الراسل : كيرلس عبد الملاك شحاتة وبالرغم من أن الأم ولدت إبناً ذكراً. إلا أنها تصرفت بحكمة متناهية وبكل إيمان، بأن وضعت إبنها فى سَفط من البردى مطلى بالحمر والزفت، ووضعت السفَط على حافة النهر، وبدون سابق معرفة ومع مراقبة الأخت لأخيها، وصل السفَط لإبنة فرعون التى كانت تغتسل على جانب النهر. هكذا كان الله مع شعبه. يدبر لهم المنقذ من وسطهم، ما أعجبك يارب الجنود. أنك تتأنى لكنك لا تهمل أولادك. كبر الطفل فى بيت أبيه الحقيقى، وتشرب فيه التعاليم الإلهية وتسلم من أمه كل تاريخ آبائه، ثم جاءت به أمه إلى إبنة فرعون بعد فوات فترة الرضاعة، فصيرته لها إبناً ودعت إسمه موسى (المنتشل من الماء). كبر موسى أكثر فأكثر، دون أن ينسى تعاليم الطفولة، ولا نسى أمه أو أبيه أو أخته أو أخيه، هؤلاء الأشخاص الذين كانت صورهم محفورة فى عقله وقلبه. كان الشاب موسى قد تأثر بصفات المصريين الذين لم يكونوا قد عرفوا الله بعد، وهذا بسبب معاشرته لهم، كما يقول الكتاب المقدس "المعاشرات الرديئة تُفسد الأخلاق الجيدة"، ومن هذه الصفات الوثنية الفاسدة "العنف". وهذا العنف جعله يقتل الرجل المصرى حينما رآه يعتدى على رجل يهودى من شعبه، هذا المشهد المتكرر الذى طالما كان يراه دورياً ولم يحتمل مشاهدته. خرج فى اليوم الثانى .. وإذا رجلان يهوديان يتشاجران. فحاول حل المشاحنة إلا أن أحدهم بادره قائلاً : هل تفكر فى قتلى كما قتلت المصرى. وهنا وضحت الخطوة التالية فى حياة موسى،وهى هروبه إلى الصحراء من وجه فرعون مصر، لتتغير بذلك حياة موسى من الطابع السياسى المعقد إلى الطابع البدوى البسيط الهادئ، تائباً عن خطيته التى إقترفها فى بلاد العبودية، أربعين سنة ظل فيها موسى بالصحراء. وهذا هو بالضبط - من وجهة نظرى - ما حدث فى الأيام الأخيرة من قبل أقباط مصر المضطهدين فى بلادهم الجسدية، المتغربين فيها والتى سيتركونها عن قريب، ذاهبين منتقلين إلى بلادهم الروحية التى تسموا عن الأرض وما فيها. ومثلما أُنقذ "موسى" من الموت قتلاً على أيدى فرعون بطريقة عجيبة حينما كان طفلاً، بل ونفد من القتل على أيدى فرعون أيضاً حينما كان ذو الأربعين سنة، هكذا سيكون موسى الجديد محمياً بقوة الله القدير، لا يقدرعليه فرعون الذى هو الشيطان، ولا أى جندى من جنوده. تغرب موسى عن مصر لمدة أربعين سنة فى الصحراء، ولعل هذا يشير إلى أقباط المهجر الذين يرفعوا إسم المسيح على جباههم غير خائفين بالرغم من غربتهم عن بلادهم. جاء موسى فى شيخوخته (خائر القوى) إلى مصر لإنقاذها بقوة الله ودعوته، وموسى الجديد أيضاً سيأتى هكذا بقوة الإله الحى ودعوته إياه، دون إتكال على ذراع بشرى. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |