الأقباط متحدون | عندما نقول " لأ"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٥٢ | الاثنين ٣١ مايو ٢٠١٠ | ٢٣ بشنس ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٣٩ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عندما نقول " لأ"

الاثنين ٣١ مايو ٢٠١٠ - ٢٧: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أيمن عبد الرسول
المجد للشيطان معبود الرياح .. من قال لا في وجه في قالوا نعم .. من قال لا فلم يمت .. وظل روحًا عبقرية الألم .. أمل دنقل شاعر مصري صعيدي في قصيدته الرائعة كلمات سبارتكوس الأخيرة، ما أجمل كلمة "لأ" عندما تملك الحق في أن تقول "نعم" فترفض وتختار فلا تختار . وتكون حرًا فلا يستعبدك شيء، وتتعلم أننا في أحيانًا كثيرة نخسر أكثر عندما نقول "نعم" رغم أنه كان بإمكاننا أن نقولها "لأ" و "لأ" بالهمز أقوي، وأكثر حسمًا، ولا تحتمل التأويل، رغم أن لا "ناهية" قاطعة، فإنها قد لا تعني بشكل مباشر الدفاع عن الموقف بيقين الواثق من رفضه للعرض .. هل جربت .. عامة .. أن تقوم "لأ" في وجه من قالوا نعم ؟!

لكن .. وآه من لكن هذه ، التي تعني الاستدراك .. بعدما كنت ارتكنت إلي حائط الاستقرار ، لكن متي تقول لأ .. ومتي تقول نعم ، ومتي تقول ستبقي الأمور محل نظر؟!
هذا هو السؤال الخطر .. فما بين "لا" و "نعم" مئات الاحتمالات التي تحتمل احتمال التحمل للنتيجة، وحسابات لابد من إجرائها بسرعة البرق .. لأ .. البرق أصبح أبطأ بسرعة "الفيمتو ثانية" وأكبر خطاياك أن تقول "لا" في وقت لا يحتمل إلا الإجابة بنعم .. والعكس ليس صحيحًا دائمًا !!

عزيزي قارئ هذه السطور تعالي نفكر بصوت عال .. ونحاول الاسترسال رغم مساحة المقال ، لنتفهم متي تكون "لأ" عيبًا ، ومتي تكون الـ"نعم" خطيئة لعلنا نثق في أننا لا نملك دومًا حرية العيب، ولا ترف الخطيئة .. سأحاول عن نفسي، وأنا لا أملك إلا نفسي وقلمي معي .. أنا أقول "لا" عندما تكون كل الطرق تؤدي إلي "نعم" حتي إذا قلت "نعم" لا أندم فلكم ندمت علي "لاءات" كثيرة ، لكنني يومًا لم أندم علي قول "نعم"!

"نعم" أحاول دائمًا التجاوز والتسامح وممارسة فعل المحبة ، "نعم" لا تساعدني الظروف علي تخطي إنسانيتي وطبيعتي المجبولة علي الرضوخ لقسوة الحياة، لكن "لأ" لم أخضع يومًا لابتزاز المساومة، حاولت الحسم كثيرًا ، لكن الميوعة والالتباس، والأقنعة غلبتني أكثر، فهل آن أوان الاعتراف بأن كلمة "لأ" كانت أجدي نفعًا – في أوقاتٍ كثيرة - من كلمة "نعم"!

لأ .. وبصوت عال لأسلمة مجتمعنا المصري المدني السائر في طريق التقدم .. لأ للتراجع عن مكاسب الديمقراطية حتى وإن انتظرنا نضوج الشعب، وتحملنا أخطاءه في المراهقة الديمقراطية، لأ لكل محاولة لكبت الحريات .. والاعتداء علي حقوق الإنسان في مجتمع يحاول نسيان إنسانيته، لأ لدعاة الفتنة بين شعب مصر داخليًا وخارجيًا .. لأ .. وبصوت أعلي وفعل أشد للعنف الغالب علي شعبنا المغلوب علي غلبه والمرهون علي حريته .. لأ .. للقهر والفقر . وركز لي علي الفقر والجهل .. والجهل أشد عداوة من الفقر للحرية .. واللعب بعقول الناس في بلدي، الناس الذين كلما حاولت الهرب منهم حاصروك بمحبتهم، أو حتي بسوء فهم خلقه في أذهانهم المغرضون .. فإن سألوك وعرفوك أحبوك .. ولم يجلدوك لأنك منهم وكلنا مذنبون، كلنا ضحايا لكن عندما نقرر إعلان "نعم" ستبحث كثيرًا عن شيء ذي قيمة يمنحك حق المقاومة، ويريحك من عناء الاختيار بين خيارين، كليهما "مر" و "علقم" لأ أغني وأشمل وأعم .. عندما تقولها تشعر بأنك استعدت تكوين العالم بالمخالفة، وأن بطل كل أساطيرنا ليس سوي حبة سوداء في فنجان البن الذي انتهي لذا وجب الوقوف عند الحد اللازم ، لإعداد فنجان بن آخر .. وسؤال بريء لماذا توافق يعني تقول لي "نعم" بعد كل هذه اللاءات التي أعلنتها أرجوك .. قل لي لأ .. احترمك أكثر !!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :