بقلم: إيليــــا عدلي
قال السيد المسيح في الكتاب المقدس "في العالم سيكون لكم ضيق،لكن ثقوا، أنا قد غلبتُ العالم" يوحنا( 16: 33) ..من يقرأ هذه الآية من الأقباط السلبيين يتخذونها مسكناً لضمائرهم نحو عدم تأدية واجبهم السياسي نحو انفسهم واولادهم ويعتبرون ان المطالبة بالحقوق السياسية ضد التواضع والمحبة والسكينة، نعم سيكون هناك لنا ضيق في العالم ولكن اسأل السلبيين لماذا تلطمون الخدود عندما تشاهدوا غولاً أو وحشاً يغتصب حق الاقباط بدم بارد دون الخوف من راد او رادع لأن المغتصب يعلم بوجود هذا الكم الكبير من الاقباط السلبيين..
هل الكتاب المقدس علمنا الخنوع السياسي ..بالطبع لا مطلقاً بل على العكس فالقديس بولس الرسول بالرغم من قمة انشغالاته الروحية لم ينسى ابداً حقوقه السياسية واستخدم حقه السياسي في رفع دعواه الى قيصر (أع 11:25)..وليس ذلك لخوفه من الموت ولكن ليثبت ان التسامح في المسيحية ليس ضعفاً ولكنه تسامح عن قوة بعد توضيح الظلم وفضحه "فقال بولس انا واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي ان احاكم.انا لم اظلم اليهود بشيء كما تعلم انت ايضا جيدا لاني ان كنت آثما او صنعت شيئا يستحق الموت فلست استعفي من الموت.ولكن ان لم يكن شي مما يشتكي علي به هؤلاء فليس احد يستطيع ان يسلمني لهم.الى قيصر انا رافع دعواي"
وتذكرت موقف القديس بولس عندما صرخت السيدة العظيمة جورجيت قليني في مجلس الشعب ضد الظلم وقالت لا بصوت عال جعل السلبيين يتوقفون عن لطم الخدود والنظر اليها في اعجاب واستغراب، ومنذ هذه اللحظة تراجع المستهزئين بتسامح المسيحية ونظروا الى هذا التسامح باحترام لأنه تسامح صحي وليس خنوع مريض، وهذا ايضاً ذكرني برضوخ فستوس لمطالبة بولس بحقوقه واجابه "إلى قيصر رفعت دعواك.إلى قيصر تذهب!".
لو كانت سيدة قبطية واحدة فعلت ذلك وبكل قوة انما هي ليست قوتها هي ولكنها قوة الحق والعدل والمنطق، وماذا لو كان هناك عشرة او عشرين جورجيت قليني في مجالسنا النيابية؟؟!! لن يكون هذا الا لو تخلى السلبيين عن خنوعهم السياسي المريض وذهبوا الى صناديق الانتخابات وادوا واجبهم نحو ابناءهم واحفادهم ووطنهم، والسيد المسيح قدوة لنا في الوطنية حيث أنه دعي ناصرياً نسبة لوطنه الناصرة..ولنفعل ما علينا مهما كان الوضع.
أمامنا انتخابات الشورى والشعب لنتخلى عن أي سلبية ونقرر ونختار من يستطيع أن يخدم مصر بحسن التشريع، ويخدم شعب مصر بالدفاع عن حقوقهم سواء كان مرشحاً قبطياً أو مسلماً.