CET 00:00:00 - 09/01/2015

كلمه ورد غطاها

بقلم : ماجد سمير 

رن المنبة الخاص بتليفوني المحمول في السابعة والنصف صباحا كما يفعها يوميا لإيقاظي حتى أبدأ يومي المليىء بالعمل والكتابة لمدة 14 ساعة يوميا على الأقل، وأعلن منبة الموبايل أن درجة الحرارة 8 مئوية، ولأول مرة تضاف  خدمة  جديدة مؤكدة لي اني سأشعر بأن درجة الحرارة 3 مئوية فقط، انكمشت وأكثرت من التفافي داخل البطانية وأضفت فوقها اللحاف مع تسرب رعشة داخل بدني رجته كمن أصابه زلزال مفاجئ .
 
هجمة البرد والصقيع غزت كل شىء وأصابته بالضبابية والتجمد الشديد فبابت حالة الكتابة متسقة تماما مع الجو شديدة الصعوبة وربما تكون مستعصية تماما كحالة من الولادة تنتظر الطلق بفارغ الصبر وأحيانا كثيرة لايأتي تتحايل عليه فيهرب منك ويخرج لك لسانه، الكتابة تتشابه مع الزئبق كلاهما يهرب سريعا ولا تستطيع الإمساك به مجرد ظهور أي عائق يمنعك من ممارسة الكتابة واستمرارية انسيابها ولو للحظة أو طرفة عين، ستجد كل شىء يهرب وفجأة لن تجد الطلق وتكتشف بسرعة كبيرة أن الحمل كاذبا تماما ككل شىء في حياتنا .
 
أتذكر أنه في يوم ما منذ ثلاث سنوات أصابني الأرق على فكرة كتاية جزء من المجموعة القصصية التي بدأت كتابة ثلاثة قصص منها كانت الساعة الخامسة صباحا وبدأت الكتابة تنساب بسرعة غير عادية القلم يكتب على الورق بشكل رائع، الكتابة قبيل ساعات الفجر رائعة أعرف مزاياها جيدا كتبي الأربعة كلها تقريبا كتبيها في نفس الوقت شديد الإبداع بالنسبة لي.
 
فجأة رن الموبايل صديقتي في العمل رأتني اون لاين على شات فيس بوك وطلبت مني خلالها مكالمتها الحضور مبكرا اليوم الأربعاء السابق لعيد القيامة واني كبقية الرجال لا أشعر بمجهود السيدات في المنزال خاصة في فترة الأعياد، مكيلة كل الاتهامات الخاصة بتعرض المرأة للظلم من قبل الرجال.
 
والنتيجة كانت هروب الفكرة والقصة وبالرغم مرور ثلاث سنوات على الواقعة لم أنجح في كتابة سطر واحد في القصة حتى الآن، هربت كل السطور والكلمات المعبرة عن القصة والغريب أنها واضحة المعالم ومتكاملة تماما في عقلي لكن أفشل دائما في أخراجها للواقع لأستكمال مجموعة القصصية.
 
عاد المنبة للرن مرة أخرى يستحسني على القيام والذهاب للعمل الوضع خارج الغطاء شديد البرودة بعد أن أغلقت كل طرق وصول لالهواء لجسمي الملفوف في بطانية ولحاف فضلا عن ارتدائي "لكلسون صعيدي" وبلوفر برقية ظرافة تحت البيجاما الصوف ، انطلقت متجها للحمام وكانت أولى المفاجآت أنبوبة البوتوجاز فارغة وعلي التعامل مع المياة القريبة جدا من درجة حرارة التجمد وما أن لمس طرف أصبعي "الخنصر" المياة الا وصرخت وعدت مرة أخرى مسرعا للإختباء تحت الغطاء  وأغلقت الموبايل محاولا النوم والأعتذار عن العمل اليوم وقبل أن تذهب عيني في النوم رن المنية مرة أخري وضحكت زورجتي النشيطة المنطلقة في توضيب المنزل رغم برودة الجو وقالت : حبيبي المنبة بيضرب حتى لو الموبايل مقفول ..مش انت عليك كتابة االنهاردة  أجبت عليها من تحت الغطاء : أيوة النهاردة عندي "حالة ولادة متعثرة ".
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق