CET 08:43:11 - 04/06/2010

مقالات مختارة

بقلم: محمد الرديني

اصدرت الامانة العامة للبلديات في دول مجلس التعاون امس قرارا يقضي بالزام جميع البلديات الفرعية في هذه الدول باغلاق المراحيض العامة المتواجدة في الاماكن العامة وخصوصا السياحية منها اضافة الى محلات التسوق الكبيرة ودور السينما.

وجاء في حثيثيات هذا القرار ان البول البشري اصبح عنصرا هاما من العناصر التي تدخل في علاج السرطان وقد شوهد المئات من السكان في امامكن متفرقة من هذه الدول يقفون بالطابور امام المراحيض بانتظار ان يجمعوا البول من داخلها وقد ادى هذا التجمع الى العديد من حالات الشغب والفوضى التي سينسحب تأثيرها على النظام العام خصوصا من الجاليتين الهندية والباكستانية اضافة الى البنغالية التي منعت من التجمهر هناك بناء على اوامر صادرة من سفرائهم المقيمين في هذه الدول.

وكان مجلس التعاون قد اوعز الى هذه الامانة لاصدار هذا القرار وتنفيذ ماجاء به بسرعة لاتقبل التأخير، ومن الجدير بالذكر ان مجلس التعاون الذي تأسس في العام 1982 قد ناقش في اجتماعه الاول وحضره كافة الشيوخ والملوك الخليجين ثلاث نقاط فقط.

الاولى توحيد العملة الخليجية التي تم اشباعها نقاشا حتى هذه اللحظة وعرف ان سبب التلكؤ في اصدار هذا القرار الذي رحبت به الدول العظمى هوفي عدم الاتفاق على وضع صورة اي احد من الشيوخ الحكام على ورق العملة وتبين ان التصويت الديمقراطي لفرز الاصوات اليدوي حدد وضع كل صور الملوك والروؤساء الخليجيين بدون ذكر اسمائهم ولكن الخلاف الذي برز بعد ذلك كان يكمن في عدم الاتفاق على ترشيح من تكون صورته في الاعلى ومن يكون في الاخر ومازال النقاش ساخنا حتى كتابة هذه السطوراي بعد مضي 28 سنة على تأسيس المجلس.

الثانية هي اتخاذ قرار بمد سكة حديد بين هذه الدول بحيث يمر بها كلها وبالترتيب الابجدي الا ان الخلافات تركزت حول اي من الدول يجب ان يمر بها اولا خصوصا وان اسماء هذه الدول كلها تبدأ بحرفي الالف واللام ومازال النقاش ساخنا حتى كتابة هذه السطور.

الثالثة والاخيرة هي الغاء تأشيرة الدخول بين سكان هذه الدول وكما الحال في النقطتين السابقتين صعد الخلاف مجددا على تحديد من هم المشمولين بهذا القرار هل هم مواطني هذه الدول الذين يعتبرون الذهاب الى بقية الدول الشقيقة نوع من الترف وتبذير الدولارات بلا جدوى ام المقيمين من العرب والهنود والباكستانيين الذي لايمكنهم السفر الا بعد اخذ موافقة الكفيل اولا وسحب جواز السفر منه والذي يحتفظ به حسب القانون.

ماعلينا، كانت تلك بنات افكار وردت عرضا اثناء الحديث عن المراحيض العامة التي سيتم اغلاقها في جميع دول الخليج الاسبوع المقبل.

وكان خطباء المساجد في هذه الدول قد اعادوا الى الاذهان سيرة السلف الصالح وكيف كان محقا في حث الناس على شرب بولهم او بول البعير لايهم.

وقال احد الخطباء: ها انتم ترون ان الفتوى التي صدرت قبل اسابيع قد اثبتها العلم وهي ان شرب البول يشفي من امراض عديدة ومنها مرض السرطان.. وهو كما تعلمون لادواء له ولكن الفتوى التي اطلقناها انسجاما مع تعاليم شرعتنا الغراء ودليلا قاطعا على ان العلم لايتناقض مع الدين اثبتت ان شرب البول هو الدواء الشافي لكل الامراض.

صرخ بي "ابو الطيب" مرة اخرى" اما قلت لك مرارا ان البعير وبوله والانسان وبوله ايضا فيه صحة للناس.. قلت لك الا تتهور وتنفي مثل هذه الاخبار التي جاءت مسنودة الى احكام شرعية لاغبار عليها.. قلت لك ان شرب البول فيه بركة ولكنك لم تصدقني وهاهو الان احد اشهر الاطباء في امريكا يؤيد ذلك وانا واثق انه سيعلن اسلامه خلال ساعات.

وحين رجوته ان يهدأ قليلا ويحدثني كما يحدث العاقل زميله في الانسانية عن التفاصيل قال:

صرح الطبيب الامريكي الشهير ترافس ستورك ان شرب بول الإنسان يشفي من السرطان ونزلات البرد، حيث يحتوي على تركيبة طبيعية تساعد في علاج العديد من الأمراض، وزيادة مستويات الطاقة والأداء الجنسي، كما يمكن استخدامه كمرهم مرطب لبشرة الوجه. هذا ما أكده أطباء أميركيون وقد أوصوا بالإكثار من تناول كوب منه يوميا قبل وجبة الإفطار واضاف ستورك الذي كان يتحدث في برنامجه التليفزيوني الشهير «الأطباء» الذي تبثه ايه بي سي، إن شرب البول له فوائد صحية كثيرة، مشيرا إلى أن بول الإنسان يتكون من مياه نسبتها 95 بالمائة ويحتوي على كميات صغيرة من المواد الغذائية مثل الكالسيوم وحامض الفوليك والحديد والمغنيسيوم والزنك.

وقال جراح التجميل الأميركي درو أورن إن البول يحتوي على مادتي اليوريا والكرياتينين ولهما بعض الفوائد المحتملة على البشرة. ولاثبات صحة كليهما، قام الدكتور ترافيس ستورك بأخذ رشفة من كوب ممتلئ بالبول، فيما أخذ الدكتور أورن كرة قطنية مبتلة بماء البول ومسح بها خديه.واستعرض الطبيبان مجموعة من التقارير والدراسات التي تناولت فوائد شرب البول، وقالا إن استخدام البول بغرض العلاج يعود إلى 5 آلاف سنة، حيث كان يعرف في الهند القديمة باسم «شيفامبو شاسترا» وينظر إليها على أنها وسيلة لتجديد شباب الجسم والروح.ونوه الدكتور ترافيس ستورك إلى وصايا مارتا كريستي صاحبة كتاب «الكمال» وهي واحدة من النساء اللاتي حرصن على تناول خمس قطرات من بولها كل صباح وقبل تناول طعام الإفطار، كما كانت تستخدم قطرات من بولها لمعالجة التهابات العيون والأذن.


سمعتني ايها المتسرع هذا هو نص الخبر المنشور في الصحف الامريكية وصحيفة "ارب تايمز" العربية التي تصدر في هيوستن.

ضربت كفا بكف وانا اسأله" اخي العزيز ابو اطيب اتهمتني بالتسرع، سامحك الله ولكن الدور لي الان لاتهمك ليس بالتسرع فقط وانما في البله والاستغفال، فاذا كان بولنا يحتوي على الكالسيوم وحامض الفوليك والحديد والمغنيسيوم والزنك كما ذكرت اما كان الاجدر بهذا الطبيب العبقري ان يدعو شركة الصناعات الدوائية الى انتاج حبة تحوي على هذه التركيبة يأخذها المريض ليشفى من السرطان او التهاب العيون او الحكة الدائمة في المؤخرة، لماذا كل هذا الصراخ والدعوة الى شرب البول صباحا وقبل النوم.؟ ثم اذا كان الهنود يستعملونه منذ الاف السنين فلانهم كانوا اشد فقرا من الان ولم يجدوا وسيلة غير شرب البول لشفاء مرضاهم؟ ثم هل يصح مااستعمل قبل الاف السنين على عصرنا الراهن ونحن في زمن التوفي العراقي والبسكويت الفرنسي والقهوة الايطالية والبيتزا الفرنسية؟.

هل اكمل ياأبا الطيب: حسنا ، شكرا لسعة بالك ، لايهمني كلام هذا الطبيب المشهور ولكن الذي يهمني فعلا ان اصحابنا صفقوا وهللوا لهذا الخبر وقدموه دليلا على صحة مافعله السلف ومادروا ان هذا الخبر جاء من امريكي كافر يعيش في بلد ناسها احرار فيما يعتنقون من مذاهب..؟ اليس عيبا علينا ان نتهم الاخرين بالكفر والزندقة ونسرق منهم ثمرة ما جنوه من دراسات حول اهمية البول البشري.. اما لماذا اغلقت المراحيض العامة في دول مجلس التعاون فهذا مالم يستطع مخي المتواضع ان يهضمه، اذ لايعقل ان ينتظر رواد المحلات التجارية وزبائن السينمات امام المراحيض ليتسنى لهم الحصول على جرعة بول من احدهم نسي ان يحمل معه"شيشة" يصب بها بوله.

قال ابو الطيب: الان بدأت تعجبني ياصديقي ، فالشيشة هي المهمة في هذا الصراع البوليفقد ذيل قرار الغاء المراحيض العامة بعبارة تقول ان على الجميع حمل قناني صغيرة تشبه قناني الميرندا ايام زمان تكتب عليها للبول فقط وبذلك تنتفي الحاجة للذهاب الى المراحيض العامة.

لم يستطع احد روؤساء البلدية العامة ان يخفي فرخته بهذا القرار فقد جمع كل منظفي المراحيض في دائرته وطلب منهم الاستقالة فورا لعدم الحاجة اليهم وهمس الى سكرتيرته خلال ذلك الاجتماع ان هذا القرار سيوفر علينا اموالا طائلة كانت تصرف على المراحيض وتنظيف البول.

ولكن السكتيرة غمزته بطرف عينها قائلة"انها فرصة لفتح محلات في كافة الاسواق لبيع شيشة للبول فقط ومن لها غيرك في هذه التجارة.

قام رئيس البلدية من على كرسيه وقبلها من اعلى رأسها احتراما وتقديرا وقال لها هامسا :لقد ابليت بلاء حسنا ، اتصلي بالشيراتون ليجهز لنا مائدة من شخصين وقوزي مع التمن الابيض وبعض المزات التي تعرفينها.

maorodney@hotmail.com
نقلاً عن الحوار المتمدن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع