بقلم: ميرفت عياد
هل مررت بأوقات شعرت فيها أنك مقيد لا تستطيع تحقيق أحلامك وعاجز عن القيام بمسئولياتك؟ هل أصابك الإحباط وملأ اليأس حياتك؟ هل شعرت ذات مرة أنك فقدت السيطرة على الأمور وفلت زمامها من بين يديك وبدا لك أن كل شيء ينهار تحت قدميك ولم تعد الأمور تسير كما خططت لها؟
هذه اللحظات يمر بها كل إنسان مهما كان وصفه أو موقعه أو عمره, فالإحباط والإخفاق يضعفان من رغباتنا في مواصلة العمل ويضعفان فينا روح الاجتهاد كما أنهما يخمدان شعلة الطموح، فإذا استسلمنا لهما، فإننا نبدأ تدريجيًا في فقدان تماسكنا حتى تنكسر إرادتنا ونعجز عن القيام بمسئوليتنا، ولكن الإنسان لم يخلق للفشل، لذلك فهو قادر على النجاح إن أدرك قدراته وأيقن مواهبه وتعلم كيف يشدد من طاقاته الكامنة لتصير له القوة.

فالشخص القوي يستطيع أن ينجز أعماله بكفاءة ويستنير ذهنه بالفهم والمعرفة, ويقاوم رغباته الفاسدة وأهواء نفسه, ويتحمل ضغط المحن ويستطيع حل مشاكله، إذن فالقوي هو كل من تقوى داخليًا وأصبح له سلطان على نفسه وعرف كيف يتحكم في طاقاته ويوجهها، وحينئذ يستطيع أن يستفيد بكل قوة خارجية ويحسن استغلالها.
العقل ليس جهاز كمبيوتر يفكر دون إحساس ولكنه يحس ويشعر، لذلك تفكيرنا المنطقي يتأثر بمشاعرنا وحالاتنا النفسية مثل الكآبة تظلم الفكر والكراهية تدمره والشك يشتته ولكن في بعض الأحيان نستطيع أن نحيد مشاعرنا في التفكير في الأمور العلمية أو العامة ولكن لا نستطيع ذلك عند التفكير في الأمور الخاصة بحياتنا، فأحاسيسنا تؤثر على سير تفكيرنا ومنطقنا، لذلك فالإنسان يحتاج إلى نمط من التفكير النفسي يساعده على فهم النفس والحكم على المشاعر والميول والرغبات وتمييز الخير والشر وتقبل الحقائق الروحية.

والحقيقه أن الإحساس بالفرح والسعادة ليس علاجًا للأمراض النفسية والبدنية فقط بل هو قوة للعمل والتفاعل الاجتماعي، فهذا الإحساس يزيد من نشاط الإنسان، ويفجر طاقاته الكامنة فيه، ويحسِّن قدراته الذهنية ويحسِّن من صحته ونشاطه ويُقوي تواصله بالناس.
فالسعادة نوعية حياة وليست حالة مزاجية عابرة, فهي وضع نفسي وعقلي نصفه لأنفسنا ولا يتوقف على ظروفنا ولا على الآخرين, فلا أحد يمنح الإنسان السعادة ولا حتى الظروف هي التي تصنع السعادة, فالإنسان هو الذي يقرر حالته العقلية بأن يفرح ويسعد وأنه قادر على إشباع حاجاته وأنه قادر على تحقيق أهدافه, فالفرح والسعادة يتوالدان في الإنسان حينما يكون في حالة من الشبع والرضى ,فيجب علي الإنسان أن يقاوم ما يفسد فرحته وأن يتلذذ بما بين يديه ويستمتع بما يعمل, وأن يتعلم مقاومة الخوف والقلق لأنهما يضعفان ويمرضان النفس والجسد معًا.