أبونا فيلوباتير جميل
كثر الحديث في الأيام الاخيرة عن مذبحة ماسبيرو وبخاصة بعد وصول احد اهم أعضاء المجلس العسكري وقت المذبحة الى منصب الرئيس ... وهناك محاولات واضحة لتحويل مسار الموضوع الى افتعال شرخ في العلاقة بين الكنيسة والشباب القبطي حول هذه المذبحة .... وتنوعت الوسائل ولا أنكر ان هناك مشاركة من القيادة الكنسية في ذلك بعد امتناع اي من أعضاء المجمع المقدس عن حضور قداس الذكرى السنوية للشهداء !!!! وهوالامر الذي حدث لأول مرة وعليه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب ؟؟؟!!!
ثم تبع ذلك تصدير عناوين صحفية وتحريف بعض تصريحات عن هذه المذبحة الانسانية من القيادات الكنسية !!! ومن الواضح جدا نجاح من قاموا بارتكاب هذه الجريمة ضد الانسانية في صرف نظر الاعلام عنهم بمحاولة استدراجنا لقضايا فرعية منها مثلا محاولة ادعاءات باطلة حول المتاجرة بدماء الشهداء وكذا محاولة لصق التهمة بالكاهن الداعي للمسيرة وهو كاتب هذه السطور وانه لم يستشير قيادة الكنيسة وخالف أوامر البابا شنودة فغضب عليه وتسبب في المذبحة !!!! ومنها مثلا محاولة الزج بالقيادة الكنسية الحالية وإحراجها ونسب عناوين محرّفة لتصريحات صحفية ....
وكذا محاولة بعض من الاباء الاساقفة لتمييع القضية اعلاميا تحت عنوان خلونا ننسى ما هو وراء وتمتد الى ما هو قدام .... وكذا حديث تليفزيوني لنيافة الانبا بولا يقول فيه ان المسئولية عن هذه المذبحة يمكن ان تكشف عن اخطاء هنا وهناك في إشارة من نيافته انه يمكن ان ينسب اخطاء في الجانب القبطي !!!! كل هذه الامور وغيرها دفعتني قارئي الحبيب لأخرج عن صمتي الذي طال لأخرج ما في قلبي من شهادة قدمتها في أوراق رسمية اثناء التحقيقات التي انتهت الى عدم تقديم اي ادانة لأي من القيادات القبطية التي دعت وشاركت في المسيرة ...
١- المسئول عن هذه المذبحة ومرتكبها والمخطط لها هو المجلس العسكري السابق بكل أعضاؤه - بما فيهم الرئيس الحالي للبلاد - الذي يتحمل مسئولية اخرى الان بكونه الشخص الوحيد الذي يستطيع فتح ملفات التحقيق مع هذه القيادات - ان أراد - وهؤلاء القيادات مازالت عن قيد الحياة ومازالت دماء الشهداء تصرخ من اجل المطالبة بالانتقام منهم ... ومهما سخروا اْبواق إعلامية لنشر اكاذيب هنا او هناك فالحق واضح .
٢- الكنيسة القبطية وقياداتها لا علاقة لها بالمسيرة التي خرجت للمطالبة بإعادة بناة كنيسة المريناب وعزل محافظ أسوان الذي كان وقتها من خلفية عسكرية !!! فلم يحدث على الإطلاق اي تنسيق مع مثلث الرحمات سواء بمباركة الخروج في المسيرة او منعها !!! فلم تحدث المذبحة بسبب عدم رضا البابا شنودة عنها كما يحاول بعض المغيبين تصوير الامر لمحاولة الصاق السبب في الكاهن الداعي للمسيرة !!!
٣- القيادة الكنسية الحالية ممثلة في قداسة البابا تواضروس لا علاقة لقداسته بالمطالبة باي حقوق او تقديم اي تنازلات فالحق حق دم وولي الدم هو اسر الشهداء والمصابين وهم - وهم فقط - من لهم الحق في الامر ... لذلك اتعجب جدا من محاولة الزج بالكنيسة لتصدير تصريحات هنا او هناك ... وهو نفس ما حدث بعد المذبحة من تصدر قيادات كنسية للمشهد ومقابلتها لقيادات عسكرية من اجل إيجاد مخرج لهم من هذه المشكلة !!!
٤- اتعجب جدا من خروج بيانات ادانة وشجب وتعاطف من قيادات كنسية في حالة عمليات ارهابية ضد جنودنا في الجيش والشرطة الأبطال .... ولا اجد نفس البيانات وبنفس القوة للتنديد بشهداء اقباط في ليبيا مثلا او في اي مكان اخر وهو امر يثير الحيرة !!! أين كلمة الحق في افواههم وأين المواقف فهم بذلك يسطرون منهجا يفرق بين دماء الشهداء هنا وهناك !!! فلن أنسى مواقف هؤلاء من شهيدة الحجاب وغيرها ... أين هذه المواقف القوية من الشهيدة كاترين وأسرتها ....
٥- ايضا من محاولات تمييع القضية هي محاولة الحديث حول فكرة التظاهر نفسها وأنها ليست من اسلوبنا او منهجنا وينسى هؤلاء مظاهرات كثيرة خرجت قبل ماسبيرو وبعدها مثل مظاهرات جريدة النبأ ومظاهرات وفاء قسطنطين وبعدها مظاهرات ٣٠ يونيو !!!! فهل المبادئ تتغير بتغير الظروف ؟! وبتغير الشخصيات ... وينسى البعض السبب الرئيسي لهذه المسيرة وهو ليس سبب سياسي ولكن كانت للتعبير عن الغضب من هدم كنيسة أسوان ومعاقبة محافظها !!!
٦- لن تفلح محاولات القتلة في الهرب بجريمتهم فمثل هذه النوعية من القضايا لا تسقط بالتقادم حتى وان مر الزمان ونالوا اكبر الأوسمة وتقلدوا اكبر المناصب ستظل دماء الشهداء تطاردهم ومذبحة الأرمن خير شاهد على ذلك .... فان كان هنا على الارض قد وجدوا ضالتهم في شخصيات باعت دم الشهداء من اجل علاقات مع مسئول هنا او هناك فالسماء تنظر وترى وتستجيب .... فان كان هيرودس قد تخلص من المعمدان وقطع رقبته الا ان صرخته المدوية لا يحل لك !!!! ستظل تؤرق مضجع كل المتهاونين في حق دماء الشهداء فلا تنتظروا الفتات الساقط من مائدتهم ولا تقبلوا بالقليل فنحن أبناء وليس عبيد او كلاب ..