مينا اسعد كامل
"السلفيين يحاولون إنجاب ابنا غير شرعي من نادر الصيرفي ليبرروا شرعية تواجدهم"
"يهوذا كان عنده دم وانتحر ! .. فهل يكون عند الصيرفي دم ويتراجع ؟"
-0-
هذا المقال ليس مقالا لاهوتيا يحتوي على تعليم كنسي ولكنه رؤية ذات زاوية وعمق خاص كما – أعتقد - ليهوذا عصر حديث.
ويجب التأكيد أن كل الأسماء الواردة في هذا المقال هي لأشخاص على المستوى الإنساني أكن لهم التقدير والاحترام ، ولكن على مستوى الأفعال هم يهوذات القرن الحادي والعشرين.
-1-
إحدى النظريات التي تتناول تسليم يهوذا ليسوع ترى انه كان نتيجة تطور تدريجي داخل نفسه، خلال حياته ومعاشرته للمسيح ويراها المفسرون الأقرب إلي الواقعية . فمما تجب ملاحظته أن يهوذا كان الوحيد بين التلاميذ من المناطق الجنوبية، ولذلك فاختلافه في المزاج والنظرة الاجتماعية كان واضحا، بالإضافة إلى ما يمكن أن تؤدي إليه من اتجاهات دنيئة، قد يفسر جزئيًا عدم وجود التعاطف الصادق بين يهوذا وبقية التلاميذ، يرى بعض الكتاب – الغير موثقين – ان يهوذا سلم المسيح وباعه بثلاثين من الفضة لأنه أراد في المسيح أن يكون بطلا سياسيا شعبيا صاحب ملك ارضي وسلطان وأتباع ، ربما أراد أن يتبعه لينال حظوة فيما بعد ويصير وزيرا أو حاكما إقليميا ، وهو نفس الشعور والأماني في المسيح الملك عندما استقبله أهل أورشليم بالزعف والأغصان هاتفين قائلين أوصانا ملك إسرائيل ابن داود.
هذا التطور في نفسية يهوذا تجاه المسيح الذي رأي معجزاته وعاش تعاليمه وذاق عطائه ومحبته على الأرض للجميع أتى عندما وجد المسيح لا يبحث عن ملكا ارضيا ولا عن جاه وسلطان ، بل أعلن أمام الجموع ان مملكته ليست من هذا العالم ولم يأتي ليملك ملكا ارضيا على ممالك الأرض رغم انه كان قادرا على هذا ، فتحولت الجمع من هتاف "أوصانا ابن داود" الي هتاف "اصلبه اصلبه" مستبدلين المسيح بسارق وزعيم سياسي يدعى باراباس ،لم يجدوا الملك الذي أرادوه ، هي ذاتها نفس المشاعر التي جعلت يهوذا يرى من أراده ملكا ضعيفا ، وما حسبه جاه تقشفا ، وما ظنه جبروتا إتضاعا وزهدا .
اعتقد انه يقوم بالصواب ، وخدر ضميره تجاه معلمه وسيده بشعارات زائفة ربما كان بعضها الوطنية وعشيرته من اليهود ، ربما كانت انه عندما يصل إلي منصب سيصحح الأوضاع !
ربما يهوذا لم يعتقد أن المسيح سيصلب ! ربما ظن انه سيحبس او يسجن وينال هو الحظوة التي تجعل من سلطانه الإفراج عن المسيح ،
ولكن .. مهما كانت المبررات ، انتهى الواقع أن يهوذا خائنا باع سيده بثلاثين من الفضة ، وعندما اكتشف فداحة فعلته .. انتحر !
-2-
وبعد احد و عشرين قرنا من الزمان ربما يكون انتحر في كل قرن يهوذا أو أكثر ، وربما تاب في كل حقبه يهوذا أو أكثر ، يظهر علينا نادر الصيرفي وغيره مقتنصين وبكل جدارة لقب يهوذا القرن الحادي والعشرين.
كما رفض يهوذا تعاليم المسيح مشككا في معناها ومؤولا في جدواها هكذا كانت بداية نادر في مواجهه تعاليم الكنيسة مكونا ما اسماه رابطة أقباط 38 تدافع لفترة من الزمان عن لائحة تضرب بعرض الحائط تعاليم المسيح وبشكل فج !
وكما واجه المسيح يهوذا موجها اللوم والتوبيخ على الأفكار المادية الدنيوية ومخالفة التعاليم الإلهية هكذا واجهت الكنيسة ما أتى من تعاليم نادر المخالفة للكتاب لفترات طويلة .
يشعر نادر انه ظُلم ، ربما يرى في نفسه إمكانات ظلت حبيسة جنباته وعقله ولو خرجت إلي حيز التنفيذ ستكون سببا للخير ، هكذا يرى نفسه ، ربما كان محقا وربما كان مخطئا ، ربما كان موهوبا وربما كان مشعوذا ! لكنه بحث عن الفرصة
كما خدر يهوذا ضميره بالشعارات والتأويلات متمرغا في أحضان قادة اليهود الذين لعنهم المسيح هكذا فعل نادر فسلم ذاته ونفسه إلي حزب الاتجار بالوطن والدين ، إلي من تبرأ منهم المسلم قبل المسيحي ، سلم نفسه خادما لمن لا عهد لهم مع مواطنين يتعايشون معهم ولا احترام لهم لعلم مصر فخرنا ورمزنا ، مقابل كرسي في البرلمان لا يكاد يصل ثمنه إلي الثلاثين الفضة التي قبضهم يهوذا أمام خيانة وطن ووطنية وصداقة وانتماء وتعايش ..
هل يساو التخلي عن كل تلك المبادئ كرسيا لن يحصل عليه !
فمن ذا مسيحيا كان او مسلما .. بل أكاد اجزم وأقول وسلفيا أيضا ، سيعطي صوته لمن خان !
هل تعتقد ان البسطاء من السلفيين ، هؤلاء الذين لا هم لهم إلا ابتغاء وجه الله وتنفيذ عقيدتهم يرون في الدعوة السلفية إيمانا خارج الإطار التجاري والسياسي – وأنا اعرف من هؤلاء الكثيرين يجمعنا عناق المحبة عند تلاقينا صدفه بعد طول غياب ويجمعنا اتصال المحبة للاطمئنان والمعايدة بدون كلفه ولا فتاو تحريم – هل تعتقد أن أحدا من هؤلاء سيعطيك صوته وأنت من تحالفت متنازلا عن مبادئ أقرانك وراضيا لنفسك بالذل كمواطن من الدرجة الثالثة أو الرابعة في أسفل القائمة حتى دون أن يكون يسبقك إلا هم ! اعلم يا نادر أن هؤلاء وكل ذي شرف أسقطك من حساباته .
عندما ظن يهوذا أن الوقت قد فات .. وأدرك انه كان خائنا .. أقدم على الانتحار بعد ما القي الثلاثون فضة تحت اقدام زعماء الخيانة.
أما أنت فالوقت لم يفت حتى الآن لتتراجع عن أن ينجب منك هؤلاء شرعيه لتواجدهم .وبدلا من ان تلقي الوطن تحت أقدامهم الق بالكرسي وعد لأحضان وطنك.
يقول البسطاء .. يهوذا كان عنده دم وانتحر .. وأقول لك هل عندك دم وتتراجع ؟!!