- مصادر أمنية: المتَّهم في حادث "الإسكندرية" في العقد الثالث من عمره، و"أبو سعده": يجب تعقُّب الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة
- "المواطنة وحقوق الانسان".. كتاب يقدِّم دراسة قانونية سياسية اجتماعية ثقافية
- د. "عمار": كان للعولمة دور كبير في تعزيز دور الأديان في الحياة الإنسانية
- د. "عبد الفتاح": دور المثقَّف قد تراجع في ظل تنامي دور رجال الدين
- الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الدكتور عبد الحميد يونس رائد الادب الشعبى
دمج مادتي الدين معًا هل سيساعد على تطبيق المواطنة؟
دكتور "كمال مغيث": المناهج التعليمية تشيع العنف والتطرف والإزدراء بالآخر
دكتور "قدرى حفني": النظام التعليمي يجعل الطفل المسلم ليه صورة غير واضحة بل وسلبية عن الدين المسيحي الذى لا يعلم عنه شيئًا.
رافضون لفكرة دمج المناهج الدينية: دمج المناهج لن يجدي شيئًا لأن العبرة بالمدرس
تحقيق : ميرفت عياد - خاص الاقباط متحدون
اقترح "نبيل لوقا بباوي" دمج مادتي التربية الإسلامية والمسيحية فى منهج واحد يُدرّس للطلاب جميعًا، ويركّز على إعلاء قيم الأخلاق، والتسامح، وحقوق المواطنة، بينما صرح الدكتور "علي جمعة"، مفتي الجمهورية بضرورة تطوير المناهج الدينية، كي تتوائم مع متغيرات العصر.
هذا وقد أرجع وزير التربية والتعليم قرار المراجعة، إلى وجود عبارات في مناهج التربية الإسلامية فسّرها البعض بأنها تحرض على العنف، وهو بعيد عن سماحة الإسلام.
ويأتى هذا الجدل فى اطار إحياء مشروع تدريس مادة الأخلاق، كبديل لمادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية، الذي تم رفضه من قبل الرأي العام ونواب الشعب في عهد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور "حسين كامل بهاء الدين"، بعد عام من تدريس هذه المادة في المرحلة الإبتدائية.
ولأهمية هذا الموضوع قام موقع الأقباط متحدون بإستطلاع آراء الناس فى الشارع المصرى، والذين انقسموا إلى فريقين بين مؤيد ومعارض، لكل منهم وجهة نظره.
دمج المادتين يعمق الوحدة الوطنية
أجمع المؤيدون لدمج مادتى التربية الدينية المسيحية والإسلامية، على أنه يجب دمج المادتين فى كتاب واحد، ومنهج واحد تحت اسم التربية الدينية، على أن يشمل هذا المنهج آيات تؤيد التسامح وقبول الآخر من الديانتين، وهذا من شأنه أن يعرّف كل طفل بدين الآخر، ومن هنا تزول الفجوة والغربة، و العداء بين الأطفال، وهذا من شانه ايضًا أن يعمق الوحدة الوطنية، معربين عن مدى إحتياجنا فى هذه الأيام إلى كتاب مشترك تجتمع فيه القيم المشتركة للأديان، بحيث يضطلع الطفل المسلم والمسيحى على القيم المشتركة فى الديانتين، دون أن نترك ذلك لمصادر أخرى قد تشعل الفتن، وتعمل على تشويه صورة كل دين أمام معتنق الدين الآخر.
ندوات بالمدارس لإعلاء قيم المواطنة
أما الفريق الذى رفض فكرة دمج مادتى الدين الإسلامى والمسيحى فيؤكد على أن الدمج لا يجوز، لأن هناك اختلاف فى العقيدتين، كما يطالب بزيادة حصص الدين، لأن حصتين فقط فى الأسبوع لا تكفيان لتلقين الطلبة أمور دينهم، خاصةً فى ظل التفكك الأسري، بسبب سعى الأب و الأم وراء لقمة العيش، كما أن حصص الدين الإسلامى مسندة إلى مدرس اللغة العربية، وحصص الدين المسيحي مسندة لأى مدرس مسيحى، وهنا ينتفى التخصص، وبالتالى ينتفى التلقين الجيد و السليم لأمور الدين، حيث أن كل مدرس يدرّسه من منظوره الخاص، الذى قد يشوبه تعصب أو رفض للآخر. كما يطالب هذا الفريق أيضًا أن يدخل الدين فى المجموع حتى يهتم به الطلبة، لأن الإنحراف الأخلاقى والإجتماعى الذى نعانى منه فى مجتمعنا المصري، يأتى بسبب عدم الإهتمام بالدين، كما يجب أن يقوم علماء معتدلين من الأزهر والكنيسية بتدريس مادتى الدين فى المدارس، حتى يتم هذا بشكل صحيح.
وأكد الرافضون لفكرة الدمج أن هذه الفكرة لن تجدى شيئًا، لأن العبرة بالمدرس، الذى يجب أن يكون غير متعصب، ومتمكن من مادته، مقترحين أن يتم عقد ندوات، وحلقات نقاشية للطلبة بعد الإنتهاء من اليوم الدراسى، أو فى الأجازات لتوعيتهم بقيم التسامح، والتعايش السلمي مع الآخر، والمواطنة.
الخطاب الدينى مهيمن على المناهج التعليمية
من جانبه رفض دكتور "كمال مغيث"، الباحث والخبير بالمركز القومى للبحوث التربوية، فكرة دمج مادتى الدين الإسلامي والمسيحى فى منهج واحد، لأنه لا يوجد لدينا المدرس المحايد الذى يستطيع تدريس مبادئ الديانتين بحيادية، مطالبًا أن يستبعد من جميع المواد الدراسية كل ما يدعو إلى التطرف أو التعصب أوالعنف، خاصة أن الخطاب الدينى أصبح هو المهيمن على الشارع المصرى، وبالتالى فهو المهيمن أيضًا على المناهج التعليمية، التى باتت تشيع العنف والتطرف، وخاصة كتب اللغة العربية، والتربية الإسلامية التى تحث الأطفال على إزدراء الأديان منذ الصغر،
وأكد "مغيث" أن المناهج قد اختفت منها أفكار حقوق الإنسان والمواطنة، لذلك يجب أن تلجأ وزارة التربية والتعليم إلى المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية لمراجعة النصوص الدينية، للتاكيد على الفكر المتوازن الذى يدعم قيم التعايش مع الآخر، والمواطنة، كما يجب اعداد دورات تدريبية للمدرسين لتأهيلهم وتدريبهم على المناهج التى يتم إعدادها بدقة، بحيث لا تتضمن أى مادة دينية جرعة زائدة تفسد عقيدة الدين الآخر، أو تنفر منه، أو تزدرى به.
القيم الأخلاقية المشتركة فى الأديان
وفى ذات السياق أعرب الدكتور "قدرى حفنى" أستاذ الإجتماع، وأحد أعضاء لجنة القيم، التى أصدرت تقريرًا ينتقد تطرف المناهج الدراسية، عن رفضه لفكرة دمج مادتى الدين الإسلامى و المسيحى فى منهج واحد، واقترح منهج جديد يتم تدريسه بجانب منهج الدين، وهذا المنهج يتحدث عن المواطنة، والقيم الأخلاقية المشتركة فى الأديان، بحيث يتم تجميع آيات من القرآن والإنجيل تحث على القيم والأخلاق المشتركة، مثل الصدق، والأمانة، وإدانة الرشوة والكذب، مشيرًا إلى أن هذا المنهج سوف يوضح أن الديانتين المسيحية والإسلامية مختلفتين فى العقيدة، ولكنهما يؤكدان على نفس القيم، ومن هنا يتضح للطفل المسلم والمسيحي، أنه يجب عليهم الإلتزام بالقيم الأخلاقية حتى يتصفا بالتدين والخلق، خاصة فى ظل نظام تعليمى يجعل الطفل المسلم لديه صورة غير واضحة، بل وسلبية عن الدين المسيحى الذى لا يعلم عنه شيئًا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :