بقلم: جرجس بشرى
مَن يتابع ردود أفعال المُتشددين الإسلاميين بعد وقف إذاعة حلقات القمص زكريا بطرس على قناة الحياة، يُدرك مباشرة مدى روح الشماتة التي صاحبت وقف عرض حلقات برامجه.
وفي الحقيقة إنني مندهش ومذهول وأسأل نفسي دائمًا: لماذا يهاجم المتطرفون هذا الرجل ويهددونه، ويتناولونه دائمًا بالسباب والشتم، ويتهمونه دائمًا بالاتهامات الباطلة التي لا صحة لها ولا سند؟؟ "فهل الكذب والتشهير بالناس وتهديدهم من الإسلام؟!!

وأنني أرى أنه يجب على جميع شيوخ وشيخات المسلمين أن يكونوا على مستوى علم وبراعة القمص زكريا بطرس  في الأمور الدينية الإسلامية! ويتبحرون مثله في الدين ويبحثون في بطون الكتب ليظهروا للناس والعامة ما خفي منها بدلاً من أن يحتفظوا بها لأنفسهم أو يكتمونها عن الناس ويضنون بها على العامة.
ولن أكون متجاوزًا الحد إذا قلت أنه يجب على المسلمين أن يكرموا القمص زكريا بطرس بدلاً من أن يزدروه ويتناولونه دائمًا بالشتم ويتهربون منه وخاصة العلماء منهم.

فهل يجرم زكريا بطرس عندما يتناول حقائق موثقة في الكتب الإسلامية؟ وهل يخطئ عندما يطالب المسلمين أن يقرءوا في دينهم ويتبحرون فيه ويعملون عقولهم في النصوص الفقهية ويتدبرونها؟؟ أليس الإسلام يطالب دائمًا أتباعه بإعمال العقل والتدبر "أفلا يعقلون"؟!

والتاريخ الإسلامي نفسه والعالمي أيضًا سيشهد مستقبلاً بأن القمص زكريا بطرس هو أول مَن أحدث زلزالاً مدويًا في أركان العقلية العربية، ودفعها لإعمال العقل والحكم على الأمور بعقلانية وبكل تروى وإنصاف.

أما عن أولئك الذين يتمنون في أعماقهم وقف حلقات القمص زكريا بطرس، فأقول لهم: بدلاً من أن تزدروا الرجل وتهينوه كان أجدر بكم أن تكرموه!
ولقد انتابتني فرحة عارمة مؤخرًا عندما علمت من خلال موقع القمص زكريا بطرس بأنه في طريقه لتأسيس فضائية جديدة تصل خدمتها إلى كل أنحاء العالم.