الأقباط متحدون | كواليس إنسان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٥٦ | الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥ | ٦ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٤ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
الكاتب
مرقس كمال زاخر
مرقس كمال زاخر
جميع مقالات الكاتب
راسل الكاتب
أحدث مقالات الكاتب:
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : .....
٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

كواليس إنسان

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥ - ٢٠: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

مرقص كمال
رجت أصوات التصفيق الحاد أرجاء المكان ، نحتت السعادة الابتسامات على وجوه الحضور المتمايلة رؤوسهم اندهاشا وإعجاباً بما رأوا ، كلمات الاستحسان انطلقت بعفوية وقناعة ، بقوة وإطالة كالصراخ من أفواههم ، برافو أحسنت رائع فنان مبدع تداخلت ممتزجة لتعزف بعشوائيتها سيمونية حب عنوانها إعجاب , قد أدهشهم ذاك الذى وقف هناك معتلياً خشبة المسرح

إنحنى مرات عدة ببطء حركى من أقصى اليسار لأقصى اليمين ، ويده اليسرى خلف ظهره بينما الأخرى لوح لهم بها فى استداره بكف مفتوح كرد التحية لمن قدموها ، تنقلت عيناه بفرحة عارمة فى تلك الحركة النصف دائرية متأملة جموع المصفقين إعجاباً ، بينما الدموع تتساقط منهما فقد إعتادها وإعتاد ألا يلاحظها سواى ، صدره يعلو وينزل فى أنفاس أُجُهدت أثناء عرضه الإبداعي .

إنه بالحق مبدع أجاد هذ العمل لسنوات ، فور أن ظهرت موهبتة وأكتشفها وقرر أن يعمل بها وينميها ، فقد أختار تقديم الكوميديا لإسعاد الناس مجاناً ، مرجعاً ذلك لكونهم محملين بما يكفيهم من المآسى والمعاناة ، يلهج شغوفاً مبتكراً لنشر البهجة على الدوام بكل طاقته ، إنه صديقى الذى أفخر بمعرفته تألفت قلوبنا منذ اللحظة الأولى التى مر بها علىً وألقى سلاماً ، كنت يوميأ قابعاً بمكانى على الخشبة مختفياً خلف الستار

ألاحظه أعجب به أتامل أمانته وحبه لهذا العمل , أراقبه بإمعان لأرى عن كثب عيوب قد لا يلحظها هو ، فأجدنى مسرعاً بإظهارها له بتفاصيلها عندما يهم بالجرى نحوى بين نهاية مشهد وبداية أخر ليجتنبها ويتحسن أدائه ، أما بعد انتهاء العرض ينفرد بى كثيراً ليطول الحوار بيننا الذى طالما أشبعنى ونمانى وعلمنى ، كان اعتماده علىً وثقته المطلقة فىً مصدر بهجة لى ، لم أفارقه أبداً فى عرضه اليومى ، فأنا أعلم عنه ما لا يدركه أحد فكثيراً ما أرتمى فى حضنى باكياً أو فرحاً بفضفضة قلب تشبع وتثقل بإختبارات الزمن .

أكثر ما يدهشنى فيه أن حياتة الخاصة ملآنة بالمتاعب والضيقات إلا أنه دائم السعى نحو ما يرفعه فوقها لا نحو إستسلام يجعلها نيراً يحنيه ويعجزه ، أذكر يوماً أثناء إنشغاله الدؤب بعمله مر بى أحد الأصدقاء حاملاً بعبوثة وجهه نبأ سئ , قد أعتدت هذا المشهد المتكرر ولكن ياترى ماهو نبأ اليوم ، وفور دخول صديقى لى بين المشاهد هم بأخبارة أن أبنه الأوسط قد دهمته سيارة أثناء عبورة الطريق ومتروك بحجرة الرعاية بين ميت وحى ، فغرت فمى ووضعت عليه يدى بينما عيناى إنفتحا بكامل إستدارتهما دهشة ، أما هو فإرتمى على الكرسى خائر القوى وأغرقت دموعه المكان ممزوجة بصراخ أبوي عفوي ، ومال برأسه للأمام ليلتصق كفيه بوجهه ذهولاً .

دقائق قليلة ونادى عليه أحد العاملين ليخبره بوجوب وجوده على المسرح بعد دقيقة واحدة ، إنتفض ولملم مشاعره بالكاد ماسحاً دموعه بظهر يده بسرعة ، ورسم الإبتسامة منطلقاً يستكمل عرضه ببراعتة المعتادة ، إنها ضريبة كل من أتخذ على عاتقه إسعاد الناس ، نعم تألق وفرح الجميع وإنتهى العرض وانحنى لتحيتهم مائلاً برأسه يساراً نحوى لنبكى سوياً كعادتنا وسط تصفيقهم الحار ، أسدل الستار ليهرول بمشاعره الممزقة نحو فلذة كبده صارخاً لله ان يلطف به كما عوده .

دعوت له بمكانى وتمنيت أن أكون معه ولكن أعجزنى كوني كالوس من كواليس المسرح ، مجرد معبر لا يرانى الجمهور ، إنما يعبر بى كل من يتألق على مسرح الحياة ، لا يترسخ عندى ويصادقنى سوى المهموم بالإنسان على حساب نفسه يمات يومياً ليحيى غيره ، يحتمل ويبذل ذاته حتى الفناء كصديقى ، فإن كنت مثله ثق أن هناك كواليس تفتخر بمعرفتك رغم إنكار البشر الذين تقدم ذاتك لأجلهم ، إستمر ولا تخر

وإن لم تكن مثله وصادقته فأعلم أنك تحيا سعيداً لكونه موجود بجوارك فى هذه الحياة ، وأنك ستصبح مثله بالتصاقك به ، أما إن لم تعرفه فيكفى ألا تدين أحد أو تحقره فقد يكون ذاك أحدهم ، فوراء كل إنسان كواليس تحمل الكثير من الحقائق الغائبة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :