* مرضى المستشفيات الحكومية: معاملة الأطباء لنا ذل، ولا نملك علاج المستشفيات الخاصة!
* فى "مصر" المحروسة...زيوت مسممة، وبودرة كيماوية، وصودا كاوية فى الجبن!
* بالأرقام والإحصائيات...المبيدات المسرطنة شبح يهدد المصريين!!
*إلى سيدات "مصر"...الفحص الذاتى للثدى، حماية وأمان!!
* الأطباء يؤكدون: غياب دور الدولة فى مواجهة المرض...ولاعزاء للمواطن المصرى!
* أسباب المرض ونصائح طبية لمواجهته...
تحقيق: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
بشهرته المخيفة، وانتشاره السريع، وعلاجه المُكلف والمدمر على السواء, ازداد معدل الإصابة بمرض السرطان الشرس فى السنوات الأخيرة الماضية, بل أنه أصبح من المألوف أن تسمع يوميًا عن مصاب جديد وقد هاجمه المرض. وكأن هذه الأورام السرطانية قد أصبحت مثل "الأنفلونزا".
الخطير فى هذا المرض أن المرضى غالبًا لايشفى معظمهم, وما عليهم سوى انتظار لحظة الرحيل.
وها نحن الآن نقرأ بصوت عال هذا التحقيق الإستقصائى الشامل, آملين فى أن نصدّر الأمل لكل مريض, وأن نقدم لكل قارىء الوعى والتنبيه من هذا المرض الفتّاك.
وهناك معلومة صغيرة عليك أن تتذكرها جيدًا, ففى "مصر" وحدها يُقدر عدد الحالات الجديدة المصابة سنويًا بمائة ألف مريض, نتمنى ألا تتضاعف النسبة فى الأيام القليلة القادمة.
السرطان...النمو الخبيث
إذا ما أردنا أن نتعرف – عن قرب – بهذا المرض علينا أولاً تحديد مفهومه.
وفى هذا الصدد يعرف الدكتور "حسين مصطفى خالد"- عميد المعهد القومى للأورام- المرض قائلاً : "السرطان هو النمو المستمر غير الطبيعى لمجموعة من خلايا أحد أعضاء الجسم أو أنسجته، ولا يخضع للعوامل التى تنظم وتتحكم فى نمو وإنقسام خلايا العضو تحت الظروف الطبيعية، ويستمر النمو بشكل يؤدى إلى تدمير العضو الذى نشأ فيه الورم, وتتميز الخلايا السرطانية بقدرتها على تغلل وغزو الأنسجة الطبيعية المحيطة بها, بالإضافة إلى الإنتشار, فإذا وصلت إلى وعاء دموى أو ليمفاوى تقتحمه، وتسير مع تيار الدم أو الليمف لتنتقل إلى أعضاء أخرى بعيدة، وتكوّن أورامًا ثانوية خبيثة، لها نفس الصفات، من حيث النمو، والقدرة على الإنتشار".
هذه هى أسباب الإصابة بالسرطان ... فاحذروها
وبسؤال الدكتور "حسبن خالد" عن سر هذا الإنتشار المدمر للمرض فى "مصر"، أجاب: الأورام تنقسم لنوعين:
* حميد: ينمو ببطء، وليس لخلاياه القدرة على التغلغل فى الأنسجة المجاورة لها وغزوها، ولا يؤدى نموها إلى تدمير للنسيج أو العضو الذى تنشأ فيه، وليس لخلايا الورم الحميد القدرة على إقتحام الأوعية الدموية أو الليمفاويه والإنتشار لتكوين أورام ثانوية. ولهذا فالإستئصال الجيد لها يؤدى إلى الشفاء.
* الورم الخبيث: وهناك إرتفاع ظاهرى وحقيقى فى نسنة الإصابة به، فالإرتفاع الظاهرى نتيجة لزيادة الوعى الصحى، وإكتشاف المرض، والأداء الصحى المتقدم مع توافر التقنية الحديثة. حيث كان فى الماضى لا يتم إكتشاف المرض، ويحمله المريض ويموت به دون أن يتم إكتشافه, أما الآن فأصبح الإكتشاف لأنواع السرطانات سهلاً فأرتفعت نسبته.
أما الإرتفاع الحقيقى فيرجع إلى أسباب عامة منها: انتشار الملوثات البيئية، والتدخين، وشرب الشيشة الذى إنتشر بين البنات الصغار، وهو ما يؤدى إلى سرطانات الرئة والبلعوم، كما أن زيادة الإصابة بفيروسي B,C أدت لسرطان الكبد والجهاز الليمفاوى، والبلهارسيا عامل للإصابة بسرطان المثانة، والمواد الحافظة والهرمونات التى تضاف للأطعمة المصنعة. بالإضافة لطرق التخزين وتعرضها لبعض الإشعاعات، وتزايد استخدام المبيدات الحشرية فى المحاصيل الزراعية.
وقال "خالد": إن الأرقام تشير إلى أن مرض السرطان يمثل السبب الثانى فى الوفاة فى معظم الدول المتقدمة. حيث يصل معدل الإصابة (400 ) مريض لكل ( 100 ) الف من السكان الذكور سنويًا، وأكثر من (300) مريضة لكل (100) الف من الإناث سنويًا.
وأكد "خالد" إنه فى "مصر" يُقدر عدد الحالات الجديدة بمائة ألف كل عام. مما يتطلب تضافر كل جهود المجتمع ومنظماته، الحكومية والمدنية والاعلامية؛ للتصدى ضد هذا المرض. خاصة أنه مرض فى تزايد مستمر مع توقع زيادة متوسط العمر فى مصر، والتلوث البيئى المتزايد، وانتشار عادة التدخين بين الذكور والإناث.
/الإكتشاف المبكر...هو الحـــــل
وأكد الدكتور "طارق هيكل" - أستاذ الأورام بالمعهد- أن الإكتشاف المبكر يساعد على ارتفاع نسبة الشفاء، حيث لا يسبب الورم السرطاني فى مراحله المبكرة أى أعراض تُذكر. لهذا اتجهت الأنظار إلى إنشاء مراكز للإكتشاف المبكر التى يتردد عليها الأصحاء، ويزداد فيها احتمالات الإصابة خاصة بعد سن الأربعين. ويتم إجراء الفحص الطبى الشامل. وقد نجحت فى اكتشاف حالات لم يكن من الممكن تشخيصها بالطرق العادية الإ بعد سنوات، حيث يمكن من خلال طريقة المسحة المهبلية التنبؤ بالورم قبل حدوثه. وفى هذه الحالة يتم استئصال محدود المدى لعنق الرحم. كما يمكن تطبيق الفحص الإشعاعى للثدى على السيدات الأكثر تعرضًا للإصابة.
يا سيدات مصر، الفحص الذاتى للثدى حماية وأمان
ولما هالنى ما رأيت من أعداد كبيرة للسيدات يطلبن الكشف، وعرفت من الدكتور "طارق" المرافق لى فى الزيارة مدى انتشار "سرطان الثدى" سألته؛ لأنقل لكن أيتها السيدات نصيحته، والتى تتمثل فى ضرورة اجراء الفحص الذاتى للثدي؛ حتى يمكن تجنب حدوث هذا المرض والإكتشاف المبكر له فى حاله حدوثه. لهذا يجب أن يكون الفحص الذاتى للثدى عملاً مفضلاً ويفضل بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة، بأن تقف أمام المرآة، وتنظر بعناية لتتعرف على الشكل الطبيعى للثدى، ثم تستخدم السطح الداخلى لأصابع اليد اليمنى المستقيمة فى فحص الثدى الأيسر والعكس، لتتعرف على الأعراض المتمثلة بالنسبة للثدى فى تغير فى الحجم أو الشكل، وتجعد الجلد، وأوردة كبيرة واضحة، وطفح أو قشور بالجلد، وورم. وبالنسبة للحلمة تظهر افرازات، أو نزيف، أو ارتداد للداخل، أو ورم، أو تغلظ. وإذا لاحظت أى تغيير عليها التوجه فورًا إلى طبيب متخصص، أو مراكز الكشف المبكر للأورام.
الغذاء...هنا يكمن الخطر...ولا عزاء للمواطن
وقال "طارق" إنه توجد علاقة قوية بين الغذاء والإصابة بسرطان الثدى، والبروستاتا، والقولون، مما يتطلب خفض استهلاك الدهنيات فى الطعام، بحيث تصل نسبتها إلى 30% فقط من حاجة الإنسان من الطاقة الغذائية. كما تزداد احتمالات الإصابة بسرطان الرحم والكلى والقولون والثدى والمعدة مع السمنة. بالإضافة إلى أن الأغذية المحفوظة تحتوى على مواد كيمياوية مسببة للسرطان، خاصة عند استعمال طريقة التدخين، أو التمليح، أو إضافة بعض الكيماويات بغرض الحفظ، أو إضافة لون أو نكهة. كما أن شوى اللحوم والإسماك باستخدام درجة حرارة عالية ولمدة طويلة قد يؤدى إلى تكوين مواد مسببة للأورام.
ودلل "طارق" على العلاقة بين التغذية والسرطان بإن الفواكة والخضروات تحتوى على عوامل واقية من السرطان، منها فيتامين (ج) الواقى من سرطان المعدة والمرئ، وفيتامين (أ)، كما تقى الخضروات من سرطان الجهاز الهضمي؛ لإحتوائها على ألياف غير قابلة للهضم والإمتصاص، واستمرار وجودها فى الجهاز الهضمى يقى الغشاء المخاطى من تأثير المواد الكيميائية المسببة للسرطان، والتى قد تكون موجودة فى الطعام. وتساعد هذه الألياف الأمعاء على التخلص من الفضلات والمواد الضارة.
وعن طرق التخلص من آثار المبيدات في الغذاء, نصح الدكتور "لمعى ماضى" بتجنب شراء ثمار خضر أو فاكهة تظهر عليها بقايا بودرة، أو رائحة غير طبيعية، ثم غسلها جيدًا بالماء الجاري، وغمرها لدقائق في محلول حمضي أو قلوي, مع مراعاة التقشير الجيد, وتفضل خضر وفاكهة الحقول علي نظيرتها المنتجة بالصوب, ولمن يريد تقييم موقفه من المبيدات, يمكن إجراء تحليل إنزيم "اسيتايل كولين استريز"
زيوت مسممة، وبودرة كيماوية، وصودا كاوية فى الجبن
وفى دراسة مفصلة أعدها الدكتور "حنا إبراهيم" حصل "الأقباط متحدون" على نسخة منها, جاء فيها أن أطباء مصريين كانوا قد اكتشفوا وجود بودرة كيماوية معينة توضع على الفول والفلافل لتقلل من الزمن اللازم لتسويتها على النار. وتبين أن هذه المادة ضارة جدًا بالصحة، وتُستخدم فى الأساس كأحد مكونات المنظفات الصناعية، وتسبب الفشل الكلوى والسرطان.
أما زيت القلى الذى يستخدم أكثر من مرة مما يؤدى إلى تلفه وتغير لونه إلى الأسود الداكن، مما ينتج عنه مركبات كيميائية ضارة بالصحة، مثل البوليمرات، والمركبات الهيدروكربونية الحلقية، بالإضافة إلى أن حالة التجميد التى تكون عليها اللحوم، ونسبة الدهون العالية تؤدى إلى توتر الجهاز الهضمى، وارتفاع نسبة الدهون بالجسم، مع ارتفاع نسبة الحموضة. كما أن الإضافات التى توضع بهذه اللحوم تؤدى إلى التسمم الغذائى.
وأكدت الدراسة أن هناك بعض المشروبات الشعبية مثل العرقسوس، والتمر الهندى، ورغم أنها عظيمة الفائدة، إلا أن طريقة البيع والتداول قد يصيبها بميكروبات "الكوليفورم" و"الأثرثياكولاى" نتيجة طريقة اعدادها بفرك العرقسوس باليد، وتركه لفترة حتى يتخمر. ناهيك عن استخدام الزبائن لأكواب البائع نفسها. وأيضًا الخبز الذى يُباع مكشوفًا على الأرصفة وفى الطرقات فيتعرض لعوادم السيارات الملىء بالرصاص والكادميوم، وهى مواد ضارة بالصحة وتؤدى إلى حدوث أمراض السرطان، وتؤثر على المخ، وعدم نضج ذكاء الأطفال.
كما أن وضع الخبز ساخنًا بأكياس بلاستيك، يؤدى إلى حدوث نسبة من الرطوبة تجعله ملائمًا للنمو الفطرى، وتفرز ما يعرف باسم (الأفلاتوكسين) الضارة بالصحة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الخطورة، بل تستطيع وبسهولة أن تتذوق الجبنة البيضاء التى تصنع محليًا، ويغش بعض صانعيها فى التركيب الغذائي عن طريق استخدام مادة (الصودا الكاوية)، التى تستخدم فى صناعة الصابون. حيث تُضاف هذه المادة لإضفاء النعومة على اللبن المجفف، وهو ما يؤثر على الجهاز الهضمى وخلايا المخ.
وقالت الدراسة: إن أخطر أنواع الجبن المغشوش هو "القريش"، الذى قد يكون عرضة للتلوث أثناء عمليات الإعداد والنقل والتداول والتخزين، ويمكن أن ينقل للإنسان ميكروبات خطيرة تسبب السرطان.
المبيدات المسرطنة ... شبح يهدد المصريين
أكد الدكتور" مصطفي منيع"- أستاذ جراحة الأورام ورئيس الجمعية المصرية لجراحة الأورام- إن ملوثات المياه والقمامة تعد سببًا في انتشار الفيروسات، وتؤدي في النهاية لأورام الكبد, التي تتزايد حاليًا بدرجة واضحة, وبعد أن كانت في المرتبة الـ(12) قبل نحو(20) عامًا, اليوم تتصدر قائمة أورام الرجال.
ويري "منيع" إن ذلك مرتبط ارتباطًا وثيقًا ببدء استخدام الأسمدة المسرطنة في "مصر" خلال (15ـ20)عامًا الماضية, مؤكدًا أننا سنظل نعاني من تزايد هذه الأورام لعقود طويلة قادمة؛ لأن هذه المبيدات تظل لسنوات طويلة جدًا في التربة.
وضرب "منيع" مثلاً علي تزايد معدلات الإصابة بالسرطان, بقوله: إن حالات سرطان المستقيم كانت تحتاج إلي (10 أو20 أو50 )عامًا، لحدوث هذا النوع من الأورام, لكنها اليوم تحدث بين الشباب في سن مبكرة, وهنا يكون التلوث في الماء والغذاء هو السبب الأول وراء ذلك.
وساق الدكتور "مدحت خفاجي" - أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام- مثالا علي مسئولية أطنان الملوثات من مخلفات المصانع، ومياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي التي تلقي في مياه النيل, والتي يحصرها تحديدًا في (367) مصدرًا عن تزايد معدلات الإصابة بأورام الشرج والقولون, ففي حين تبلغ النسبة في أسوان6% للمرضي أقل من (45) عامًا، ترتفع إلي40% في دمياط, وتشكل نسبتها إجمالا30% من معدلات الأورام بين المصريين.
وطاب "خفاجي" بتحليل مياه النيل أمام السد العالي للكشف عن معدلات المعادن الثقيلة، والبكتيريا فيها, مقارنة بقياسات علمية دقيقة مماثلة في "دمياط" و"رشيد".
ونوّه "خفاجي" إلي علاقة سرطان الرئة بعادم السيارات, إذ لا يوجد لدينا كود لكمية العادم، ونوعيته في السيارات التي تدخل "مصر", لذا نجد أنه تم إغراق شوارعنا بالسيارات الصينية, في الوقت الذي يتم منعها من دخول أسواق أوروبا وأمريكا؛ لأن موتوراتها لا تلتزم بالمواصفات القياسية للعادم في هذه البلدان. كما أنه لا توجد لدينا معايير لعادم السيارات قبل إعادة الترخيص, كما نعاني من زيادة نسبة الرصاص في البنزين, وقد أكد بنفسه هذه النتائج بتحليل للبنزين في معامل التحاليل الدقيقة في كلية العلوم جامعة "القاهرة".
ومن جانبه حذّر الدكتور "حمدى الباسل"- الأستاذ بالمعهد القومى للتغذية – فى حديثه مع شبكة العربية، من ارتفاع نسبة المعادن الثقيلة فى الأسمدة العضوية المستخدمة فى زراعة الخضراوات والفواكه، مشيرًا إلى أن تجاوز الحدود المسموح بها يؤدى للإصابة بالعديد من الأمراض، أخطرها سرطان الكبد، فارتفاع نسبة الرصاص مثلاً يؤدى إلى التخلف العقلي، وهذا التلوث الغذائى أيضًا كان السبب الرئيسى للإصابة بسرطان الكبد منذ عام 1973.
وأشار "الباسل" إلى أن المواطن لا يستطيع التعرف على حجم الملوثات من المعادن الثقيلة فى الفواكة والخضراوات، لذا يجب على الجهات المختصة تشديد الرقابة على استخدامات هذا النوع من الأسمدة فى الزراعة، ناصحًا بغسل الخضراوات والفواكة تحت مياه جارية لمدة 10 دقائق حتى يمكن التخلص من أى طفيليات قد تؤدى للإصابة بـأى أمراض معوية، أو معدية، حيث أن النبات يمتص الأسمدة والمبيدات التى تتراكم بدورها فى الثمار وتصعب إزالتها بالغسيل مسببة أورام وسرطانات، وتؤثر على الجهاز العصبى المركزى.
تعبئة المواد الغذائية فى أكياس بلاستيكية...تسبب السرطان
وفى دراسة حديثة للدكتور "رمزى بسيونى جمعة" الباحث بمعهد بحوث الأغذية، أشار إلى أن استخدامات البلاستيك في التغليف والتعبئة للغذاء خطر كبير، رغم أنه يزداد عامًا بعد عام ليصل إلي ملايين الأطنان مؤكدًا أن هناك بعض السلبيات التي تنشأ عن استخدام البلاستيك في تعبئة وتغليف الغذاء، كالتفاعل المتبادل بين مادة العبوة والمحتوي Packing food، وقد يسبب ذلك انتقال بعض العناصر الضارة أو السامة من مادة العبوة إلي الغذاء المعبأ بها، وهذه المواد تنحصر في إضافات البلاستيك من "المونومرات"، و"الملونات"، و"المذيبات"، و"الأصباغ"، وغيرها.
وأكد "رمزي" أن مواد البلاستيك قد تتحلل بتأثير الرطوبة والحرارة ومدة التخزين إلي مواد عضوية أولية، تؤثر أيضًا في المحتوي. وقد تسمح مادة العبوة بنفاذ الأبخرة والغازات من وإلي المنتج المعبأ، بالإضافة إلي استخدام مواد بلاستيكية مدورة (معاد تصنيعها)، أو غير معلومة المصدر في معظم الأحيان من مقالب الزبالة، أو من مخلفات المستشفيات والمصانع غير المرخصة صحيًا وبيئيًا (بير السلم)، مما يشكل خطرًا كبيرًا علي صحة المواطنين، وهذا محرّم محليًا ودوليًا.
وبالنسبة للمياه الغازية المعبأة في زجاجات البلاستيك قال "رمزى" إنه وُجد أن مركب "الإستيالدهين" ينتقل بتركيز أعلي عن المسموح به دوليًا، لذلك ينصح بعدم استخدام المياه الغازية الملونة مثل الكوكاكولا وخلافه نهائيًا، ولو كان ضروريًا استخدام المياه الغازية المعبأة في زجاجات البلاستيك يفضل المياه الشفافة علي ألا يمضى شهران علي إنتاجها. ويوجد مركب "الاستيالدهين" بنسبة كبيرة في بعض أنواع المياه الطبيعية والغازية الموجودة في السوق المصرية، وهذا المركب له تأثيرات سامة في الكبد ويسبب السرطان.
وأكد "رمزي" أنه تم إجراء دراسة أخري علي الفول المدمس المعبأ على الساخن في أكياس بلاستيك بإضافات «زيت وملح» وبدون إضافات، سواء كان فولاً صحيحًا أم مهروسًا، وكذا الخبز المعبأ في الأكياس البلاستيك، وهذه الدراسة من الواقع المصري وهي ظاهرة انتشرت في "مصر" في كل مكان حتي في الريف المصري، وتوصلت هذه الدراسة إلي أنه يحدث تفاعل بين الأكياس البلاستيك، والفول والخبز المعبأ في الأكياس البلاستيك، وينتقل علي إثره بعض المواد الكيميائية من الكيس البلاستيك إلي الفول والخبز ، والتي بدورها تنقل الأمراض الخطيرة إلي الإنسان الذي يتناول منها، حيث أظهرت النتائج أن إضافة الزيت والملح إلي الفول يزيد سرعة التفاعل، وانتقال المركبات الكيميائية الضارة، وأن الفول المهروس يحدث به معدل تفاعل أسرع وانتقال سريع للمركبات الكيميائية الضارة نتيجة لزيادة مساحة السطح المعرض للكيس البلاستيك المعبأ.
المعاناة القاسية لمرضى الأورام
أثناء قيامى بإجراء هذا التحقيق للوقوف على خطورة انتشار المرض فى "مصر" أكد لى بعض المرضى أنهم يتعرضون للمعاملة القاسية فى المستشفيات الحكومية، خاصة وأن الأطباء يتعاملون معهم وكأنهم "ينتظرون موتهم".
قال عم "شعبان" - زوج مريضة بسرطان الثدى- "نتمنى السادة المسئولين يحسوا بينا، وينزلوا المستشفيات يشوفوا الدكاترة بتعاملنا ازاى, ده احنا ولا كأننا حيوانات"
وأضاف"شعبان": "مراتى تعبت وقالولى روح بيها معهد الأورام، وأول ما دخلت فضلنا ساعتين لغاية لما حد سأل فينا، ومعاملة الدكاترة لينا زل, وصدقنى لوأقدر على علاجها فى مستشفى خاص مش هتأخر, ده الفقر ذل".
وحكى لى أحد المرضى إن الطبيب قام بإجراء استئصال لمرىء مريضة بدون مخدر، ولما نهرته ابنتها قال لها بالحرف الواحد "هى ميتة ميتة"، حتى انهارت الابنة من قسوة ما رأت.
وبعرض الأمر على الدكتور "حسين مصطفى خالد"- عميد المعهد القومى للأورام – قال: "كل مكان يتواجد فيه الخير والشر، وإن هناك أطباء يتعاملون مع المرضى برأفة ورحمة، وفى نفس الوقت تجد الأطباء الذين ماتت قلوبهم، وبقى فقط فى نفوسهم مصطلح (البيزنس).
وأكد عميد المعهد أن هناك متابعة ورقابة دائمة على معظم المعاهد والمستشفيات؛ حتى نوفر للمريض أقصى درجة مطلوبة من الراحة والاهتمام، ولكن الأمر يتوقف على ضمير الطبيب نفسه.
نصائح طبية
ومن ناحيته قدّم الدكتور "شريف عمر"- رئيس معهد الأورام السابق- عددًا من النصائح لتجنب المرض والعيش في صحة جيدة، تتمثل فى ممارسة الرياضة بمعنى أن يخصص الإنسان ولو 24 دقيقة في الـ24 ساعة يوميًا، والإبتعاد عن الاطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول، والعمل على ايجاد فرص عمل للشباب حتى لا يصاب بالتوتر، وكذلك الإمتناع عن التدخين، فهو المسئول عن معظم الأمراض خاصة الأورام السرطانية، حيث تصل نسبة المصابين بأورام الرئة نتيجة التدخين إلى 90% ، وأيضًا تناول الوجبات الشاملة التي تحتوي على كل الفيتامينات، بشرط أن تُغسل الخضروات جيدًا. بالإضافة إلى ضرورة تناول البروتينات الحيوانية والنباتية بصورة متوازنة من دون افراط أو تفريط.
وحذّر الدكتور "حسين خالد" من إزالة اللوزتين لدى الأطفال في سن مبكرة، ووصفها بأنها عادة سيئة لأن هاتين اللوزتين هما المنسق المناعي عند الطفل منذ الشهر الثالث في حياته، وازالتهما مبكرًا تحرم الجهاز المناعي من هذا المنسق الخاص، مما يؤدي لتعرض الطفل لنوبات صدرية، والتهابات، وضيق في الشعب الهوائية، وبالتالي إلى عدم الكفاءة والعجز عن التكيف مع الأمراض ومقاومتها منذ الصغر. وعندما يصل إلى سن الشباب يكون الجهاز المناعي فقد القدرة على مقاومة الأمراض مما يجعله سبيلاً سهلاً لأي مرض لأنه عاجز عن مقاومته.
وأشار "خالد" إلى أن فريق من الأطباء في جامعة الأزهر قام أخيرًا بإجراء أبحاث وتجارب لوقف تدهور مريض الكبد واصابته بالورم، ونجحت التجارب إلى حد كبير.
واختتم "خالد" حديثه قائلاً: إذا كانت الأورام قد انتشرت في "مصر"، ولم تحقق طرق العلاج النتائج المرضية في أغلب أنواع المرض (القولون والبروستاتا والكبد)، الإ أن أورام الصدر عند النساء، يتم استئصال جزء كبير من الجزء المريض وتعيش المرأة حياة مستقرة. وأكد على ضرورة أن تجرى المرأة كشفًا دوريًا كل شهر مع إجراء تحاليل كاملة كل عام؛ حتى تستطيع أن تكتشف المرض في بدايته، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي تعدين سن الأربعين. |