د. إيهاب العزازى
أبشع ما أفرزتة ثورات الربيع العربي هو الظهور المتصاعد لحركات التطرف والارهاب فى جميع البلدان التى تعرضت لموجة الثورات وتغيير أنظمة الحكم وما ترتب على ذلك من ظهور للأفكار الشاذة عن مجتمعاتنا العربية وتحولها لحركات تنشر الفكر المتطرف وتستقطب الشباب وغيرهم من المعارضين أو الرافضين للأوضاع الحالية وتطورت سياسات الجماعات المتطرفة لقنابل موقوتة تنشر الخراب والتدمير .

وهو ما يحدث فى مصر حاليآ من عمليات تكفير لمفهوم الدولة والممارسات السياسية ومقاطعة الانتخابات ومحاولة تعطيل حركة التنمية والتطور فى البلاد عن طريق العبوات الناسفة وإستهداف مؤسسات الدولة وحياة المدنين مما يعرض سلامة المجتمع للخطر والامن القومى وعمليات التنمية والتطوير للتهديد المستمر والأهم من ذلك خلق كتل بشرية متطرفة غير مؤمنة بمفهوم الدولة وأهمية المحافظة على تماسك ووحدة الوطن لذلك لابد من دراسة الظاهرة بشكل حقيقي وواقعى لحماية مستقبل الدولة المصرية ووضع إستراتيجية متكاملة لمكافحة التطرف والإرهاب فى مصر .

محاربة التطرف والإرهاب مسئولية وطنية للجميع ليست للحكومة فقط بل تحتاج تكاتف جهود الجميع بداية من الحكومة بوزراتها وهيئاتها مرورآ بالمجتمع المدنى والأحزاب والحركات السياسية وغيرها فإنقاذ الوطن من مستنقع التطرف والإرهاب مسئولية حقيقية وتحدى كبير يجب أن نتعاون لإخراجة للنور عن طريق ورش العمل وجلسات الحوار وإصدار التوصيات وتنفيذها لمجتمع أمن خالى من أى فكر متطرف يصنع قنابل موقوتة تهدد بنيان المجتمع المصري .

فى البداية يجب دراسة لماذا ظهرت هذة الافكار ونمت وتطورت لحركات ومن يمولها وكيفية إستقطابهم للشباب وصولا بنتيجة تحليلية متكاملة لأسباب ظهور هذة الظاهرة السلبية لكى نضع الحلول ونصل فى النهاية لتطبيق واقعى لإنقاذ المجتمع من خطر هذة الأفكار والحركات الهدامة المخربة وهنا يجب أن تضع الإستراتيجية عدة أهداف وحاور لها فى مقدمتها دراسة أسباب الظاهرة بالتعاون مع المتخصصين فى كافة المجالات لدراسة الأسباب وخلق حالة حوار مع بعض هؤلاء الشباب لدراسة كيفية إستقطابهم لوضع خطة محكمة واضحة لبداية تنفيذها لمكافحة الإرهاب والتطرف .

 هناك واجب وطنى على العديد من مؤسسات الدولة لبداية الإهتمام بدراسة هذة الظاهرة وفى مقدمتها الإعلام ودورة التعبوى فى نشر الفكر الوسطى والتحذير من خطورة الأفكار المتطرفة عن طريق جرعة مكثفة عبر المتخصصين فى العلوم الدينية والإجتماعية وكذلك هناك أدوار هامة جدآ منها وزارات الأوقاف لتعزيز منظومة القيم والتدين الوسطى  والشباب بتركيز الوزارة على قطاع الشباب من خلال إستقطابهم وتوظيف طاقاتهم وأفكارهم لبناء الدولة بدلآ من الوقوع فى براثن التطرف والإرهاب  والتعليم وهو الذى يصنع ويشكل تفكير وهوية أبناء مصر ويحصنهم من الوقوع فى مستنقع تلك الأفكار والجماعات التى تستغلهم لتحقيق طموحاتها السياسية وتستخدمهم كقنابل موقوتة تنفجر فى وجة المجتمع .

لذلك الدولة ومؤسساتها هى  المحرك الأساسى لهذة الإستراتيجية كلآ يعمل فى نطاقة عبر سياسات واضحة وتنفيذ واقعى لنصل فى النهاية لخطة كاملة تدعمها وتقودها الحكومة بوزاراتها المختلفة ويتدخل فيها فى مرحلة لاحقة المجتمع المدنى من أحزاب وحركات سياسية ومنظمات حقوقية لدعم سياسات الدولة فى مواجهة هذا الفكر المتطرف لنصل لحالة مجتمعية متكاملة لمحاربة هذا الخطر الكبير .

الدولة المصرية فى خطر والحلول الأمنية ليست كافية لمواجهة التطرف والإرهاب فيجب ألا ندفن رؤؤسنا فى الرمال ونواجة خطر حقيقي بشكل علمى بتكامل حكومى مجتمعى ولننزل للواقع ونحارب الخطر فمن يريد مستقبل هذا الوطن علية دعم عمليات التنمية والبناء فى الدولة بكل ما يملك من فكر وجهد لآن مصر المستقبل هى وطن للجميع يجب أن نحمية ونحافظ علية .

dreemstars@gmail.com