بقلم : مادلين نادر
نشكو كثيرًا من عدم تفعيل القوانيين فى بلدنا الحبيبة ، سواء فى حقوقنا فى العمل ، أو غيره من المجالات التى يكفلها لنا القانون ، و قد نصاب بخيبة أمل حينما نجد كل يوم مناقشة لقانون جديد ، و نُحدث أنفسنا قائلين : " زى غيره ، قانون لن يحترمه أو يطبقه أحد " ، و لكن بالرغم من قتامة هذه الصورة ، إلا أنه يبدو أن هذا الوضع من الممكن أن يتغير ، حتى و لو بعد سنوات عديدة ، و لكنه سيتغير .

و أعتقد أن ما حدث السبت الماضى فى الفيوم قد يكون بادرة ، حتى و إن كانت فى أمر يتعلق بظاهرة متعلقة بالعادات و التقاليد ، فتجريم ختان الإناث قانون سمعنا عنه ، و لكننا كنا دائماً ما نجد الظاهرة لا تزال موجودة ، ولكن أعتقد أن ما حدث مؤخراً فى الفيوم سيجعل  العديد من هذه الأسر تراجع نفسها قبل الإقدام ، أو حتى مجرد التفكير فى ختان بناتهم  ، و كذلك القائمين باجراء عمليات الختان ، سواء كانوا ممرضات أو غير متخصصين  ، أو حتى أطباء. فلقد قضت محكمة "أطسا" الابتدائية بمحافظة الفيوم السبت الماضى 15 مايو  بالسجن المشدد "سنة" لخمسة سيدات منهن " داية " ، و أربعة سيدات أخريات ، كانت " الداية "قد قامت بمزاولة مهنة طبيب بدون تصريح، بمساعدة باقى المتهمات ، و قاموا باجراء عملية ختان لطفلتين، وتسببوا في إصابتهما بنزيف حاد كاد أن يتسبب في وفاتهما.
 
يأتى هذا الحكم بالسجن المشدد حكمًا رادعًا ، لكل مَنْ يفكر فى القيام بهذه الجريمة البشعة فى حق أى طفلة ، فقد يكون السجن المشدد لمَنْ يقومون باجراء عمليات الختان ، و يتسببوا فى إيذاء الفتيات الصغيرات هو الحل