CET 00:00:00 - 29/05/2010

مع القراء

الراسل: أيمن عريان
كان الليل قد أقبل علىّ وأنا فى هذا الدير العامر، الذى يتميز بين أديرتنا القبطية الأرثوذكسية، بأنه دير منظم ويكثر به الرهبان القديسين - كما أنه أفرز كثيرآ من الأساقفة المباركين والمتميزين.

كنت أتنقل كعادتى بين الرهبان المباركين، كالنحلة التى تجول بين الزهور الكثيرة لتلتقط رحيقها فتنتج عسلها الدسم، وكالعادة فمخرجاتى من زياراتى وأسفارى الكثيرة بين هؤلاء القديسين ...ما هى ألا سيرهم المعزية، ومواهب وبركات الروح القدس، والتى تحتاج إلى سنين طويلة لأخراجها إلى النور.
اصطحبنى أحد الرهبان المباركين إلى راهب آخر، وقال ستستفيد كثيرًا منه، فلديه رصيد كبير من تعاملات الله ومعجزاته، تقابلنا وتعانقنا، وامتد لقاءنا إلى وقت كبير..تكلمنا فيه عن يد الله وسط شعبه، والقديسين الذين لا نسمع عنهم ، وكان قد تحدث إلىّ عن راهب قديس يُدعى "مرقس بن فاطمة".

قال لى الراهب ..يا عزيزى أريد ان أقص عليك أمر "مرقس بن فاطمة ". تعجبت من هذا اللقب (بن فاطمة)، الذى لا يتمشى مع اسم الراهب ... فقال اسمع الحكاية وستكتشف الأمر وسيزول تعجبك.

+ قال: كان العمال يشتغلون كالعادة بعزبة الدير، وبينما يقلمون الأرض الزراعية.. فوجئوا بيد تخرج من تحت التراب، فانزعجوا ونادوا الأب المسئول..وظلوا بكل حرص يزيلون التراب حتى ظهر جسد كامل ملفوف فى سترة بيضاء، كان مدفونًا فى هذا المكان.

وكانت هناك سيرة مكتوبة عن مختصر حياته، وترجع تاريخها إلى مائة وخمسين عامآ ..منذ نياحته، ومكتوب فيها أنه قد تعمد فى كبره وترهبن، وكان الرهبان ينادونه .."مرقس بن فاطمة"..ولا يُعرف عنه الكثير سوى هذه العلامة الحية والشهادة الإلهية القوية، أن جسده ظل دون فساد طيلة مائة وخمسون عامآ كشهادة للأجيال القادمة.

وبسرعة حمل الرهبان والعمال الجثمان الطاهر إلى الدير، فى تكتم وسرية شديدة، حتى لا يهجم عليهم مسئولو هيئة الأثار..وكنت أنا (والكلام للراهب الذى حدثنى) قد أمرت العمال بوضعه فى المخزن الذى أُشرف عليه، وقد وضعته فوق منضدة كبيرة، ورأيته وتعزيت به، وفحصته كاملاً وكأنه نائم أمامى للتو واللحظة..

ثم لفناه فى تونية جميلة، ووضعناه بالطافوس فى هدوء شديد، بعد أن مجدنا الله فى قديسيه.

وحكى كثيرًا عن اختبارات ومعجزات روحية أخرى، وإذ به ينتبه لصوت جرس التسبحة..فأنتفض منزعجآ وقال: يا أيمن لقد جلسنا كثيرًا تجاوزنا الأربع ساعات ونحن لا ندرى بالوقت.. لقد كنا بالفعل فى سبي روحى، واندهاش من يد إلهنا وتكريمه لاولاده القديسين..مبارك اسمك يا رب.

+ لولا هذه الجلسة ما كنت عرفت أحد الإختبارات القوية المخفية عنا، ولا كنتم أنتم أيها السادة قد علمتم بهذا.
وإلى لقاء آخر وتعزية أخرى من بطون الأديرة المقدسة،،

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع