كتب – محرر الأقباط متحدون
يتوافق اليوم، الخميس، عيد نياحة القديس يوحنا ذهبي الفم، حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث ولد هذا القديس في عام 347 ميلادية، وتنيح في عام 407 ميلادية، وهو في المنفي.
ولد القديس يوحنا لأب كان قائدا في الجيش الروماني، وكانت له أخت توفت صغيرة في السن، وبدأ يدرس المحاماة وينبغ في تعلمها، وعاش هو وصديقه باسيليوس مع الله، وكرسا حياتهما له، وعندما عٌرض عليه الكهنوت رفض، وهرب، وتمت رسامة صديقه "باسيليوس".
وفي عام 381 عاد يوحنا إلى أنطاكية، فتلقفه أسقفها ورسمه شماسا على الرغم من معارضته، ثم رُسم كاهنا خلال انعقاد مجمع القسطنطينية المسكوني، ثم رسم أسقفا على القسطنطينية عام 397 ميلادية، حيث اهتم بالفقراء والمحتاجين، والأرامل.
من أهم كتاباته، مقالان دفاعيان عن الإيمان، أحدهما موجها للأمم، والآخر عن اتجاه نسكي، لأرملة شابة عن البتولية والزواج الوحيد والمجد الباطل، وتربية الأطفال، بالإضافة إلى ما يطلق عليه "عظات التماثيل"، وهي 21 عظه، ألقاها على مسامع شعب أنطاكية عندما وقعت أزمة بين شعب المدينة الإمبراطور، بسبب فرض الضرائب، فرفض شعب المدينة، وحطم تماثيل الإمبراطور فغضب الإمبراطور وأصدر أمرا بقتل شعب المدينة، فذهبوا إلى الكنيسة وكان القديس يعظهم طوال هذه الفترة.
تعرض القديس لأزمة أخرى مع الإمبراطورة "أفدوكسيا"، حينما فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة. شَكَت الأرملة أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن التناول، فأصدرت أمرا بنفيه، وشددت على الجند الموكلين بحراسته بعدم إعطائه الراحة في سفره، فكانوا يسرعون به من مكان إلى آخر حتى انتهى بهم السفر إلى بلدةٍ يقال لها كومانا، وهناك ساءت صحته وتنيّح عام 407 م.
من أشهر أقوال القديس: "أى نفع للمسيحى الذى لا يفيد غيره"، و"لا شئ يقسم الكنيسة إلا حب الرئاسات، ولا شئ يضايق الله مثل تمزيق وحدة الكنيسة"، و"إن غاب عنا عون الله لا نقدر أن نقاوم أتفه إغراء"، و"ليس للشيطان إن يهاجمك إلا عندما يراك قد نلت كرامة عظيمة وتكاسلت".