،وعمالتهم لإيران الخمينية، ولحماس التي هي فرعهم المسلح في فلسطين ،وكذلك عمالتهم لقطر التي تمولهم لإراقة الدم المصري الغالي.

حيلتكم لم ولن تنطلي على الشعب المصري ولن نلبي ندائكم للفتنة بالتظاهر يوم 28 نوفمبر،ولن ننخدع بكم مرة  أخرى بلصق كلمة"إسلامية"على كل شيء للضحك على المواطن المصري البسيط،الجاهل والمجهل، الذي تضحكون عليه بشعاراتكم الشعائرية المضللة،ولن يستجيب لفتنتكم إلا  واحد من إثنين: إما خائن أو مأجور،أو ربما  الإثنين معاً،فموتوا بغيظكم،لقد سقطت ورقة التوت عنكم وعن مخططكم الإجرامي ومشروعكم الظلامي، وبانت عوراتكم،واعلموا أنكم  وإرهابكم ذاهبون إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليكم، لأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، لأنه كما قالت أم كلثوم"فات الميعاد".

تهنئة:
مبروك وألف مبروك لتونس البروقيبية لنجاح التجربة الديمقراطية فيها،بعد أن أعطت الضربة القاضية لـ"نهضة"الغنوشي ومشروعه الظلامي في الانتخايات التشريعية والرئاسية،وانتصرت الدولة المدنية العلمانية على الدولة الدينية الفاشية،ودائماً تونس ـ كما عودتنا ـ هي السباقة للحداثة والديمقراطية ولحقوق المرأة،وعقبال باقي الدول العربية لتتخلص من سرطان الإخوان ومشروعهم الإرهابي الظلامي.

Ashraff3@hotmail.fr