د. باسمة موسى
يحتفل به فى الاحد الثالث من شهر يناير من كل عام
وسط موجات من التغيير المناخى والطقس السيئ الذى يجتاح بعض مناطق العالم والتعصبات المذهبية التى تصل إلى العنف أحيانا وموجات غلاء المعيشة الموجودة ببعض مناطق العالم ومطالبة الفقراء لأغنياء الأرض أن تستمع لأنينها فى الليالى والأسحار بالترفق بهم وإيجاد حلول عملية للحد من الهوة السحيقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش، حيث يُعد الآن الفقر من أكثر المشكلات التى تُواجه العالم يأتى بعدها التعصب الدينى بكل صوره والذى يودى بحياة الكثير من البشر.                                                                                        
 
بدأ الاحتفال بهذا اليوم فى الخامس عشر من يناير 1950 في عدة مدن في الولايات المتحدة الأمريكية. كان الهدف من هذا اليوم هو التنسيق والتحاور والتواصل بين أصحاب الأديان فيما فيه من قيم وأخلاقيات مشتركة بين الأديان و لفت الانتباه إلى المبادئ الروحية والتعايش والوئام من مختلف الديانات والتأكيد على أن الدين هو القوة الدافعة للوحدة فى العالم وليس العكس لأن أساس الأديان واحد

وباعتبار أن الدين يجب أن يكون سببا للمودة والاتفاق لا سببا للتعصب والفرقة، والدين مساند قوى لتوحيد البشرية لأنه رسالة سلام ويحمل النوايا الحسنة للإنسان من الله. كان ايمانهم ان الدين هو أعظم من كل الانظمة الموجودة فى العالم باعتباره دستورا إلهيا معصوما. وانتهى اول يوم باتفاق الجميع على وضع آليات للعمل المشترك من اجل خدمة شعوبهم. .

ونضجت الفكرة بعد ذلك وانتشرت لتشمل معظم الولايات الأمريكية ثم بعد سنوات انتقلت الفكرة إلى النطاق العالمى والآن تحتفل به سنويا دول عديدة بإقامة ندوات ومؤتمرات وورش عمل يلتقى فيها أتباع الأديان ويستمعون لبعضهم البعض بكل ترحاب والذى انعكس إيجابيا على مجتمعاتهم فى حل بعض المشكلات التى طرأت عليهم, مما حذا بحكومة سريلانكا إلى إصدار طابع بريد تذكارى فى الاحتفال بهذا اليوم.عام 1985 إيمانا منها بدور هذا اليوم فى التوفيق بين اتباع الأديان بها، وفى عام 1999 أصدرت سنغافورة طابع بريد آخر للحوار بين الأديان، وفى عام 2007 أصدرت الكونغو طابع بريد آخر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للأديان.                                             

وكان لى شرف حضور أحد هذا المؤتمرات برعاية المحفل الروحانى المركزى للبهائيين بأحد الدول الافريقية منذ عدة سنوات وحضر مندوبون عن الأديان الرئيسية بهذه الدولة وهى أكثر من ثمانية أديان وحضر مسئولون من حكومتها والعديد من العاملين بمنظمات المجتمع المدنى لتنسيق جهودهم بالتعاون مع الأجهزة الحكومية فى خدمة مجتمعهم، فى البداية قام الاطفال بقراءة أيات من هذه الاديان

ثم قدم الشباب البهائى عرض مسرحى عن خطورة إدمان المخدرات وعن دور العائلة فى التقارب مع أفرادها ثم فى النهاية تحدث كل مندوب عن ديانته وما تحمله من قيم مجتمعية لكل بنى البشر وقرأ كل منهم  فقرة من دينه تحرم استخدام المخدرات فى غير الاستخدام الطبى والتى تمثل قواعد ذهبية للبشر.                                              

بعد الانتهاء من العرض قدم مسئول الحكومة إحصائية بعدد مدمنى المخدرات والمشكلات الصحية التى تطرأ عليهم وتكلف ميزانية الدولة الكثير، وخاصة من فئة الشباب وناشد المجتمعين بزيادة جرعات التوعية بخطورة الإدمان إلى كل معتنقى الديانات من أفراد الشعب، وقد علمت من أهل البلد أن كل عام يتبنى اليوم العالمى للأديان مشكلة مجتمعية وتطرح للنقاش فى هذا اليوم ويتبناها رجال الأديان بالتوعية على مدار العام

وقد غطت وسائل الإعلام الاحتفالية وظل محور هذا اليوم مستمرا بالبرامج التلفزيونية لعدة أيام، كان هذا اللقاء بالنسبة لى تجربة ثرية أتمنى أن تطبق فى بلادى فالعمل المشترك بين اطياف المواطنين بكل اديانهم يذيب الفوارق والتعصب ويجنب المجتمع العديد من المشكلات. كل عام وكل المصرييين بمحبة وتسامح ووئام .